يشهد هذا العام انخفاض في إنتاج الكهرباء المولدة من الفحم على الصعيد العالمي، ويقدر الانخفاض بانه أكثر من الطاقة المولدة من الفحم في ألمانيا وأسبانيا والمملكة المتحدة مجتمعين وفقا لتقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي البريطانية.
ويعتمد التقرير الذي أعده ثلاثة خبراء في مجال الطاقة ونشر في المجلة الإلكترونية Carbon Brief على بيانات قطاع الطاقة من جميع أنحاء العالم خلال الأشهر العشر الأولى من العام.
ومن المتوقع أن يؤدي الانخفاض في الطاقة المنتجة من الفحم إلى التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، لكن الخبراء يحذرون من أنه بالرغم من الانخفاض إلا أن معدلات استخدام الفحم أعلى بكثير من المستوى المطلوب للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى أقل من 2 درجة مئوية.
ووفقا لـ"بي بي سي" يشير الانخفاض إلى أن محطات الفحم ستواجه ضربة كبيرة للعائدات حيث يصل متوسط ساعات العمل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق.
وقال بوب وارد، مدير السياسات بمعهد جرانثام للأبحاث حول التغير المناخي: "من الواضح أن اقتصاديات إنتاج الفحم لم تعد منطقية في أجزاء كثيرة من العالم حيث من الأرخص ببساطة توليد الكهرباء من الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة"، كما أوضح أنه ما زال مبكرا للغاية معرفة ما إذا كان التراجع العالمي في استهلاك الفحم هو بداية لنهاية الصناعات القائمة عليه.
وتشير التقرير إلى أن أسباب انخفاض توليد الطاقة من الفحم تختلف من بلد إلى آخر ومن ضمن هذه الاسباب زيادة توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والغاز.
يذكر انه تم تعويض التخفيضات في توليد الفحم في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في السنوات السابقة بزيادة في أماكن أخرى خاصة في الصين وعلى الرغم من هذا فإن الانخفاض في الاقتصادات المتقدمة يتسارع هذا العام في حين أن توليد الفحم في الهند والصين يتباطأ بشكل حاد.
تظهر التقارير حدوث نقلة في الصين وفي نفس الوقت كشف التحليل الجديد أن نمو الطلب على الكهرباء في الصين هذا العام تباطأ إلى 3% كما تشير إلى أن هذا العام شهد أول محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الصينية بنفس سعر محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
وقال الخبراء ،إن هذا قد يهدد بقاء الفحم على المدى الطويل في الصين ويضعه في طريقه إلى "تكافؤ الشبكة" في مجال الطاقة المتجددة مع بدء تشغيل هذه المشاريع في عام 2020.
وفي الوقت نفسه، شهدت الولايات المتحدة أكبر تخفيضات في توليد الطاقة التي تعمل بالفحم ويأتي هذا على الرغم من الجهود التي بذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإحياء صناعة الفحم الأمريكية ، ووفقا للتقرير تقدمت ثماني شركات فحم أمريكية بطلب للإفلاس هذا العام من ضمنهم شركة موراي للطاقة أكبر شركة فحم خاصة.
كما كشف الخبراء عن أن هناك تحولًا في الهند حيث يسير إنتاج طاقة الفحم في طريقه للانخفاض للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود على الأقل بينما شهدت جنوب شرق آسيا زيادات كبيرة في توليد الفحم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة