أثار دخول الملياردير الديمقراطى مايكل بلومبرج سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية كثيراً من الجدل، فبخلاف ثرواته الطائلة وإنفاقه المبالغ على الدعاية والذى كان محل انتقاد منافسيه داخل الحزب نفسه، شغلت ملكية بلومبرج لشبكة "بلومبرج" الإعلامية الكبرى حديث العديد من الساسة ووسائل الإعلام المنافسة عما إذا كانت تلك المنصة الكبرى ستلتزم بالحياد الكاف خلال تغطية الأنشطة الخاصة بالانتخابات أم لا، كما فتحت تلك الملكية الباب واسعاً لإلقاء الضوء على العلاقة بين رجال الإعمال ووسائل الإعلام.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية، فإن بلومبرج أغلق هذا الباب مبكراً ، بعدما أرسل رئيس تحرير شبكة بلومبرج نيوز مذكرة إلى الصحفيين البالغ عددهم 2700 موظف يخبرهم أنهم لن يقوموا بأى قصص عن حملة بلومبرج وبينما ستغطى المنصات التابعة لبلومبرج الآنتخابات الرئاسية وأخبارها اليومية إلا أنها لن تجرى تحقيقات بشأن رئيسها كما أنهم لن يحققوا فى منافسيه الديموقراطيين ومع ذلك سوف يواصلون عملهم الصحفى ضد حملة ترامب.
وعلقت صحيفة جارديان على مشهد منافسة بلومبرج وترامب المرتقب فى انتخابات 2020، قائلة إنه لا شىء يعبر عن "الديمقراطية" مثل ملياردير يشترى طريقه إلى الانتخابات لمحأولة القضاء على ملياردير آخر حيث بدأ بلومبرج حملته من خلال شراء إعلان تلفزيونى بقيمة 31 مليون دولار وهو أكبر مبلغ ينفقه مرشح فى أسبوع من الإعلانات السياسية والأمر الآخر الذى يعبر عن الديموقراطية هو مرشح رئاسى يمتلك أحدى اقوى شبكات الاخبار المسموعة والمؤثرة والتى منعت من انتقاده أو التعليق على تصرفاته.
وبدأ بلومبرج الحملة الآنتخابية الرئاسية دون أن يكلف نفسه عناء بيع إمبراطوريته الإخبارية كما أنه أنشأ لغة خاصة به مما يزيد من اسباب عدم الثقة فى وسائل الاعلام ويمكن القول ان موقف بلومبرج ومؤسسته الاعلامية يهدد حرية التعبير.
وقال ديفيد سيروتا كاتب خطابات بيرنى ساندرز على تويتر إن المراسلين يدركون جيدًا أنهم إذا انتقدوا بلومبرج فإنهم يخاطرون بإثارة غضب شخص يملك شريحة كبيرة من سوق العمل الإعلامى كما أنه يتعارض مع وعد بلومبرج السابق بالتخلى عن أعماله إذا ترشح للرئاسة حيث صرح العام الماضى فى مقابلة إذاعية أنه إذا ترشح للرئاسة فسيقوم ببيع شركته لأنه لا يريد من المراسلين الذين يتقاضوا راتبهم منه ان يكتبوا قصص عنه وأضاف اثناء المقابلة أنه يريدهم مستقلين.
وبحسب الجارديان فان بلومبرج ليس الملياردير الوحيد الذى يمتلك شركة اخبارية فهناك الكثير من اصحاب المليارات يشترون شركات الاخبار غالبا باسم الاعمال الخيرية حيث يمتلك جيف بيزوس مؤسس موقع امازون صحيفة واشنطن بوست ويمتلك الملياردير فى مجال التكنولوجيا الحيوية باتريك سون شيونج صحيفة لوس أنجلوس تايمز بينما يمتلك مارك بينوف مؤسس salesforce مجلة تايم.
ويبدو أن هؤلاء المليارديرات يدركون أنهم يتمتعون بأكبر قدر من النوايا الحسنة، ولكن كما نرى مع بلومبرج هذا لا يمنعهم من الحصول على قدر مخيف من التأثير.