تعد "الجمعة البيضاء" أو ما يعرف عالميا بـ “الجمعة السوداء" أحد أكبر أيام التسوق في السنة، حيث يوفر لنا جميعًا الفرصة للشراء بأسعار مخفضة كما يروج البعض.
لكن البلاك فرايدي لا يعتمد على المميزات فقط، ففي الوقت الذي يحب المستهلكين فيه ربح التسوق السنوي هذا لأنهم يحصلون على فرصة لشراء جميع أنواع الأشياء بأسعار مخفضة، إلا أن "كوكب الأرض" يدفع تكلفة باهظة مقابل ذلك، بل يخشى أيضًا أن التخفيضات قد تلحق الضرر بالشركات، بدلاً من أن تساعد فى ذلك، حيث وجد تقرير جديد نُشر اليوم أن 80٪ من الأكياس البلاستيكية التى يتم لف المنتجات بها ينتهي بها المطاف في النفايات وهذا يعني أنه سيتم حرقها وإلقاءها في مكب النفايات في النهاية.
دعوات للإنقاذ
وقال أكاديميون من جامعة ليدز إن "معظم الموارد التي يصنعونها سيجري استخدامها مرة واحدة فقط قبل إهدارها"، ودعوا إلى إقامة "اقتصاد دائري" حيث "المنتجات القابلة للإصلاح طويلة الأمد هي القاعدة ويتم الحفاظ على الموارد أو إعادة استخدامها أو إعادة تدويرها إلى استخدامات عالية الجودة".
وقال ليبي بيك، كبير مستشاري السياسة في الموارد في التحالف الأخضر: ‘قد يبدو يوم "البلاك فرايدي" مختلفًا تمامًا في المستقبل، فقد تحتاج الحكومة القادمة إلى بدء ثورة في الموارد وتغيير النظام، بدءًا من البنية التحتية التي تمكن الاقتصاد الدائري من الازدهار.
معارضات للبلاك فرايدي:
في فرنسا، تتصاعد الآن معارضة يوم “البلاك فرايدي” وسط مخاوف من أن يضر السلوك الاستهلاكي بالبيئة، حيث قام عشرات النشطاء الفرنسيين بإغلاق متاجر أمازون جنوب باريس في مظاهرة مستوحاة من يوم “البلاك فرايدي”، ودفعت مجموعة من المشرعين الفرنسيين لحظره تمامًا.
كما قام محتجون من مجموعة المناخ Amis de la terre (أصدقاء الأرض) بنشر القش والثلاجات القديمة وأجهزة الميكروويف على الطريق المؤدي إلى المستودع في بريتيني سور أورج يوم الخميس، كما حملوا لافتات أمام البوابات كتب عليها "أمازون: من أجل المناخ، للوظائف، توقفوا عن التوسع، توقفوا عن الإفراط في الإنتاج!" وقد فرقت الشرطة الاحتجاج فيما بعد.
ومن المتوقع ظهور المزيد من المظاهرات وتخطط مجموعات المناخ الفرنسية لتنظيم مظاهرات 'Block Friday' أخرى، فيما اكتسبت اعتراضاتهم الدعم داخل الجمعية الوطنية الفرنسية.
ويريد حاليا بعض المشرعين الفرنسيين حظر يوم “البلاك فرايدي”، الذي تحول إلى ظاهرة عالمية، حيث أقرت لجنة تشريعية فرنسية يوم الاثنين تعديلاً يقترح حظر يوم “البلاك فرايدي” لأنه يسبب "هدر الموارد" و "الاستهلاك الزائد"، وسيتم مناقشة التعديل الذي طرحه وزير البيئة الفرنسي السابق، دلفين باثو، الشهر المقبل، وقد أدانتها نقابة التجارة الإلكترونية في فرنسا.
فرنسا ليست وحيدة
وفي المملكة المتحدة، يبدو أن نفس الاتجاه مستمر، إذ يتم إجراء 77 % من عمليات شراء هدايا يوم “البلاك فرايدي” على الإنترنت مع 23 % فقط من المتاجر، وفقًا لاستطلاع الرأي الذي أجرته شركة المحاسبة PWC على حوالي 2،000 بريطاني.
وسيتضاعف الإنفاق على موقع الويب مقارنةً بيوم متوسط، لكن الخبراء يقولون إن المحلات غير الغذائية ستكون هادئة.
فيما قال موقع PriceResearcher إن دراسة استقصائية كشفت أن' 85 ٪ من تجار التجزئة في المملكة المتحدة يشعرون الآن بالضغط للمشاركة في يوم “البلاك فرايدي” على الرغم من علمهم بأنه سيكون له تأثير سلبي على الإيرادات السنوية.
هل ذلك يضر الشركات؟
قال جيمس براون، رئيس قسم الممارسات الاستهلاكية والتجزئة في المملكة المتحدة في شركة سيمون كوشر الاستشارية في لندن: "إن الانتشار السريع في جميع أنحاء العالم ليوم “البلاك فرايدي” و"السايبر مونداي" هذا العقد من أمريكا هو شهادة على الناس في جميع أنحاء العالم يحبون الصفقات، بالإضافة إلى قوة المنصات الأمريكية الكبيرة، وخاصة أمازون، لتحويل السلوكيات بسرعة في جميع أنحاء العالم ... على الأقل حيث يسعد المستهلكون بالمضي قدماً.
وأضاف أن المتسوقين في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في بريطانيا وأمريكا، يحبون بالتأكيد هذه الأيام وفرص الصفقات، وسواء كان ذلك أمرًا جيدًا لتجار التجزئة في الشوارع، فهذه مسألة أخرى، حيث إن التخفيضات الكبيرة تؤثر على الأرباح في وقت يجب أن تحقق فيه هوامش جيدة قبل عيد الميلاد.
الجمعة السوداء تسمية خاطئة
كذلك فقد أصبح مصطلح "الجمعة السوداء" تسمية خاطئة، خاصة وأنه أصبح يدوم لفترات طويلة تقريبًا، حيث قال "فريد دي جوبرت"، الرئيس التنفيذي لشركة Akeneo للتكنولوجيا: 'أصبح يوم “البلاك فرايدي” ظاهرة شبه عالمية - لقد انتشر من يوم واحد إلى ستة أسابيع طويلة من مهرجان الاستهلاك، نحو الاستعداد لعيد الميلاد، بما في ذلك "سايبر مونداي" وخصومات العطلات.