أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ محمود حافظ يكتب: فلما استحكمت حلقتها‎

الجمعة، 29 نوفمبر 2019 04:00 م
القارئ محمود حافظ يكتب: فلما استحكمت حلقتها‎ شروق الشمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"جميل أن تبتسم رغم ألم كل شىء، والأجمل أن تكون على ثقة بأن كل وجع سوف يمضى يوما ما ولن يعود، نعم قد تتعثر خطواتك وتعيقك بعض المُشكلات، فإذا اعتقدت أن حياتك بلا هدف وليس لها معنى سيدفعك هذا إلى الشعور بالاكتئاب وفقدان الأمل، قد تسقط أحلامك فى بئر عميق مثل ما سقط (يُوسف) فلا تبتئس و تشبث بالأمل حتى آخر قطرة وكن على يقين بأن (قافلة العزيز) سوف تأتى فى موعدها وتلتقط أحلامك من غيابات الجُب "..

من الإيجابيات أن تتسم بالرضا والصبر على المصائب، فلو رضيت بما قسمه الله لك وعدله غير رافض أو متضرر لاستراح قلبك، فكل شىء قد زال منك زال همه عنك وكل شىء ضاع من بين يديك هو فى الأصل لم يكن لك، الأيام دول يوم وهن وضعف ويوم عنفوان وقوة لا أحد يخسر على طول الخط ولا أحد يفوز باستمرار، فالحياة تجارب ومراحل، فشل ونجاح بكاء وضحك لو ترك الله الحياة تمضى بنا على وتيره واحدة لأصابها الرتابة والملل..!، فالنفس البشرية تهوى التنوع وتعشق التناغم، فهى تأبى النعيم المقيم أو الضنك المستمر فجمال الحياة يقع ما بين الملح والعسل وما بين الأبيض والأسود والألوان.

لنا طريق مستقيم مرسوم بدقة متناهية فمن سار على نهجه واتبع قوانينه النبيلة وقيمة الأخلاقية والإنسانية كان من الذين سعدوا فى الحياة، أما من حاد عنه ضل وشقى وفقد متعة وجمال كل شىء خلقه الله له، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض وثق بالله وخذله، فالنار التى قانونها الإحراق كانت برداً وسلاماً على إبراهيم، والماء الذى قانونه الاستطراق لم يُغرق موسى واتباعه بل شُق لهم فى البحر طريقا يابساً ممهداً من أجل أن يعبروا، ومريم العذراء صدّقته فكان دليل برأتها أن نطق جنينها ثم جعله من اعظم المرسلين، إياك أن تفقد الثقة بالله مهما كانت الشدائد والعثرات فالله وحده هو الذى يخلف طبيعة الأمور.

سوف تمضى سفينتك فى الحياه من بحار إلى بحار وسوف تحملها الأمواج المتلاطمة إلى بلاد كثيرة، سوف تأتى عليك أيام تظُن أنك تغرق أو أنك وحيد تائه وسط البحر عالق بين الماء والفضاء وستشعر وأنت تسبح وتصارع الموج أن المياه سرمديه لا نهاية لها، سيتملك منك اليأس حتى تعتقد أن لا سبيل من الوصول إلى بر الأمان وأن النجاة قد باتت أمرا مستحيلا وعندما تضيقُ الحلقة وُتحكم أقفالها تماماً وتتأكد من أن النهاية أتيه لا محاله يأتى الفرج من بعيد يولد خيط الأمل من جديد و تسطُع الشمس و ترى الشاطىء يقترب و كأنه هو الذى يُقبل عليك، و هكذا هى الحياه أيضاً تُحب كل من يُقبل عليها ..تعشق كل من يصارع المستحيل من أجلها فتعطيه سرها و مفاتيح أبوابها المُغلقة.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة