وصل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى أفغانستان أمس فى زيارة مفاجئة لعيد الشكر للقوات الأمريكية، وأعلن استئناف محادثات السلام مع طالبان، بحسب ما نشرته شبكة سى إن إن الأمريكية.
وتعتبر هذه الرحلة هى الأولى للرئيس الأمريكى لزيارة أفغانستان والزيارة الثانية للقوات الأمريكية المتمركزة خارج البلاد فى مناطق حرب بعد رحلته الأولى، والتى زار فيها جنوده فى العراق.
يذكر أنه يوجد فى أفغانستان حوالى 12000 جندى أمريكى بعد الصراع الذى بدأ عقب أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التى وقعت عام 2001.
جاءت زيارة ترامب إلى أفغانستان وسط توترات غير مسبوقة بين الرئيس وكبار الضباط العسكريين بعد إقالة وزير البحرية ريتشارد سبنسر بعد تدخل ترامب في قضايا ثلاثة من أفراد الخدمة يواجهون تهم بارتكاب جرائم حرب.
وبحسب التقرير قال ترامب خلال زيارته لقاعدة بلجرام الجوية ان "طالبان تريد عقد صفقة. سنرى ما إذا كانوا يريدون عقد صفقة. يجب أن تكون الصفقة حقيقية، لكننا سنرى. لكنهم يريدون إبرام اتفاق."
وعقد ترامب اجتماعًا مع رئيس أفغانستان أشرف غاني.
وبعد الاجتماع قال الرئيس الأفغاني ان كلا الطرفين اتفقا على انه إذا ـرادت طالبان عقد اتفاق سلام فسيتعين عليهم قبول وقف إطلاق النار.
واضاف غاني أنه لن يدوم أى سلام إلا إذا تم تفكيك المخابئ الآمنة للإرهابيين خارج افغانستان.
وقدم ترامب وجبات عيد الشكر لبعض أفراد الجيش المتمركزين في القاعدة قبل مغادرته.
كان قادة طالبان يقومون برحلات سرية إلى الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق للسلام ولكن توقفت المفاوضات في سبتمبر الماضي عقب الهجوم على كابول الذي أسفر عن مقتل عشرات الاشخاص من ضمنهم جندي أمريكي.
وقال ترامب بعد عدة ايام من إطلاق طالبان أستاذين بالجامعة أحدهما امريكي والآخر استرالي مقابل إطلاق الحكومة الافغانية سراح ثلاث سجناء من طالبان لقناة فوكس نيوز "إننا نعمل على اتفاق الآن مع طالبان، دعونا نرى ما سيحدث."
وفي يوم الأربعاء قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة للصحفيين المرافقين له في أفغانستان أن احتمالات إنهاء الحرب التي دامت 18 عامًا أعلى من توقعاته من قبل.
ومن ناحية أخرى، قال موقع "بوليتيكو" الأمريكى إن ترامب قام برحلة مفاجئة إلى أفغانستان في عيد الشكر لحشد القوات الأمريكية وتعزيز استئناف محادثات السلام مع طالبات لإنهاء أطول حرب أمريكية.
وتعهد ترامب بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان، لكن محاولات التفاوض على تسوية سلمية بين الولايات المتحدة وحركة طالبان والحكومة الأفغانية واجهت بعض العقبات، حيث ألغى ترامب خططًا بشأن الاجتماع بقادة طالبان والرئيس الأفغاني سراً في كامب ديفيد وقطع المحادثات بعد أن اعلنت الميليشيات هناك عن مسئوليتهم عن الهجوم الذي أسفر عن مقتل جندي أمريكي في العاصمة كابول.
ويأمل ترامب في أن تمنحه المفاوضات للتوصل الى اتفاق سلمي فوزًا في مجال السياسة الخارجية في الوقت الذي يتجه فيه إلى سنة صعبة لإعادة انتخابه رئيسا لولاية أخرى.
ووفقا للتقرير تعهد ترامب في عام 2016 أثناء حماته الانتخابية السابقة بإنهاء ما يسميه "حروب لا نهاية لها" في الشرق الأوسط ولكن بعد ثلاث سنوات من رئاسته تعاني المنطقة من عدم الاستقرار السياسي حيث هناك محادثات السلام المتوقفة والعنف المتزايد في أفغانستان والتظاهرات المناهضة للحكومة في إيران والعراق ولبنان بالإضافة الى الحروب الاهلية في اليمن والغزو التركي في سوريا.
ولم يتضح ما إذا كانت الحكومة الأفغانية ستشارك فى محادثات السلام المستأنفة حيث كانت الولايات المتحدة فى بعض الأحيان تتفاوض مباشرة مع طالبان.
وتأتى آخر رحلة قام بها ترامب في الوقت الذي يختتم فيه الديمقراطيون في الكونجرس تحقيقًات في عزله حيث ستعقد اللجنة القضائية (وهى اللجنة التى ستكتب مقالات بمقاضاة ترامب) جلسة الاستماع الأولى بشأن إجراءات العزل بعد أسبوعين من شهادة عدد من الشهود بشأن أوكرانيا.
وأعطت رحلة عيد الشكر فرصة لترامب لإبعاد نفسه عن متاعبه فى أمريكا وسلط الضوء على ما قال إنها تطورات إيجابية فى أفغانستان.
وقال ترامب وسط هتافات: "داعش قضى عليهم، لم يتبق شىء تقريبًا فى هذه المنطقة"، فى إشارة إلى التنظيم الإرهابى الذى فقد السيطرة على المناطق التى كانت خاضعه له".
ومن ناحية أخرى، اعتبرت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية الزيارة إشارة أخرى على أن الرئيس يعمل لحماية المصالح الامريكية حيث أن إيقاف سيطرة طالبان في أفغانستان أمر أساسي للسلام والاستقرار في جنوب آسيا ولمنع عودة ظهور جماعات مماثلة لتنظيم القاعدة.
وإذا كانت طالبان على استعداد للتحدث عن السلام مع الحكومة الأفغانية، فإن الولايات المتحدة على استعداد للتحدث أيضًا، ولكن طوال الوقت، ستواصل أمريكا تقديم الدعم العسكري للحكومة الأفغانية والقيام بعمليات مكافحة الإرهاب.
وقالت فوكس نيوز إن رحلة ترامب إلى أفغانستان تُظهر تصميمه المستمر على العمل للصالح الامريكي، مضيفة أنه لا يمكن أن تنجح عقيدة ترامب بدون دعم الجيش الامريكية له.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة