تجربة جديدة خاضها الفنان التونسى ظافر العابدين فى الدراما ولكن هذه المرة فى الدراما اللبنانية من خلال مسلسل "عروس بيروت"، وذلك بعدما استطاع فرض اسمه بقوه فى مصر، ولكنه اختار التحدى بتقديم عمل لبنانى وبشخصية تتحدث اللهجة اللبنانية أيضاً، ومنذ عرض الحلقات الأولى من العمل وحتى الآن وتحظى الحلقات بمثابة واهتمام كبير من قبل الجمهور لما يناقش موضوعات اجتماعية تخص العائلات والأسر.. وتحدث ظافر مع "اليوم السابع" وكشف كواليس التجربة وتحمسه لها وصعوباتها وتأقلمه على اللهجة اللبنانية فى السطور التالية.
هل توقعت تحقيق مسلسل "عروس بيروت" كل هذا النجاح وتفاعل الجمهور مع أحداثه بهذا الشكل؟
عندما قرأت سيناريو عروس بيروت شعرت أنني أمام عمل مختلف، عمل به كل عناصر النجاح، وأنا سعيد من رد فعل الجمهور، فالمسلسل لاقى بذلك إقبالاً كبيراً في مختلف دول العالم العربي، وهو ما يظهر جليا على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمسلسل أصبح تريند على تويتر وجوجل في العديد من البلدان العربية، وأحمد الله على هذا النجاح الذي جاء نتيجة لمجهود كبير يحسب للقائمين على العمل، فأهم شيء ينتظره الفنان أن يلقى عمله صدى كبير عند الجمهور وهو ما حدث بالفعل مع المسلسل، وهو ما يجعلني ممتناً له.
ما الذي جعلك تتحمس لهذا المشروع من البداية؟
السيناريو هو أول شيء جذبني، فالسيناريو متميز ويجعل الجمهور يعيش فى أجواء عائلية وعلاقات اجتماعية تتمثل في علاقة الأشقاء بعضهم ببعض من جهة وبأمهم من جهة أخرى، وكذلك علاقاتهم بالمجتمع المحيط بهم، كما جذبني أيضاً النسق التصاعدي بالعمل وكثرة الأحداث واختلافها لكل عنصر من عناصر العائلة، وشدني أيضاً فارس بدوره العميق، وعلاقاته بأشقائه وأمه وزوجته، وكذلك علاقاته المهنية والتي تم طرحها جميعاً بشكل جميل ومتكامل.
كيف تأقلمت على التحدث باللهجة اللبنانية وهل كنت تتحدث بها بالأصل أم أتقنتها من أجل المسلسل؟
هذه ليست المرة الأولى التي أشارك فيها بأعمال لبنانية، فقد شاركت في أكثر من عمل مثل كراميل، ولكنني كنت أؤدي شخصية غير لبنانية، هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها ببطولة عمل أؤدي فيه دور شخصية لبنانية (فارس) من عائلة لبنانية بحتة وأنا سعيد جدا أن أكون أول ممثل عربي يقوم بهذا الشيء وسعيد أيضاً بهذا التحدي، فكان من الأسهل لي أن أقوم ببطولة أحد المسلسلات الرمضانية وأن أختار الجانب الآمن وأظل في منطقة الرفاهية الخاصة بي، لكنني فضلت أن أخوض التجربة وأتحدى قدراتي وأطور من نفسي.
كيف كانت التدريبات؟ وكم استغرقت وهل استعنت بمتخصصين؟
لكي أتقن اللكنة اللبنانية الدارجة تطلب ذلك الإقامة في لبنان لوقت طويل قبل تصوير المسلسل لأذاكر اللكنة وأتدرب عليها جيداً مع المدربة تانيا غرة، وهو الأمر الذي استمر أيضاً أثناء التصوير مع المدربة ريهاف عون. تغمرني سعادة بالغة لنجاح التجربة وبكون اللهجة لاقت إقبال عند الجمهور، وسعيد أيضاً بتقبلهم لي كفارس اللبناني.
اللبنانية والمصرية وتتحدث الإنجليزية أيضاً، ما اللغات واللكنات الأخرى التي تتقنها؟
إتقان اللغات واللهجات هي واحد من التحديات التي أفضلها، لذلك قمت بأدوار مختلفة بلغات ولهجات مختلفة، فعلى سبيل المثال، مثلت بالإنجليزية، والفرنسية، والعربية الفصحى، والتونسية، واللبنانية، والمصرية، بالإضافة إلى لهجات أخرى مثل الإنجليزية باللهجة الفرنسية، والإنجليزية باللهجة الإيطالية.
بالإضافة لإتقان اللكنة، ما الصعوبات التي واجهتك في المسلسل؟
لا نستطيع القول إن هناك شيء أصعب من الآخر، فبالإضافة إلى اللكنة، يتطلب هذا الدور الكثير من التركيز العالي على كل مشهد، خاصة وأن المسلسل ينتمي للأعمال الطويلة التي يتطلب التركيز فيها ليس فقط لشهر أو اثنين، بل لأكثر من ذلك، فقد استغرق التصوير أكثر من 8 أشهر من التركيز على مدار اليوم وطول مدة التصوير بنفس الدرج، كما أن الدور مكتوب بشكل متكامل وبعمق في العلاقات المختلفة بالمحيطين بالشخصية، مثل أمه وزوجته والعمل، ويحمل تنوعاً بين الدراما، والكوميديا، وخفة الدم، والرومانسية.
ما رأيك في اتجاه تعريب الأعمال الأجنبية؟ هل تعتبره صيداً للأعمال الجيدة، أم فقر في الإبداع؟
قبل الحديث عن تعريب الأعمال الأجنبية أو الـAdaptation أود أن أنوه إلى نقطة مهمة جدا وهي أن النسخة الأصلية لمسلسل عروس بيروت هي ملك لشركة بالأساس، ,تم استخدامها في تركيا ولاقت هناك نجاحا كبيرا، والآن يتم تقديمها في العالم العربي بلهجة لبنانية وبممثلين عرب، أما بالنسبة لمقولة أن تعريب عمل أجنبي هو دليل على الفقر في الإبداع فهي مقولة خاطئة لأن العالم العربي ثري بالأعمال الإبداعية الجيدة وبالمؤلفين الخلاقين أصحاب الأفكار الأصيلة، من جهة أخرى الـ Adaptation هو اتجاه عالمي يتم من خلاله إعادة تقديم العمل بشكل يناسب تماما البيئة الجديدة التي يتم عرضه فيها، سواء من حيث اللغة أو العادات والتقاليد أو الأجواء الاجتماعية بشكل عام، فلما لا يحدث ذلك أيضاً في الوطن العربي طالما أن القصة تلائمه، وعلى سبيل المثال في أمريكا تم عمل Adaptation للفيلم الأسباني Open Your Eyes وتحول إلى Vanilla Sky ولاقى هو الآخر نجاحا كبيرا.
هل شاهدت النسخة التركية من المسلسل أم تجاهلتها حتى لا تتأثر بها؟
لا، لم أشاهد النسخة التركية، فأنا أحبذ العمل على أي مشروع من خلال السيناريو المعروض على وليس من خلال أي نسخ أخرى له، كما أحبذ أيضأ العمل من خلال وجهة نظر المخرج ووجهة نظري أنا الشخصية وخيالي وتصوراتي الخاصة حتى أكون بعيداً عن تأثير أي عمل آخر، فلكل عمل مميزاته ولكل ممثل ترجمته الخاصة للعمل الذي يشارك فيه وللشخصية التي يؤديها، لذا أحب أن تكون لي ترجمتي الشخصية لأي دور أقوم به.
أصبح لقبك الآن "جنتلمان الشاشة"، ما تفسيرك لذلك؟ وهل تحب هذا اللقب؟
نعم، سمعت عن هذا اللقب ورأيته متداولاً عند الكثير من الناس، وهذا شئ يشرفني ويسعدني جداً، أي رجل مثلي يسعده أن يقدره الناس ويرون فيه صفات "الجنتلمان"، لكن ما يسعدني أكثر هو أن تنال أعمالي إعجابهم وتقديرهم، ويهمني أيضاً أن يستمتعوا بأدائي في الأدوار المختلفة، فدائما ما أفضل أن أصب تركيزي على العمل وعلى بذل المجهود الأكبر على إتقانه ليصل للناس بشكل لائق، أما الألقاب والأسماء فهي مهمة للجمهور الذي بيده أن يختار منها ما يشاء.
ماذا تحضر الآن؟
أعمل الآن على تصوير فيلم العنكبوت وفيلم آخر مختلف من نوعية جديدة وبه تحد جديد بالنسبة لي، كما أعمل على مسلسل عالمي كبير سأشارك فيه قريباً.
70124883_10157443611229049_1089845387264524288_n
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة