لو لم تتخذ قرارك بشراء حلاوة المولد النبوى حتى الآن، فنصيحتى الشخصية لا تقترب منها، سيتأثر جيبك بصورة ملحوظة، وما تقدمه سهلا من أموال باعتبارنا أول الشهر، ستندم عليه قطعا، عندما تعلن إفلاسك رسميا قبل يوم 15 منه... فقط يمكنك أن تكتفى بالمشاهدة والفرجة، لتنال الخبرة اللازمة، اعتمادا على قاعدة "ليس من رأى كمن سمع"، أو أن تشترى ما تحب فقط، كأن تكتفى بقطعة أو قطعتين إن كنت أعزب، أما إن كانت لديك أسرة وأبناء فكل ماسبق لن يناسبك، أو كنت من أصحاب الحظ السعيد، الذين صادفت الأشهر الماضية حفل الخطوبة أو الشبكة، هنا سيكون وضعك أسوأ مما تتخيل، فأنت مجبر على شراء ما تحب وما تكره بأعلى سعر، حتى لا تصير خطبتك على "المحك".
لم أكن أتخيل يوما أن سعر حلاوة المولد النبوى وصل إلى 4 آلاف جنيه، بعدما تم وضعها فى صندوق خشبى مزخرف، كأنها هدية من أمير أو وزير فى عهد الدولة الفاطمية، بينما هناك صندوق أصغر ثمنه نصف الأول تقريبا، لمن أراد أن ينال نفس الشرف، لكن مع نقص بعض الكميات من اللوزية والجوزية والبندقية...الخ
رغم أن السكر عامل مشترك فى أسعار كل الحلوى الخاصة بالمولد النبوى، وانخفاض أسعاره بما يقترب من 25% تقريبا، خلال الفترة الماضية، إلا أن أسعار الحلوى تضاعفت، وصار أقل سعر لعلبة تليق بأسرة متوسطة الحال، تضم أنواعا جيدة، ليست كالتى تكسر أسنانك وترفع ضغطك وسكرك، من 500 إلى 750 جنيها تقريبا، بينما إن كنت تحاول الشراء من باب إثبات الحالة، والتخلص من عقدة الذنب أمام الزوجة والأطفال، فيمكنك أن تشترى علبة حلاوة 2 كيلو جرام من أحد الشوادر الموجودة بالشوارع ما بين 80 إلى 100 جنيه لصنف "المشكل".
الوعى التسويقى مازال بحاجة إلى الكثير من النضج لدى أغلب المحال والبراندات التى تعمل فى السوق المصرية بشكل عام، وسوق الحلوى بشكل خاص، فإذا نظرنا على سبيل المثال إلى حلاوة المولد النبوى كسلعة لن تستغرق فترة بيعها مدة أكثر من شهر تقريبا، نظرا لارتباطها بمناسبة محددة ومعروفة، مثل كعك العيد على سبيل المثال، وعلى الرغم من أن المثل المصرى الشهير الذى يقول " بعد العيد ما يتفتلش الكحك"، إلا أن أصحاب سلاسل محال الحلوى الكبرى، لم يمر عليها هذا المثل، وتفضل أن تخزن منتجاتها أو تتخلص منها على البيع بسعر مناسب للمستهلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة