انطلاق الروح أو دع روحك تنطلق جملة لها أكثر من معنى، ليس المقصود بها الموت إنما المعنى منها هو أن تجعل روحك ونفسك تنطلق وترفرف وتطير وتترك كل حزن وشجن من خلفها، تنطلق تاركة الآلام والمعاناة وتسمو بها فوق كل الماديات، وأيضاً لا أقصد أن تكون راهبا أو صوفيا إنما إنسان عادى سموت فوق الماديات وسمحت لروحك بالانطلاق والتحليق عالياً .
وكيف أسمح لروحى بالانطلاق؟ أولاً... لابد أن يكون لدى إيمان حقيقى بأن الكون بأكمله فى يد الله ولا شىء يتم إلا بإذن منه، ولا شعرة من رؤوسنا تسقط إلا بإذن منه، وأن هناك حكمة إلهية من كل ما يحدث حولنا قد لا نفهمها بعقلنا المحدود فى الوقت الحالى، إنما لها مغزى ومقصد للخير قد نفهمه فيما بعد، ولا ننسى أبداً أن الله خلقنا ليس للهوان، إنما خلقنا لكى نسمو فوق الشرور وأن يكون الخير والبر هو مقصدنا . ثانياً ... ان يكون لنا قوة الغفران بمعنى ان نغفر ونغفر.. فالله يغفر لنا نحن البشر أن أخطأنا وهو الاله العظيم الذى خلقنا من تراب، فكم بالحرى نحن البشر لا نغفر بعضنا نحو بعض، فالغفران ليس ضعفا إنما هو قوة تسمو فوق الماديات وحينها نستطيع أن نقول إننا جعلنا روحنا تنطلق ولم يسيطر علينا الشر.
ثالثاً... ألا نترك الماديات تسيطر علينا، حقيقةً الجسد له احتياجاته وكثيراً ما يسيطر علينا ويجعلنا نهتم به فقط، وأحياناً يجعلنا نسير فى طرق ملتوية لتحقيق غرائز لا نستطيع السيطرة عليها ثم يقع المحتوم ونندم بعدها كثيرا أشر الندم ولكن قد فات الوقت، فهل نهمل الجسد بمادياته واحتياجاته، طبعاً لا.. إذاً ماذا نفعل؟ كلما استطعنا أن نسيطر على جسدنا وخاصة الغرائز نستطيع أن نسمو بروحنا ونرتفع بها وعندها نستطيع أن نقول سيطرنا على غرائزنا فسمونا بروحنا.
رابعاً.. لا تجعل شيئا يعكر صفو حياتك.. لى صديق تعرض لمضايقات كثيرة من أحد أقاربه، ولكنه لم يشتك منه مطلقاً وكلما جاءت سيرة قريبه هذا لا يعلق بشىء، صديقى هذا كان مبتسماً دائما قليل الغضب، فقد كان لا يحمل فى نفسه كرهاً لاحد وكلما عانى كلما القى بذلك خلف ظهره وظل مبتسماً لا يعكره شئ ... هذه نعمة كبيرة ألا تشتكى بل ترتقى فوق مشاكل الحياة وبهذا قد جعلت روحك تنطلق.
الخلاصة هى.. إن أردت أن تسمو بروحك، لابد أن يكون لك قوة إرادة تجعلك تسيطر على كل المحسوسات لكى تسمو محلقاً بروحك عالياً.. وبهذا قد جعلت بروحك تنطلق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة