لا شك أن أثار الأقدام هى أكثر الانطباعات التى تشاهد فى مسرح الجريمة أو بالقرب منه، حيث تتكون أثار الأقدام بالموقع عندما تتلوث القدم العارية أو الحذاء ببعض المواد الغريبة أو الدهون أو الأتربة أو عندما تضغط القدم العارية أو الحذاء على مادة قابلة للتشكل مثل الطين.
في التقرير التالي، يلقى "اليوم السابع" الضوء على بصمة القدم من خلال علوم مسرح الجريمة وأثار الأقدام من الجانب العلمي وبيان طرق الاستفادة منها في إثبات الفعل الإجرامي وذلك من خلال تعريفها، معرفة أماكن وجودها، كيفية رفعها، وأخيرا فحصها، مع الملاحظة أن بصمات القدم لا تسمح بالتعرف على هوية صاحبها بالدقة التي تعرفها بصمات أصابع اليد ولكنها فقط يمكنها أن تثبت التشابه المحتمل وربما تحديد الجنس – بحسب الخبير القانوني والمحامي بالنقض محمود البدوى.
أولاَ: تعريف طبعات الأقدام
فى البداية – يجب أن نعلم أن علوم الطب الشرعي شرحت عملية بصمة القدم بالتفصيل بداية من الأصابع حتى الجلد باعتبار أن للقدم خمسة أصابع وكل إصبع يتركب من ثلاث سلاميات ما عدا الإصبع الأكبر فإنه يتركب من سلاميتين، وأسفل كل سلامية أمامية وسادة تلتقي مع الأرض عند المشي وهي من جلد ونسيج خلوي، ويسمى الجزء المرتفع عن الأرض الوق الأخمصي و جزء القوس الأخمصي من الجانب الخارجي هو الذي يمس الأرض ويترك بها أثار البصمات .
أثر القدم و شكله يتضح منه ما إذا كان الجاني ينتعل حذاء أم كان حافيا، ففي الحالة الأولى يمكن الوصول إلى معرفة شكل الحذاء ونوعه ومهنة صاحبه، حيث إن هناك أحذية تحمل في نعلها رسوما وأشكالا معينة تميزها عن غيرها، كما هو الحال في الأحذية الموصوفة بالعسكرية أو ما تأخذ شكل حذاء عسكري إذ يوضع في أسفل الحذاء عدة مسامير لوقايتها، ويثبت بعد المضاهاة التي يقوم بها خبراء الشرطة العلمية أن الأثر يعود لهذا المتهم أو ذاك بفضل هذه المميزات، في حين أنه في الحالة التي تكون القدم حافية فإن الأثر الذي تتركه هو أثر البصمة أي أثر الحلمات البارزة - وفقا لـ"البدوى".
ثانيا: رفع أثار طبعات الأقدام
بالنسبة لرفع أثار طبعات الأقدام يجب على خبير مسرح الجريمة بعد أن يعرف وقائع الحادثة أن يفكر في أي الطرق سلكها الجاني في ذهابه وإيابه وأي الأماكن وقف بالقرب منها، فيبحث فيها عن أثر الجاني، حيث إن المجرم حال خروجه قاصدا ارتكاب جريمة نادرا جدا أن يفعل ما يفعله الشخص حسن النية الخالي من سوء القصد، فهو لا يرتكب جريمته جهارا بل يرتكبها تحت ستار الظلام أو خلسة في النهار ويخشى من المسير في الطرق العمومية العادية للوصول إلى المكان المقصود، ويفضل عند العودة أن يسلك طريقا مغايرا حتى يكون في مأمن من اكتشاف أمره، لذلك وجب على هذا الخبير عدم إهمال أي أثر موجود بمسرح الجريمة ولو اعتبره تافها، وأغلب الأماكن التي تتواجد بها هذه الأثار هي السطوح الصلبة والجافة، أرضيات الخشب أو البلاط أو الصخر، أرضيات الأتربة أو الرمل أو الطين.
الاختلاف بين أثار القدم العارية والمنتعلة:
يختلف أثر القدم العارية عن أثر القدم المنتعلة، فأثر الأولى هي الأثار الخفية والتي تكون في شكل بصمات، و يتم رفعها بنفس طرق رفع بصمات الأصابع و هذا بعد تصويرها، في حين أن أثر الثانية والتي هي أثار ظاهرة وهي بدورها قد تكون غائرة أو سطحية بحسب طبيعة السطح الذي انطبعت عليه، فيتم رفعها بتقنيات مختلفة، حيث تبدأ أول مرحلة هي تصوير الأثر مع وضع مسطرة طوليا بجانبه ثم أخذ صورة عامة وأخرى مقربة، لأن الصورة قد تظهر تفاصيل قد لا تراها العين ولا يظهرها القالب، بل إن بعض التفاصيل قد يتلفها صب مادة القالب عليها و خاصة إذا كان الأثر على تراب أو رمل جاف - الكلام لـ"البدوى".
طريقة رفع الأثار بالجبس الباريسى
يتعين نظرا لأهمية هذه الأثار استخدام المواد التي تصلح في عملية الرفع، ويجب أن تكون المادة التي يتم عمل قالب منها لها خاصية التجمد، ويعتبر الجبس – الباريسي - من أكثر المواد استعمالا وأفضلها من طرف خبراء مسرح الجريمة للشرطة العلمية، وهذا لنقائه ومتانته وملاءمته، لذا كان من الضروري أن يكون الجبس محفوظا في وعاء مغلق حتى لا يتأثر بالعوامل الجوية، وتتمثل الطريقة التي يتبعها عمليا خبراء الشرطة العلمية في رفع أثار الأقدام بواسطة هذا الجبس في النقاط التالية:
1-إذا كان فوق الأثر ماء أو دماء فلابد من تجفيفه أولا بعناية وهذا بواسطة ماصة .
2-يحاط الأثر بإطار من الصفيح أو أربع قطع خشبية أو معدنية على بعد حوالي 2 سنتيمتر من جوانب الأثر الأربعة، و تكون أطوالها أطول قليلا من الأثر بحيث تشكل القالب .
3-يتم إعداد محلول الجبس الباريسي الذي نستعمله بوضع قدر من الماء يضاف إليه الجبس تدريجيا و يقلب جيدا مدة دقيقتين على الأقل .
4-يسكب المحلول على الأثر بحذر والأفضل استعمال ملعقة، فإذا ما غطي الأثر بالمحلول يقوى القالب بشرائح من الخشب و يستأنف سكب المحلول ثانية .
5-يجف القالب بعد خمس دقائق ليأخذ شكل الأثر مباشرة لكن لا يتم رفعه إلا بعد مرور نصف ساعة لضمان سلامته، بعد رفعه يجب التخلص من الأتربة العالقة به بواسطة فرشاة ناعمة، وفي الأخير تكتب عليه كافة المعلومات اللازمة من تاريخ رفع الأثر، مكان وجوده، واسم رافعه.
ثالثا: مقارنة أثار الأقدام
تتم المقارنة بين القالب و بين أثر حذاء أو قدم المشتبه فيه من حيث :
1-نوع القدم "مقوسة ـ عادية ـ منبسطة".
2-المقاسات والعلامات المميزة والخطوط الحلمية في القدم العارية "وجود 12 علامة تشابه من الخطوط الحلمية في الأثرين".
3-مقارنة أثر الحذاء أي القالب بالحذاء نفسه من خلال مشاهدة شكل الحذاء و رسومات الكعب و أي أثر تآكل أو تمزق بالحذاء أو إصلاح قد تعرض له الحذاء ... إلخ .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة