ناقش فرويد فى كتابه العبقرى المشهور "الهو و الأنا"، على حسب "النظرية البنيوية"، حيث قسم سيجموند فرويد "البنية النفسية الثلاثية للشخصية" وحصرها فى "الهو والأنا والأنا الأعلى".
فقد عرف فرويد "الهو" بأنه ذلك الجزء من نفس الإنسان المسؤول عن جانب الغرائز، الغرائز "الحيوانية" فقط، بمعنى أن "الهو" يمثل الجانب الهمجى اللاوعى لدى الإنسان فهو يكون عن طريق التفكير فى إشباع رغبات الإنسان فقط دون التفكير فى كيفيه إقامتها فى شكلها السليم السوى الذى يتوافق مع الدين والمجتمع، أما "الأنا العليا" وهى تمثل الضمير والمثل العليا.
هذا ما قد اختص أن اتكلم عنه فقط، وهو أهمية الربط بين الأنا العليا والواقع وذلك منعاً للتصادم.
وهذا باختصار ما ذكره فرويد فى تعريفه "للهو والأنا العليا".
-الأنا العليا "المثالية الأخلاقية الإيمانية"
يمثل الأنا الأعلى الضمير فى أجمل و أرقى صوره له، فالأنا العليا تصور للنفس البشرية المثالية الخاصة جداً المجردة، حسن الخلق والعقلانية بعيداً عن روح "الهو" الشهوانية، اللاوعى، وتعد الأنا العليا مستمدة من الروح الإيمانية حقاً.
-كيفيه الربط بين الأنا العليا والواقع.
المثالية الأخلاقية كما ذكرنا من قبل هى إبراز الجانب الحسن فقط، المعاملة بالمثل العليا، المثالية الأخلاقية هى أخلاق المرء فى قمة روعتها وترفعها ورقيها وحبها للخير وإنصاف الحق دائماً هى الضمير والنور والتمسك بالمبادئ الفطرية الربانية، هى النفس الطيبة كما خلقها الله على سجيتها، النفس الشريفة الطاهرة الغير قابلة للنفاق أو التلوث الأخلاقى البشرى مع مرور الزمن، ولكن، هل سألت نفسك سؤالاً ذات يوم بأن المثالية الأخلاقية سيئة؟
وهل حقاً المثالية الأخلاقية التى تمثل الأنا الأعلى مثالية فقط وأنها ليست واقعية؟
وهل أيضاً أخطأوا آبائنا عند تربيتنا على الفضيلة وتطبيق المثل العليا بكل وضوح؟
الإجابة بكل وضوح ويقين لا، ولا نلوم أنفسنا على مصداقيتها أبداً ورقيها حقاً فى هذه الإجابة، حتى لو كان الواقع المنتشر يجبرنا على عكس ذلك، يظل هنا الفيصل فى هذا الجدل هو الحق المبين الثابت دائماً، لابد أن نفعل ونصر على الحق ولكن بتعقل، لذلك لا يمكننا أن نفكر أو نعتقد أو نشك فى إجابة هذا الأمر، ولكن يجب أن نعى جيداً جداً أن الواقع مختلف كل الاختلاف عن هذه المثالية تماماً، يجب أن نعلم أننا لا نعيش فى المدينة الفاضلة، لذلك فقد يعانى بعض البشر من الاصطدام بين مثاليتهم الأخلاقية وما تربوا عليه والواقع، ولكن لكى نبقى وتبقى مثاليتنا الأخلاقية كما هى ولا تشوبها أى ضغوطات أو تشوهات.
ولكى تأخذ حقك جيداً فى هذه الحياة عليك بالربط والموازنة والاعتدال بين الأنا العليا والواقع، عليك أن تجد حلاً كى تعيش فى سلام واطمئنان نفسى مع مراعاة عدم التخلى عن الأنا العليا بكل مبادئها منعاً للاصطدام، وهنا تكمن الحنكة الإنسانية من أجل المعايشة السليمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة