شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، نيتها طرح أسهمها في سوق الرياض للأوراق المالية، فيما قد يكون أكبر إدراج للأسهم بالبورصة في التاريخ ، حيث ستبدأ الشركة السبت المقبل، طرح أسهم للاكتتاب العام، وذلك بعد قرابة أربع سنوات من إعلان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد عن الفكرة للمرة الأولى.
قالت ثلاثة مصادر مطلعة، إن الحكومة السعودية ستخضع لقيد مدته عام على بيع أسهم إضافية من الشركة، بعد الطرح العام الأولى المزمع، وأن الحكومة تتطلع لإدراج 2% من الشركة فى البورصة السعودية بدلا من إدراج كامل رأس المال فى البورصة،فيما قد يكون أكبر إدراج فى العالم.
العروض الترويجية 18 نوفمبر
وقالت المصادر إن العروض الترويجية لأرامكو ستبدأ فى 18 نوفمبر، ومن المقرر أن يكون التسعير النهائى فى 5 ديسمبر، مضيفة أنه من المتوقع أن يبدأ التداول على أرامكو في 11 ديسمبر، ونقلت وكالة رويترز عن مديرين صناديق اطلعوا على مذكرات بحثية، إن محللين قدموا تقديرات واسعة النطاق لتقييم لأرامكو السعودية تتراوح بين 1.2 و2.3 تريليون دولار.
رئيس مجلس إدارة أرامكو ياسر الرميان
وقال مديران لصندوقين، اطلعا على التقارير البحثية، لرويترز إن بنك أوف أمريكا ميريل لينش يقدر تقييما محتملا لأرامكو بين 1.2 و2.3 تريليون دولار، بينما يتراوح تقييم المجموعة المالية هيرميس للأسهم بين 1.55 و2.1 تريليون دولار.
ويسعى الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة لتنويع موارد الاقتصاد السعودي بحيث لا يعتمد على النفط، وقال الأمير في 2016 ، وهو يعلن خطط الطرح الأولي لأسهم أرامكو ، إن على المملكة أن تنهي "إدمان النفط" ، لكي تضمن ألا تكون تحت رحمة التقلبات السعرية.
ولمعرفة وضع ومكانة أرامكو لابد أن نعود للتاريخ ومعرفة قصة وتاريخ اكتشاف النفط فى السعودية ..
اكتشف منقبون من شركة ستاندرد أويل التابعة لعائلة روكفلر النفط في السعودية في العام 1938، وأُطلق اسم شركة الزيت العربية الأمريكية على الشركة التي ستتولى استخراجه، وبلغ إنتاج النفط الخام 500 ألف برميل يوميا في العام 1949.
وبحلول 1980 كانت الحكومة السعودية، قد اشترت جميع الأسهم من كل المساهمين الأصليين ، وأصبحت تملك الشركة بنسبة 100 %، وبعد ثماني سنوات تأسست رسميا شركة أرامكو السعودية.
وكانت أرامكو سببا فى ازدهارا اقتصادى للسعودية لعشرات السنين، والمملكة هي أبرز الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ولها دور في رسم تحركات أسعار النفط في الأسواق العالمية.
احتياطيات النفط
كانت الاحتياطيات النفطية لدى أرامكو 260.2 مليار برميل من المكافئ النفطي في 2017، أي أنها أكبر من الاحتياطيات المجمعة لدى شركات إكسون موبيل وشيفرون ورويال داتش شل وبي.بي وتوتال، ويقدر العمر الاحتياطي لهذه الاحتياطيات بواقع 54 عاما.
حجم الإنتاج والصادرات
أنتجت الشركة 10.3 مليون برميل من النفط الخام يوميا العام الماضي ، مستفيدة من أرخص تكلفة للإنتاج في العالم إذ تبلغ تكلفة إنتاج البرميل الواحد 2.80 دولار، حسب وثائق الشركة، وأنتجت أيضا 1.1 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي، و8.9 مليار قدم مكعبة قياسية من الغاز الطبيعي يوميا.
شُحن حوالي ثلاثة أرباع صادرات أرامكو من النفط الخام، أي حوالي 5.2 مليون برميل يوميا، إلى زبائن في آسيا العام الماضي، حيث تعتقد الشركة أن الطلب سينمو في القارة الآسيوية بوتيرة أسرع منها في أي مكان آخر بالعالم، ومن الدول التي تشتري النفط من أرامكو في آسيا الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان.
وتجاوز حجم شحنات الشركة من النفط الخام إلى أمريكا الشمالية ، مليون برميل يوميا العام الماضي، وبلغت شحناتها إلى أوروبا 864 ألف برميل يوميا.
معامل التكرير
لتنويع أنشطتها النفطية ، عمدت أرامكو إلى التوسع في عمليات التكرير وصناعة البتروكيماويات، بهدف زيادة إنتاجها من الكيماويات إلى ثلاثة أمثاله تقريبا، ليصل إلى 34 مليون طن سنويا بحلول 2030 ، وزيادة قدرتها التكريرية على مستوى العالم إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين برميل في اليوم، من حوالي خمسة ملايين برميل يوميا.
وتنتج الشركة النفط الخام وتقوم بتكريره وتصديره من السعودية ، غير أن لها أنشطة تكريرية في مختلف أنحاء العالم.
وتملك شركة موتيفا إنتربرايزس، وحدة التكرير التابعة لأرامكو في الولايات المتحدة، مصفاة بورت آرثر، بولاية تكساس والتي تبلغ طاقتها التكريرية 607 آلاف برميل يوميا، وهي أكبر مصافي التكرير في الولايات المتحدة.
وقد أعلنت الشركة في 2017 خططا لاستثمارات تبلغ 18 مليار دولار في عملياتها في الأمريكتين على مدار خمس سنوات.
وتعمل أرامكو أيضا على توسعة قدرتها في التكرير ، وفي أنشطة المصب ، لاسيما في الدول سريعة النمو مثل الصين والهند، وفي 2018 كانت أرامكو تملك قدرة تكريرية، صافية تبلغ 3.1 مليون برميل يوميا.
تضخ 10% من الإمدادات العالمية
أرامكو المملوكة للدولة، هي أكبر منتج للنفط في العالم ، وتضخ 10% من الإمدادات العالمية، كما أنها أكثر شركات العالم ربحية، وارتفع صافي ربح الشركة في النصف الأول من العام بنسبة 12 % إلى 46.9 مليار دولار.
وفي العام الماضي ، حققت أرامكو أرباحا صافية سنوية قدرها 111 مليار دولار أي ما يزيد بمقدار الثلث على صافي الأرباح المجمعة لشركات النفط الخمس الكبرى، : إكسون موبيل ورويال داتش شل وبي.بي وشيفرون وتوتال.
وبلغ عدد العاملين في شركة أرامكو 76 ألف موظف في 2018 ، ولها عمليات في صناعة الطاقة ، ومنشآت بحثية ومكاتب منتشرة في مختلف أنحاء العالم في آسيا وأوروبا والأمريكتين، وللشركة مكاتب في بكين ، ونيودلهي وسنغافورة ونيويورك ولندن وهيوستون وغيرها.
وفيما يلي المحطات الرئيسية في مسار أرامكو إلى تداول أسهمها في البورصة:
6 يناير 2016
الأمير محمد بن سلمان يعلن في مقابلة مع مجلة إيكونوميست عن اهتمامه ببيع قطاعات من أرامكو لمستثمرين.
30 مارس 2017
أرامكو عينت رسميا بنوك جيه.بي مورجان ومورجان ستانلي واتش.إس.بي.سي مستشارين ماليين دوليين للطرح العام الأولي لأسهمها.
19 ابريل 2017
الصين تعمل على تجميع مجموعة شركات بقيادة مؤسسة تابعة للدولة لكي تكون مستثمرا رئيسيا في الطرح الأولي.
2 مايو 2017
الأمير محمد بن سلمان يعلن أن طرح أسهم أرامكو لن يتجاوز خمسة في المئة
26 أكتوبر 2017
الأمير محمد بن سلمان يعلن أن تقييم الشركة ربما يصل أكثر من تريليوني دولار.
أول ابريل 2019
أرامكو تحقق أرباحا أساسية 224 مليار دولار في 2018 .
9 أبريل 2019
أرامكو تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار وبلغ الإقبال عليها 100 مليار دولار مسجلا مستوى قياسيا.
14 سبتمبر 2019
تعرض منشأتين تابعتين لأرامكو لهجوم بطائرات مسيرة تسبب في ارتفاع أسعار النفط ووقف ما يزيد على نصف إنتاجها.
30 سبتمبر 2019
مؤسسة فيتش تخفض التصنيف الائتماني للسعودية من A إلى A+ متعللة بزيادة التوترات في الخليج
3 نوفمبر 2019
أرامكو تعلن نيتها للطرح بعد موافقة هيئة السوق المالية السعودية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة