تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية اكبر اقتصاد في العالم وأقواهم على الإطلاق لذلك يري الكثير من مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن جوهرة تاج الصفقات التجارية ستكون مع امريكا مما سيسهم في تحويل بريطانيا الى دولة مستقلة للتجارة الحرة.
ظهر الرئيس الأمريكي دعمه لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الاسبوع الماذي حيث قال ان بمجرد تحرير المملكة من بروكسل ستتمكن من زيادة التعاملات التجارية مع واشنطن بمقدار اربع او خمس مرات اكثر مما هى عليه الان.
وبحسب تقرير نشرته شبكة سي ان ان الامريكية فان الامر كان به خدعة حيث قال ترامب انه يجب على رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ان يتخلى عن فكرة التوصل لخطة بشأن الانسحاب من الاتحاد بل ان علية التعاون مع نايجل فاراج الذي يفضل ترل الاتحاد الاوروبي دون اتفاق.
الانسحاب من دون اتفاق سيمكن للمملكة المتحدة نظريا من ابرام صفقة تجارية سريعة مع الولايات المتحدة ويعتقد البعض داخل الحكومة البريطانية أن هذا التحالف من شأنه أن يؤثر على بروكسل ويدفع الاتحاد الأوروبي لمنح اتفاقية تجارية حاصة بها تحت الشروط اللندنية.
وبحسب بيان صدر عن البيت الابيض الثلاثاء الماضي أعرب ترامب عن رغبته في ابرام اتفاقية تجارة حرة مع بريطانيا بمجرد خروجها من عباءة الاتحاد الاوروبي اثناء مقابله بوريس جونسون، وهو ما سيثبت حال حدوثه انه على الرغم من كل شئ الا ان انسحاب بريطانيا يمكن ان يمثل نجاحا كبيرا.
ولكن بالتدقيق في تفاصيل الامر ومع الاخذ في الاعتبار العوامل المسيطرة على كلا البلدين فان التعامل التجاري ليس كما تبدو الصورة من بعيد.
تعتمد الإدارة الأمريكية على الدبلوماسية في جميع تعاملاتها، حيث صرح لى رينسون رئيس السياسات الأوروبية والتجارية في معهد المديرين، لشبكة سي ان ان انه حينما يتعلق الامر بالصفقات التجارية مع الولايات المتحدة الامريكية فنادرا ما يكون الاتفاق التجاري هو الاولوية حيث تري الدول غالبا ان الوصول للسوق الامريكية يعد تعبيرا عن التحالف السياسي
وكل هذا يعني أن الولايات المتحدة تبدأ أي تفاوض من موقع قوة. قال كبير الباحثين في مجال التجارة في مركز الإصلاح الأوروبي سام لوي، ان الاولويات الامريكية ستكون صعبة التحقيق بالنسبة لبريطانيا لأنها ستركز على شراء السلع الزراعية والأدوية مع الاخذ في الاعتبار ان الولايا المتحدة بالفعل لديها فائض تجاري مع المملكة المتحدة.
ووفقا للتقرير فمن المعروف أن اللوائح الأوروبية بشأن المعايير الغذائية أكثر صرامة من اللوائح الأمريكية وهو ما ستعمل الولايات المتحدة على تقنينه، وهوما اشار الية جيرمي كوربين زعيم المعارضة حيث قال ان سياسات جونسون ستسمح بخفض معايير الاغذية لتتماشي مع المعايير الامريكية وهو ما سيؤثر على أي صفقة تجارية تعقدها بريطانيا مع الاتحاد الاوروبي مستقبلا.
وأساس الحملة الانتخابية لحزب العمال هو الإدعاء بأن جونسون على استعداد لبيع الخدمات الصحية الوطنية لترامب، حيث لا تريد الولايات المتحدة إدارة المستشفيات البريطانية وهو ما سيكون السبب الحقيقي وراء كيفية قيام الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا بشراء الادوية من شركات خاصة.
وردا على هذه النقطة قال جونسون ان اسعار الادوية لن ترتفع ولن يتم المساس بها في تصريحات لاذاعة بي بي سي البريطانية.
كما يمكن أن يؤدي الخروج غير المنضبط إلى نقص الأغذية وارتفاع اسعار الدواء حيث تستورد المملكة المتحدة سلع من الاتحاد الأوروبي تفوق ما تبيعه لذلك سيكون هناك تأثير فوري، وعلق لوي علي الامر قائلا ان الجنيه البريطاني سيضعف مقابل اليورو مما يجعله أكثر تكلفة بالنسبة للبريطانيين لاستيراد منتجات من دول منطقة اليورو.
ويظل ما يشغل الشركات البريطانية بعد البريكست هو مدى سهولة بيع منتجاتها في الخارج حيث إن ترك الاتحاد الأوروبي للسوق الموحدة والاتحاد الجمركي سيخلق ومشاكل لسلاسل التوريد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة