"على قديمو " مقهى يقع وسط مدينة الإسماعيلية، وعلى مساحة صغيرة وطراز مميز يحمل رائحة وعبق الماضي الجميل بتصميمه البسيط وأبوابه ومقاعد ومناضد قديمة بألوانها الزاهية ومسحة الماضى الجميل على حوائطه، التى تحمل صور أم كلثوم ومارى منيب والشيخ الشعراوى، وتليفزيون قديم أبيض وأسود وتليفون عتيق يعود للقرن الماضى، وقصاصات صحف تحمل عناوين ومانشيتات قديمة، داخل المقهى لن تجد سوى مناضد، ومقاعد بسيطة بألوان زاهية وخلفية موسيقية هادئة ورائحة بن محوج ولا مكان للشيشة أو ألعاب الدومينو والأغانى الهابطة.
الرواد شباب
والغريب فى الأمر، أن معظم رواد المقهى من الشباب، الذين تجمعهم هوايات القراءة والكتابة والشعر وسماع الموسيقى، وتبادل أحاديث السياسة والثقافة، وهم يتناولون قهوتهم الصباحية أو المسائية، فيما تصدح فى الخلفية أصوات أم كلثوم وفيروز ودينا الوديدي.
سبع سنوات
المحاسب ماجد جودة صاحب المقهى، قال أن عمر المقهى سبع سنوات، وأنه عندما فكر فى عمل هذا المقهى، سيطرت عليه فكرة واحدة وهى أن يكون مقهى يجد نفسه فيه بدون ضجيج أو صخب مثل باقى الكافيهات والمقاهى، وكان الهدف هو مكان أجد فيه نفسى، والبداية كانت صعبة ومحتاجة صبر، وتعرضت لبعض الإحباطات منها أن المشروع لن يكون مجزى، لكن أصريت على استكمال التجربة لأن الفكرة بالنسبة لى ليست ربحية بالمرة، لذلك لن تجد فى مقهى على قديمو شيشة أو دومينو أو طاولة حتى مباريات الكرة لا نقوم بإذاعتها، لأن المكان له خصوصية وتستطيع أن تقول قوانين نلتزم بها ويلتزم بها رواد المكان.
دورثقافى
وأشار المحاسب ماجد جودة، إلى أن جميع الديكورات الموجودة داخل المقهى شغل هاند ميد ومعظمها من عمل زبائن ورواد المقهى، كما أن المقهى من خلال إذاعة وتقديم موسيقى الأندر جراوند والأورينتال، استطاع تعديل سلوكيات بعض الرواد خاصة من الشباب الذين كانوا يسمعون أغانى المهرجانات، وتحولوا عنها الآن، كما أن المقهى بما يقدمه من كتب فى الرواية والشعر والقصة، وغيرها ساهم فى تثقيف نسبة كبيرة من رواد المكان.
مذاق خاص
وقال أحمد محمد حسنى أحد رواد المقهى: "مقهى "على قديمو" له مذاق خاص مثل القهوة التى يقدمها فهو يحمل طابع الأصالة والزمن الجميل ورواده وزبائنه من نوعية خاصة وأنا أشعر بالارتياح النفسى، عندما أجلس فيه استمع لموسيقى رائعة أو اقرأ كتاب مهم أو أتبادل الحوار مع أصدقائى فى أمور مهمة وجادة دون ضجيج المقاهى المعروف، حيث لا طاولة ولا دومينو ولا مباريات كرة ولا حتى شات وهى فكرة جديدة فعلا للمقاهى فى الإسماعيلية".
ملتقى ثقافي
فيما أكد مهند أحمد (أعمال حرة) على أن مقهى "على قديمو" ليس مقهى بمعناه المتعارف عليه بل هو مقهى وملتقى ثقافى تستطيع أن تطلق عليه نموذج مصغر من مقاهى القاهرة الثقافية مثل ريش والتكعيبة حيث الأجواء الثقافية والفنية والطبيعة الخاصة للمكان وزبائنه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة