كنت أساند دائماً وأبداً التركيز على رحمة الله وعفوه وصبره فهو الرحيم كثير الرحمة، وهو العفوّ كثير العفو، وهو الصبور كثير الصبر مهما عظمت ذنوبنا وخطايانا.
وكنت دوماً ما أستشهد بكلام الدعاة الهادئين المتصالحين مع المذنبين الذين ينبهون إلى صفح الله عنّا وعن آثامنا مهما تكررت وتعاظمت.
ولكنى لاحظت بشكل شديد الفجاجة أن البعض وهم كُثر يعتبرون هذا الأمر مدخلا للتفريط واستسهال التجرؤ على الله.
فالله الرحمن الرحيم الصبور هو أيضا القهار الجبار المنتقم.
وكما قال فى سورة النساء الآية ١٠٦، "واستغفروا الله إن الله كان غفورٱ رحيمٱ ".
وفى سورة يوسف الآية ٩٢؛ " يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين" .
وفى سورة الشورى الآية ٣٤؛ " ويعفو عن كثير " .
يقول أيضٱ:
فى سورة البقرة الآية ١٩٦، " واتقوا الله إن الله شديد العقاب" .
فى سورة آل عمران، " فأخذهم الله بذنوبهم والله شديد العقاب ".
وفى سورة الحشر الآية ٤، " ومن يشاق الله فإن الله شديد العقاب ".
لاحظ معى أن أغلب هؤلاء لا يؤتِ معهم الترغيب أى نفعٱ وإنما الترهيب هو السبيل الأوحد لردهم.
فمهما حدثتهم عن جدوى رضا الله ومردود ذلك على حياتهم كلها ونعيم القبر ونعيم الجنة، لا تجد منهم استجابة.
إنهم يبحثون عن غفران الله كحجة لتجاوز أخطائهم إلى أخطاء جديدة وليس طمعا فى توبة حقيقية، بدليل أن بعضهم لا يكف أبدا عن الكذب أو الغش فى الميزان أو الإيقاع بين زملاء العمل أو إيذاء الجيران.
وحينما ( تستخسرهم ) فى طريق الخطأ لا تجد بدا من تذكيرهم وإياك بآيات العقاب وسوء الخاتمة والعذاب.
وإلا فما يسعك أن تفعل؛ عندما تحاور شخص يقنعك بعدم ضرر جمع ثلاث أو أربع فروض من الخمسة لأنه ( فى مشوار ) أو فى الكلية أو منشغل فى العمل وينشر الفكرة حوله بكل نشاط، أو من يقول لك (مش مهم الصلاة، المهم القلب)، أو من يقول (أنا بأصلى لكن لو حد قاللى صلى ماصليش)، وأمور أخرى على نفس النحو، تخص الإسراف فى الكذب أو شرب الخمر أو الإيقاع بين الناس أو الافتراء على الغير أو الخيانة الزوجية وغير الزوجية.
ماذا عساك تفعل إلا أن تذكرهم بقوة الله وعمق عقابه وشدة غضبه، وإلا أخذتهم العزة بالإثم وكرروا الخطأ فى انتظار عفو الله الكريم الرؤوف.
إنهم فى الغالب والله أعلم يبحثون عن مخرج لأخطائهم ووسيلة لتخطى مرحلة الشعور بالندم أو الخشية من الجزاء، فالأسهل والأيسر على النفس، لا سيما أنها أمارة بالسوء بطبيعة الحال، أن تطمئننا طوال الوقت على أن أخطائنا يسيرة وبسيطة وسوف يغفرها الله بالطبع لأنه غفور غفار، ورحيم لطيف، فلماذا لا نخطئ ليلا ونهارا ونطمع فى هذا العفو ونستغله أسوء استغلال، بما يودى بنا عند الحساب (ورا الشمس).
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة