أعلن دير الانبا بيشوي اليوم الخميس، إيقاف مشروع إنتاج مسلسل بابا العرب الذى يروى قصة حياة قداسة البابا شنودة الثالث بطريرك الكنيسة القبطية الراحل، وذلك لأسباب إنتاجية وأخرى رفض الدير الإفصاح عنها رسميًا.
المحطة الأولى: بوستر المسلسل والكدواني بطلا
منذ أسبوعين، تسابق رواد السوشيال ميديا على ترويج بوستر يحمل صورة الفنان ماجد الكدواني كبطل لمسلسل قيد الإنتاج يروي سيرة حياة قداسة البابا شنودة الثالث ويحمل اسم "بابا العرب"، إذ أعلن القمص بموا الراهب بدير الانبا بيشوي أن الدير حصل رسميا على موافقة الجهات الرقابية على إنتاج مسلسل يحمل اسم "بابا العرب" كتبه المؤرخ الكنسي نشأت زقلمة ، على أن يقوم الكدواني ببطولته، بينما أشار القمص بموا الذى كلفه الدير بالحديث للإعلام عن هذا المشروع إلى أن تكلفة المسلسل المتوقعة تقترب من الـ60 مليون جنيه، مؤكدا أن الدير سوف يفتح باب التبرعات لإنتاج هذا العمل الضخم ليسجل سيرة "معلم الأجيال" البابا شنودة الثالث.
المحطة الثانية: "جمع تبرعات لإنتاج مسلسل" مفتاح الجدل في الرأي العام
في اليوم التالي، كان الجدل قد أثير حول كلفة إنتاج المسلسل الذى قال راهب بالدير إن ميزانيته تأتي من التبرعات، بينما تعاني عدد من الكنائس جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد، فرأى فريق من الأقباط إن توجيه الأموال لرعاية الكنائس الفقيرة وإخوة الرب "الفقراء" هو مهمة الدير الأولى وليس إنتاج مسلسل لأن الأديرة ليست جهات إنتاج للأعمال الفنية رغم أن الأديرة دخلت على خط إنتاج الأفلام الكنسية بشكل مكثف طوال الأعمال الفائتة كان أبرزها فيلم عن البابا شنودة وأخر عن الراهب فلتاؤس السرياني.
أما الفريق الثاني فقد كان يرى أن اسم المسلسل قد جانبه التوفيق نظرا لما تثيره كلمة "العرب" من بعض الدلالات عند قطاع من المسيحيين المصريين يرفضون الانتساب للعروبة في حين كانت مواقف البابا شنودة العروبية قاطعة إذ استصدر قرارا من المجمع المقدس يقضى بمنع زيارة الأقباط إلى القدس عام 1980، وهنا مكمن جدل أخر.
بينما رأى فريق ثالث، إن شخصية البابا شنودة تستحق هذا العمل رغم التكاليف المالية والميزانية الهائلة ومع الأخذ فى الاعتبار أن هناك أن هناك 4 أفلام عن البابا شنودة تم إنتاجها وعرضها بالفعل، هي المزار فيلم تسجيلي 2016، إخراج ألبير مكرم، تحت إشراف القمص بولس الأنبا بيشوي سكرتير البابا، وبرعاية الأنبا صرابامون أسقف ورئيس دير الأنبا بيشوي.
وفيلم "بابا العرب"، وهو فيلم لازال يتم تصويره إخراج ألبير مكرم، وخرج برومو "تشويقي" له في فبراير 2019، وفيلم الراعي، من إنتاج دير الأنبا بيشوي، من كتاب «مصباح الرهبنة المنير» للكاتب نشأت زقلمة، وسيناريو وحوار وإخراج ماهر زكي، وراجعه الأنبا موسى أسقف الشباب، وجسد ممثلون فيه شخصية البابا في مراحل حياته منذ مولده، وفيلم "البابا والبرية" تسجيلي عن لقاء القمص بولس الأنبا بيشوي سكرتير البابا شنودة فقط.
المحطة الثالثة: ماجد الكدواني ينفى "لا تصدقوا ما يشاع"
في اليوم الثالث خرج الفنان ماجد الكدواني في فيديو على صفحته الشخصية يؤكد فيه إن كل ما يشاع عنه هذه الفترة غير صحيح ولم يوضح ما إذا كان يقصد مسلسل "بابا العرب" أم لا، وهو الأمر الذى دفع القمص بموا الانبا بيشوي للتأكيد على أن الدير رشح ماجد الكدواني للبطولة وساندرا نشأت للإخراج وفي انتظار موافقتهما مع تفضيله للكدواني كبطل للعمل.
المحطة الرابعة: بابا العرب فيلم أم مسلسل أم الاثنين معًا؟
بعدها بساعات،خرج المخرج ألبير مكرم بتصريح جديد يؤكد فيه أن «بابا العرب» هو فيلم وليس مسلسل وكتب على صفحته «بخصوص اللغط اللي حاصل اليومين اللي فاتوا بخصوص فيلم بابا العرب، أولا أنا بعمل فيلم اسمه "بابا العرب" مش مسلسل، والبرومو التشويقي بتاعه نزل من شهر فبراير 2019، وهو من إنتاج شركة الريماس، ومش بنلم أي تبرعات للعمل، التبرعات للمحتاجين مش للأعمال الفنية، والفيلم غير متوقف ولا ممنوع، وحصل كل الموافقات الرقابية وموافقة الكنيسة موقعة ومختومة من نيافة الأنبا مارتيروس أسقف عام كنائس شرق السكة الحديد ورئيس لجنة المصنفات الفنية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
واستكمل: «اسم "بابا العرب" أنا مستخدمه من 2012، وفي برومو موجود على "يوتيوب" بتاريخ 17 ديسمبر 2012، وتم إثباته في وزارة الثقافة بتاريخ 15 يوليو 2015، في حقوق الملكية الفكرية، وغير مفهوم على الإطلاق استخدام نفس الاسم للدعاية لعمل آخر»، مختتما: «إن شاء الله هنعمل حاجه تليق برمز كبير زي قداسة البابا».
المحطة الخامسة: الدير يعلن إيقاف العمل على المسلسل لأجل غير مسمى
إزاء كل هذا اللغط الدائر على صفحات التواصل الاجتماعي طوال الأيام الفائتة والتي صاحبها تصريحات صحفية من الراهب المشرف على العمل، ومن مؤلف المسلسل، ذكرت صفحة المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي بيان موقع من دير الانبا بيشوي إن مشروع المسلسل توقف لأسباب إنتاجية وظروف خاصة لم يعلن عنها الدير وهو ما ذكرته مصادر إذ أكد أحد الآباء الرهبان أن قيادات كنسية رأت إن التوقيت غير مناسب لإنتاج مثل هذا العمل في ظل المعاناة الاقتصادية التي تعيشها الكثير من الكنائس بالإضافة إلى ضرورة أن تنأى الأديرة القبطية بنفسها عن الأعمال الفنية وأن يتفرغ الآباء الرهبان للعبادة والعمل بعيدا عن كل هذا اللغط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة