أكرم القصاص - علا الشافعي

القارئ محمد مصطفى إبراهيم الحسنين يكتب: رزق من الله

السبت، 09 نوفمبر 2019 05:00 ص
القارئ محمد مصطفى إبراهيم الحسنين يكتب: رزق من الله صديقين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أسمى معانى الوفاء والتضحية، ترك صديقى الصدوق يوسف حسام (امتدت صداقتنا حتى اليوم ٦ أعوام) كل أمتعة الحياة وعزف عن أهلها، عندما ابتلعنى المرض وكسر أضلعى دون رحمة، بعد وفاة جدتى والدة أمى، إذ بدأ الاكتئاب النفسى التوغل فى وجدانى حتى نال منى وتركنى هذا المرض اللعين على فراشى دون مقدرة منى على الأكل أو الشرب.

 ظننتها النهاية وكنت فى هذه اللحظة المكتئب السعيد الذى سيلحق بجدته بعد محاربة هذا السرطان النفسى 3 أعوام ونصف دون هوادة منى ولا جدوى منه حتى طرحنى على فراشى مشلولا، مد صديقى الوفى يوسف يده لى بالمساعدة وترك مشاغله وتدريباته الرياضية وبيته وكرس مجهوداته لإنقاذى وانتشالى من هذا الوحل، تخيلوا قوته معى واستمدوا قوتكم من هذه القصة، فما اكتفى يوسف أن يماثلنى بالشفاء فقط لكنه أضاف لى كثيرا من الصفات الجميلة، فله الفضل على فى الصلاة وقراءة القرآن وساعدنى للرجوع إلى الكتابة وعلمنى معنى جديدا للوفاء والحب وذكرنى بصداقة سيدنا أبو بكر الصديق بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما ذهب سيدنا أبو بكر وراء الرسول فى الهجرة وترك وراءه ماله وعياله وتجارته.

 أهدى يوسف هذه القصيدة التى كتبتها بكل وجدانى، لعلى قد أكون أوفيته جزءا من حقه على الذى لا ولم أستطع رده ما حييت. لا أخفى عليكم أننى سعيد بهذا الأخ المهداة من السماء مهما بلغت ذروة خلافاتنا ومشاكلنا، دمت لى نعمة يا أخى وأطلب من الله أن يرزقنا الجنان معاً، فما للجنة حلاوة ولا طلاوة دونك !

 

رزق من الله

رزق سواه الله لى بشر

هو حارسه غير منتشر

يا ذو الخلالة و الخصال الدرر

ماذا فعلت أنا كى يهبنى ربك السرر ؟

.........

يجور الزمان على جود الكرام و الأصل غلاب

يعصف بى الدهر مجتثاً روحى لكنه ما غاب

سند و رزقاً يوسفياً ... حسامٌ من الأبد مهاب

حتماً أخ لم يسعنى شكره فالنحمد الوهاب

لن أصغى لهم ظلم علينا حكمهم و للقدوس صحيفة و حساب

لا أبداً فأنت نعمة ..... الأهل و الدهر كلاً معاب

العمر لو يهدى لك أهديته دون فكر و أحتساب

دعوات ترفع أنت تعلمها و ليس للإخاء أسباب

كذلك سولت لى نفسى و للدعاء مواقيت و إيجاب

........

يا صديقى أنا كلما جار الزمان على لك الأوفي

و أحرم نفسى لذة البصر لعلك بالإخلاص تستوفي

أضن على نفسى لأريك من الصداقة آية تجزي

تأخذ الأفعال بالمزاج متقلب و تكون آية أخري

محبتى عندك دون تقدير لكنك عندى الكون تسوي

أبصر.... أنا معين لك فى الخير و خنجر فى الشر يقوي

لن أتركك أخى و إن جورت على .. فأنت عن العالم و كفي

أضحى لك بحياتى و كنت أنا برصاص الغدر فى سيناء مرمي

متمرد أنت .. لا تريد أن تفهم و لكنك تستفهم ... و لا تريد أن تري

تتركنى أتسائل هل أضجرتكم ؟ أين أنا عندكم؟ أبقى الملام ذو الوري

تلك أبيات مكانة العلياء فى صدرى و ليست للمن و الأذي

فلا يتسائل المحب أيهما العطر و أيهما الندي

ولا يرجم الطير إذا عن سربه ضل و هوى

أنت روح من الله و الكون فسيح فالننسج فيه كتاباتنا الكبري

يا قرين الروح لا تسل عن فضائلكم فهى تغمرنى و بك أستقوي

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة