أكد البطريرك المارونى الكاردينال مار بشاره بطرس الراعى، أن حل الأزمة السياسية التى يشهدها لبنان حاليا، يستوجب تشكيل حكومة إنقاذ مصغرة بوجوه ذات تراث وطنى وغنية بالخبرات والتجارب الناجحة.
وقال بطريرك الموارنة فى لبنان، فى كلمة له خلال قداس الأحد، إن تشكيل حكومة وفق هذه الشروط، يقتضى وجود رجال دولة على قدر المستوى يضعون خير البلاد وشعبها وكيانها فوق كل اعتبار.
واستبعد، أن يتخذ القائمون على السلطة السياسية فى لبنان قرارهم بتشكيل حكومة إنقاذيه مصغرة، قائلا "فلو قدروا لما أوصلوا الدولة إلى السقوط الاقتصادى وإلى حافة الإفلاس المالى وإغلاق العديد من المؤسسات الصناعية والتجارية وإضعاف مؤسسات التعليم والصحة وقدرة الشعب"، داعيا القائمين على السلطة السياسية إلى الجلوس على طاولة حوار، لإنقاذ الدولة اللبنانية وأن يتخلوا عن مواقفهم المتحجرة ومصالحهم وحساباتهم الضيقة.
وأشار إلى، أن الانتفاضة الشبابية التى يشهدها لبنان تشمل جميع الطوائف والمذاهب والمناطق، وأنها فى جوهرها منذ 46 يوما على اندلاعها، بمثابة اعتراض الضمير وحجب للثقة عن الجماعة السياسية بكل ترتيباتها، مضيفا "الانتفاضة اللبنانية محررة من كل التبعيات إلى الخارج، أو إلى هذه أو تلك من الدول، بل إنها تفك الارتباط بأزمات المنطقة لأنها انتفاضة شعب حر غير مرتهن، ونحن نؤمن إيمانا ثابتا أن ولادة لبنان الجديد ستكون ثمرة هذه الانتفاضة".
ويشهد لبنان، منذ مساء 17 أكتوبر الماضى سلسلة من التظاهرات والاحتجاجات الشعبية العارمة فى عموم البلاد، اعتراضا على التراجع الشديد فى مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذى أصاب الخدمات التى تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة