فى مثل هذا اليوم الموافق 1 ديسمبر من عام 1994 رحلت عن عالمنا فراشة السينما الرقيقة الفنانة سامية جمال بعد حياة حافلة بالفن والعذاب والحب ساهمت خلالها فى تغيير مفهوم الرقص والنظرة للراقصات وترفعت بهذا الفن عن تهمة إثارة الغرائز، وكونت خلال حياتها الفنية ثنائيا استعراضيا مع الفنان الكبير فريد الأطرش وقدمت العديد من الاستعراضات الراقية والمبهرة، و قال عنها فريد أنها كانت شخصية مردة خفيفة الظل وكانت نظيفة جدّاً في رقصها، تؤدّي رقصات جميلة كلاسيكيّة أو تعبيريّة بيديها، وبجسمها، وبشكلها، بدون إثارة وبدون غرائز.
عاشت الفراشة الجميلة المولودة فى بنى سويف عام 1924 واسمها الحقيقى زينب خليل ابراهيم محفوظ حياة صعبة شابها الكثير من الأحزان حيث تفتحت عينيها على عذاب زوجة الأب التى عاملتها بقسوة وحبستها وكانت تضربها لأتفه الأسباب وحرمتها من التعليم، كما ذكرت الفراشة سامية جمال فى مذكراتها التى نشرتها بمجلة الكواكب فى الخمسينات.
كما عانت الفراشة من لوعة الحب وعذابه حيث ارتبطت بعلاقة حب كبيرة بالفنان فريد الأطرش حتى قبل أن تراه وزاد هذا الحب بعد مشاركتها له فى العديد من الأفلام والاستعراضات وكانت تتمنى الزواج منه ولكنه تراجع عن هذا الزواج ، كما أحبت الفنان الكبير رشدى أباظة وتزوجته لمدة 17 عاما وربت ابنته قسمت ولكنها عانت معه أيضا بسبب نزواته وإدمانه للشرب، وبالفعل وقع الطلاق بينهما ولكنه ظل يعترف بجميلها حتى وفاته.
اعتزلت سامية جمال الرقص لفترة طويلة ولكن استطاع سمير صبرى إقناعها بالعودة للعمل فى فرقته الاستعراضية بعد أن وصلت لسن الستين ، وفى حوار تحدث الفنان الكبير عن تفاصيل هذه العودة وكيف اقنع الفراشة بالمشاركة فى فرقته الاستعراضية ، قائلا: «علاقتى بسامية جمال بدأت منذ كنت أزور رشدى أباظة خلال فترة زواجهما، وكانت زوجة جميلة وطيبة وراقية، ظلت 17 عاما تقول أنا مدام رشدى أباظة، وبعد طلاقها منه ووفاته غرقت شقتها بسبب انفجار ماسورة مياه، وكانت حالتها المادية متعثرة، خاصة أنها كانت متكفلة بشقيقتها وأبناء شقيقتها الخمسة، فخطر لى خاطر بإعادتها للرقص من خلال فرقتى الاستعراضية"
وتابع: «قالت لى إزاى أرجع أرقص تانى هيقولوا ست كبيرة وبترقص، فقلت لها انتى زى الفراشة وممكن تلبسى توب وتطلعى ترقصى ربع ساعة لوحدك، وأنا أطلع أغنى وبعدين تغيرى، ثم أغنى لفريد الأطرش وترقصى معى، وإذا شعرتى بأى تعب شاوريلى بعينك هاقفل"
وبفخر تحدث عن هذه الفترة قائلا: «كسرنا الدنيا فى الموسم ده، وكانت الناس بتيجى من كل أنحاء العالم، ومن الدول العربية يحجزوا الأوتيل قبل العرض الذى كان موعده يوم الاثنين، وكان العدد يصل إلى 1300 شخص، وبعد نجاحنا انتقلنا بين عدة فنادق، وسافرنا لنقدم العرض فى إنجلترا وأمريكا وإيطاليا".
يتحدث عن أخلاق ورقة سامية جمال: «كانت سيدة رائعة، تحضر كل يوم أطواق الفل لبنات الفرقة ليرتدينها فى أياديهن، وتجلس ساكنة تنتظر دورها، ويوم الافتتاح جاء التليفزيون الفرنسى ليصور معنا، فتحدثت الفرنسية فى البرنامج بطلاقة".
وتابع: «كانت غرفتها فى الفندق بجوار غرفتى وبعد حفلة الافتتاح عدت لأجدها جالسة على الأرض أمام الغرفة، وقالت لى: «ماقدرتش أنام قبل ما أشكرك إنك رجعتنى للحياة تانى".
وأضاف: «من عائد هذه الحفلات سددت سامية جمال ديونها، وأصلحت شقتها ودفعت ما عليها من ضرائب، وبعد سنة من هذا النجاح قالت لى: كفاية يا سمير أنا رقصت علشان أسدد ما على من التزامات، وقلت لها: «انتى أصغر من صباح وصباح مازالت تغنى، ولكن قالت كفاية، وبعد كام شهر ماتت".
وعن حب سامية جمال لفريد الأطرش قال سمير صبرى :" سامية جمال تحب بصدق، وكما أحبت رشدى أباظة كانت تحب فريد الأطرش، وعندما سألتها عن فريد قالت: «كنت أعشقه منذ كان عمرى 15 عاما، بعدما ظهرت معه كومبارس فى فيلم انتصار الشباب، وربنا يسامحهم اللى قالوا له: «أنت أمير من جبل الدروز ماتتجوزش رقاصة»، وفرقوا بيننا"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة