لم يكن مستغربا التصريحات التى أطلقها الرئيس التركى رجب أردوغان، التى تحدث خلالها عن إمكانية إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، حيث أن نوايا الغازى العثمانى فى المنطقة ومحاولة إعادة أمجاد أجداده المزعومة أصبحت واضحة للغاية، خاصة بعد العدوان التركى على شمال سوريا.
وقال أردوغان في حديث لقناة "تي آر تي" التركية نصا: "إذا أرادت ليبيا ذلك، فإن تركيا ستتخذ قرارا بشكل مستقل.. ونحن لن نطلب إذنا من أحد بهذا الشأن، وتركيا مستعدة لتقدم أى دعم لليبيا".
التصريحات التى اطلقها أردوغان تؤكد تمادى أنقرة وتدخل سافر فى شئون داخلية لدولة عربية، خاصة بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التى وقعها مع حكومة فايز السراج، والتى شهدت رفضا كبيرا من قبل اليونان حيث أكدت الحكومة اليونانية، أن الاتفاق البحرى بين ليبيا وتركيا باطلا، حيث جرى التفاوض عليه بسوء نية، موضحة أنه يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمى.
وعقب هذه التصريحات العنترية من أردوغان، تصدر هاشتاج "السراج خاين ليبيا"، قائمة الأكثر تداولا فى العديد من الدول العربية على ترند تويتر، حيث عبر المشاركون فى الهاشتاج عن رفضهم القاطع للعلاقات المشبوهة التى تجمع بين حكومة السراج وبين أردوغان، والتى كان آخرها هذا التصريح الغريب الذى أطلقه أردوغان بإمكانية إرساله لجنود أتراك إلى ليبيا حتى تكون الذريعة التى يدخل منها أن حكومة السراج هى من طلبت إرسال هذه القوات، ولكن فى باطنها تؤكد الوجه القبيح لاردوغان ورغبته فى سرقة خيرات دولة ليبيا.
وانتقد الليبيون نوايا تركيا للتدخل عسكرياً فى ليبيا والتوسع على حسابها في المتوسط، عبر اتفاق غامض لا تزال تفاصيله غير معلنة، حيث أصدرت العديد من المنظمات الوطنية الليبية بيانات نددت فيها بتصريحات اردوغان وتلويحه بإرسال جنوده إلى ليبيا، وأصدرت كل من مجموعة أبناء ليبيا والحراك من أجل ليبيا بياناً، نددتا فيه بشأن استعداد اردوغان لإرسال جنوده إلى ليبيا إذا طلبت منه حكومة الوفاق ذلك.
وكان نواب البرلمان الليبى، قد فتحوا النار على الاتفاق الذى أبرمه أردوغان، مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية مع تأكيد المتحدث باسم مجلس النواب الليبى عبد الله بليحق، إن حكومة السراج تشكل تفريطا فى سيادة وحقوق الشعب الليبى، قبل أن يخرج علينا أردوغان بهذا التصريح الغريب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة