تواصل النقابات العمالية التابعة للقطاعين الخاص والعام فى فرنسا إضرابها لاسيما عمال السكك الحديد والنقل العام، لليوم السادس على التوالى، مما تسبب فى معاناة شديدة واختناقات مرورية استيقظت عليها البلاد منذ الساعات الاولى من اليوم الثلاثاء، وكذلك تستمر بعض النقابات فى التهديد بالتصعيد فى حال عدم تجاوب الحكومة الفرنسية وتراجعها عن مشروع إصلاح قانون المعاشات التقاعدية.
وأشارت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية إلى الكم الهائل من التكدس المرورى، وحالة الاختناق التى تعيشها فرنسا منذ الساعات الأولى من الصباح بسبب الإضرابات العمالية وخاصة من عمال النقل والسكك الحديد.
وأشارت صحيفتى لو باريزيان و20 مينوت الفرنسيتان، إلى أن سوء الأحوال الجوية هو سبب أيضا مساعد فى حدوث التكدسات التى امتدت لأكثر من 400 كيلومتر فى الثامنة من صباح اليوم الثلاثاء، فى منطقى إيل دو فرانس.
يشار إلى أن أمس الأثنين كان الإضراب الكبير الذى هدد به عمال السكك الحديد والنقل العام فى فرنسا ، وتسبب فى اختناقات مرورية تعدت ال600 كيلومتر.
كما شهدت أرصفة القطارات حشود هائلة من المسافرين الذين ينتظرون مواعيد قطاراتهم على أمل منهم بانتهاء الإضراب، أو أن يكون جزئيا.
وفى سياق الأزمة التى تواجهها فرنسا ، فقد تم إغلاق بوابات المدارس فى العاصمة باريس بصناديق القمامة ، حيث يشارك أيضا المعلمون فى الإضراب الكبير الذى أندلع فى 5 ديسمبر الجارى، والذى تسبب فى إغلاق أكثر من 40 % من المدارس.
ومن جانبها أعلنت نقابتين تابعتين للشرطة الفرنسية، أنها سوف تصعد الأزمة بداية من الغد الأربعاء حال استمرار الحكومة بتمسكها بالقانون المثير للغضب والذى ترفضه النقابات من ناحيتها.
ووفقاً لصحيفة لو فيجارو الفرنسية، فقد أشارت نقابات واتحادات الشرطة إلى انه سيتم غلق عدد من النقط والمراكز الأمنية، وسوف يشارك فى التصعيد رجال أمن المطارات، التى تعتبر من أبرز المنشئات الحيوية.
وكانت هيئة السكك الحديد الفرنسية قد اعلنت في بيان لها الاثنين إن الخدمات ستظل "معطلة بشدة" لليوم السادس على التوالي مع استمرار الاضراب بين سائقي القطارات في الإضراب في عدة مناطق.
كما أعلنت هيئة المترو الفرنسية استمرار إغلاق 10 من خطوط المترو ال 14 في العاصمة الفرنسية فيما يتواصل إضراب سائقي الحافلات مما سيفاقم حالة الزحام والفوضى التي تشهدها باريس جراء الاضراب.
وعلى صعيد متصل أعلنت الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) أن الشركة ستلغي ربع رحلاتها المحلية و 10 في المئة من رحلاتها الخارجية لافتة إلى انه لا يمكن توقع التأخير لتأثير الاضراب على عمل وسائل المراقبة الجوية
إلى ذلك لا تزال المشاورات جارية بين النقابات والحكومة لمعرفة سبل التوصل إلى حل وسط لكن النقابات تشير إلى إن هذه المحادثات مضيعة للوقت وتريد من الحكومة ان تسحب تماما خطة إصلاح التقاعد.
وترجع تلك الإضرابات إلى قرار الحكومة الفرنسية بإجراء إصلاح على قانون المعاشات التقاعدية، وهو الذى لاقى انتقادات كبيرة من نقابات العمال فى القطاعين العام والخاص.
ويقترح المشروع إنشاء نظام تقاعدى يعتمد على النقاط (أى حسب الاشتراكات المدفوعة من قبل الموظف) إضافة إلى رفع سن التقاعد من 62 عاما حاليا إلى 64 عاما، كما يسمح أيضا هذا القانون الجديد لكل موظف بالتقاعد فى سن الـ62 مقابل الحصول على معاش غير كامل.
كما يسعى مشروع القانون الجديد إلى إلغاء بعض أنظمة التقاعد الخاصة التى كان يستفيد منها بعض العمال لا سيما أولئك الذين يعملون فى قطاعات توصف بأنها "شاقة" مقابل التقاعد فى سن مبكر عن السن المعتاد. وعلى سبيل المثال سائقو المترو والقطارات والناس الذين يعملون فى الليل وخلال أيام العطلات وتحت درجات حرارة مرتفعة فى الصيف ومنخفضة فى الشتاء مثل موظفى قطاع البناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة