مشهد قتل "محمود البنا" شهيد الشهامة على يد المجرم "محمد راجح" الذى ما زال عالقا بأذهاننا، أصبح مشهدًا يتكرر فى أكثر من واقعة، وكأنه مشهد درامى علينا رؤيته فى كل مناسبة، ولكن مع اختلاف الشخصيات والأماكن والأحداث، فالقتل من خلال أعمال البلطجة واستخدام العنف وفرض السيطرة، تفشى فى المجتمع، بسبب انتشار السلاح والبلطجية والخارجين عن القانون في أعقاب الانفلات الأمني ابان أحداث 25 يناير.
"عصابة عيال أبو هشيمة للبلطجة" هكذا أطلق أهالي شارع الكنيسة الفرنساوى بمنطقة عزبة، على واحدة من أعتى عائلات الإجرام فى المنطقة، حيث اشتهرت هذه العائلة كما وصفتها الأهالي أنها أشر العائلات اجراما وتجاوزا للقانون والأعراف، فلم تترك هذه العائلة شيئا من الأفعال الاجرامية إلا وارتكبته، من تجارة سلاح وفرض سيطرة، فمنهم من أكد على أن هذه العائلة تتجار فى المواد المخدرة، والتى اختتمت افعالها الاجرامية بحادثة قتل مروعة، اهتزت لها منطقة المرج وعزبة النخل، وذلك بعد أن قررت هذه العائلة الإجرامية الثأر والانتقام من شاب من الشباب الكادحين يعمل فى الشارع التجارى بالمنطقة، حيث يقف على فرش ملابس، بسبب معاتبته لأحد أفراد العائلة لتعطيله حركة المرور بالشارع أمام المكان الذى يفترش بضاعته به أثناء تشاجره مع قائد دراجة بخارية على أولوية المرور، فقرر الانتقام ثأرا منه.
" كان أحن أخواته عليا أنا وأمه عمره ما زعلنا، كل الحته تحبه من الصغير للكبير، مات وساب قبل ما يفرح بأبنه فارس، اخر حادة قالها ليا عايز حاجة منى يابا، يوم الواقعة سمعت صوت ضرب نار قلبي اتقبض وحسيت أن المشكلة دى أبنى فيها، قولت أنزل اشوفه لقيته ميت، مش ههدى ولا اخد عزا فيه إلا لما اللى قتله يتعدم "، بهذه الكلمات بدء محمود إبراهيم طه 68 سنة عامل ستائر، والد المجنى عليه سمير محمود 28 سنة، الذى لقى مصرعه خلال مشاجرة نشبت بين إحدى عائلات الإجرام فى منطقة عزبة النخل وبين أحد أصدقائه من الكادحين من أجل لقمة العيش.
ويضيف والد الضحية، أن نجله خرج من الدراسة بعد اتمامه الشهادة الإعدادية، حيث قام باصطحابه معه إلى العمل ليتعلم مهنته، حتى صار فنيا فيها وأصبح له زبونه الخاص به، مضيفا أن أبنه تزوج منذ 3 سنوات وأنجب طفله "سيف" ابن العامين الذي حرم من أبيه بسبب خسة وغدر مجموعة من البلطجية الخارجين عن القانون فى المنطقة، موضحا أن المجنى عليه ليس له دخل آخر ولا تأمين حتى تتمكن زوجته وأبنه الصغير من استكمال حياتهما بعد رحيل عائلهم الوحيد.
بينما يقول أحمد رمضان صاحب محل ملابس، المجنى عليه كان صديقه منذ الصغير، مضيفا أنه ظل طيلة عمره انسان منضبط، لم تبدر منه أية تجاوزات تجاه أى أحد من المنطقة، موضحا أن أهل المنطقة بأكملهم يشهدون للضحية بالأخلاق وحسن السير والسلوك طيلة عمره، موضحا أن الجناة استغلوا كثرتهم وتجبرهم، وقاموا بالاعتداء على صديق المجنى عليه بسبب رفضه التشاجر أمام المكان الذى يفترشه ليتكسب منه قوته، لافتا إلى أنه ما كان من المتهم الأول إلا أن ذهب وعاد بأشقائه المجرمين كما عهدتهم المنطقة، مشيرا إلى أنهم قاموا بإطلاق وابل من الأعيرة النارية بشكل عشوائى على شارع الكنيسة الفرنساوي، دون أن يراعوا المارة من سيدات ومسنين وصغار، موضحا أن سمير الضحية أخذته شهامته كالعادة وحاول أن يحول بين صديقه وبين المتهمين الذين انهالوا عليه ضربا مبرحا بالأسلحة البيضاء، حيث قام المتهم بطعنه طعنة نافذة فى صدره أصابت قلبه وأحدثت نزيفا داخليا توفى على إثره فى الحال.
فيما يقول محمد وجيه ضابط بحرى، أنه يوم الواقعة فوجئ بأفراد عائلة أبو هشيمة يركضون فى الشارع وبحوزتهم أسلحتهم النارية التى اعتادوا على حملها أثناء تشاجرهم مع أى أحد فى المنطقة، مضيفا أنه لم يتصور أن صديقه سمير سيكون هو ضحية العائلة المجرمة هذه المرة، مضيفا أنه من كثرة إطلاق الأعيرة النارية من المتهمين، خيل للأقباط المتواجدين فى الكنيسة الفرنسية المتواجدة فى الشارع الذى شهد الواقعة أن هناك عملية إرهابية، ما دفعهم إلى الدخول إلى داخل الكنيسة وإغلاقها عليهم وعلى المسلمين الذين هرعوا هم الآخرين إليها للاختباء بها خوفا وذعرا من شدة وهول الموقف.
من جانبهم اكتفى أشقاء سمير المجنى عليه، الذين لم يتمكنوا من الحدث بسبب حالة البكاء والحزن الذى خيم عليهم بسبب الحادث، أنهم ينتظرون حق شقيقهم بالقانون، وأن يتم محاسبة هؤلاء المجرمين الذين روعوا أهالى المنطقة لفترة طويلة، واقتلاعهم هم ومن على شاكلتهم من جذور المجتمع حتى لا تتكر مأساة سمير وغيره من ضحايا الشهامة دفاعا عن الحق.
وكانت النيابة أمرت بحبس شقيقان، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل شاب لدفاعه عن فتاة من التحرش بالمرج، كما أمرت بتشريح ودفن جثة الضحية، إعداد تقرير الصفة التشريحية.
البداية كانت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة المرج اخطار من مستشفى الزيتون التخصصي يفيد استقبالها "س م" 30 سنة، عامل ستائر وصاحب فرش ملابس، توفى إثر إصابته بجرح نافذ بالقلب، في مشاجرة بالمنطقة محل سكنه.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات ومن خلال فحص كاميرات المراقبة بالمنطقة محل الواقعة، تبين حدوث مشاجرة بين المجني عليه وكل من "ع م" 35 سنة، حاصل على دبلوم صنايع، وشقيقه "ع م"، 23 عاطل، إثر مشادة كلامية بين المجني عليه والمتهم الثاني بسبب قيام الأخير بمعاكسة إحدى الفتيات، أثناء مروره أمام فرش ملابس، قام على أثرها المتهم الثاني بالاستعانة بشقيقه لمناصرته وأحضر سلاح ناري "بندقية خرطوش"، وتعدى عليه الأول بسلاح أبيض "سكين" محدثًا إصابته وفرا هاربين.
وبتكثيف التحريات تم التوصل إلى مكان اختباء المتهم الأول، بمسكن أحد أشقائه بمنطقة مساكن فنارة مركز فايد الإسماعيلية.
وبتقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية، وبمواجهته بالتحريات اعترف بارتكاب الواقعة على بالاشتراك مع شقيقه المتهم الثاني، وأقر بتخلصه من السلاح الأبيض المستخدم في ارتكاب الواقعة بإلقائه بمنطقة الزراعات بمدينة فايد، وبإرشاده ضبط المتهم الثاني بمكان اختبائه بقطعة أرض فضاء بمنطقة سكنهما بالخصوص، وبحوزته سلاح ناري " بندقية خرطوش".
وبمواجهته بأقوال المتهم الأول أيدها، وأعترف بحيازته للسلاح الناري بقصد الدفاع، واستخدامه في المشاجرات، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
أحد المتهمين
الشقيقان القاتلان
الضحية
المتهمان عقب القبض عليهما
المجنى عليه مع أبنه قبل الحادث
شاهد عيان يروى تفاصيل الجريمة
شقيق المتهمان القاتلات وأحد مرتكبى الواقعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة