قرار إقالة رئيسى حى المرج وحلوان بسبب القمامة سابقة. صحيح أن القرار تأخر لكنه مهم ويفترض أن يتم تعميمه، وينتظر أن تصدر قرارات مماثلة بإقالة كل رؤساء الأحياء المهملين والفاشلين، وهم كثر وألا يقتصر الأمر على الإقالة، لكن أن يشمل حسابا بالإحالة للقضاء والتأديب. والواقع أنه ليس رئيسى حى حلوان والمرج اللذان يستحقان الإقالة. ونظرة على حال النظافة والإشغالات فى أحياء دار السلام وحدائق المعادى وعين شمس والمطرية والمعادى والسيدة وعابدين وغيرها من شأنها أن تنتهى بقرارات مماثلة بالإقالة والعقاب.
والواقع أن الأمر لا يتعلق بالقاهرة فقط، بل ربما كان فى بعض المحافظات أكثر عمقا واتساعا، من جهة النظافة والمخالفات والإشغالات، والاستثناء هو رئيس الحى والمدينة والقرية الذى يعمل والقاعدة هى أن رئيس الحى مجرد صورة ومنصب لزوم الوجاهة والبدلات والاستعراضات الفارغة.
وزير التنمية المحلية اللواء محمود شعراوى قال: «مش هسيب رئيس حى مهمل أو مش عارف مهام عمله» وهى قاعدة يفترض أنها تحكم عمل أى مسئول، بمن فيهم رؤساء الأحياء، أن يقوم بدوره لا أكثر ولا أقل، ولا يتصور عاقل أو مجنون أن يعجز رئيس حى أو مدينة عن رفع القمامة وتنظيف الشوارع، ومع سهولة هذا الأمر فإنه يبدو معضلة ويمثل أزمة مزمنة فى كل شارع وحى وقرية.
وزير التنمية المحلية يقول: «الإهمال اللى شوفته ده ماكنش ينفع يتسكت عليه ولا يليق بالمواطن المصرى» ويضيف: «رؤساء أحياء حلوان والمرج ليسا الوحيدين، ولكن هناك مسئولين آخرين تم تحويلهم للتحقيق نتيجة تقصيرهم وإهمالهم». وزير التنمية المحلية قال إنه سبق ورصد قطاع التفتيش والرصد الميدانى بالوزارة بعض المخالفات وتدنى مستوى النظافة بتلك الأحياء بعد وصول عدد من الشكاوى لسكان تلك الأحياء وتم إعطاء رئيسى حى المرج وحلوان مهلة شهر لتحسين مستوى الخدمات وازالة القمامة وحل شكاوى المواطنين والاستماع اليها الا أن الوضع لم يتغير، وهو أمر لافت أن يتلقى رئيس الحى تنبيهات ولا ينفذ نحن أمام إهمال مزمن.
والواقع أن طريقة مراقبة عمل المحليات تنفيذيا عقيمة، لأن المواطن يتحدث ويشكو ويعانى من المخالفات والإشغالات والقمامة، ولا أحد يستمع إليه، ولن نكرر أن الرئيس بنفسه كرر مرات على المحافظين والمحليات أن يقوموا بدورهم.
وزير التنمية المحلية قال، إنه سيقوم بجولات مفاجئة على المحافظات والأحياء بها دون علم المحافظين فى أى وقت لمتابعة مدى استجابتهم للمواطنين وشكواهم. وهى خطوة دائما ما يحيطها الشك، لأنه يصعب تنفيذ زيارات مفاجئة، لكن على كل الأحوال فإن الحديث عن «رضا المواطن أولوية» هو خطوة تحتاج أن يبرهن عليها المسؤولون. من جانبه أعطى محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال مهلة لسكرتير رئيس حى حلوان والشركة المسؤولة عن خدمات النظافة بالحى لتحسين مستوى النظافة، كما أعطى محافظ القاهرة مهلة ١٥يوما لسكرتير رئيس حى المرج لتحسين مستوى النظافة وإزالة القمامة المتراكمة فى عدد من الشوارع. وهذه التحركات من المحافظ تمت بعد قرار الإقالة، ويفترض أن تكون قبلها، لأن حالة أحياء القاهرة يرثى لها من حيث النظافة والإشغالات.
كل هذه القرارات والتحركات من قبل وزارة التنمية والمحافظة، جاءت بعد نشر هذه المخالفات، ويفترض أن تكون تحركات دائمة وليست موسمية، الخلل والعشوائية وغياب النظافة، والإشغالات، ومخالفات المقاهى والاعتداء على الأرصفة، كلها معلنة ومعروضة وأغلبها ينشره المواطنون على مواقع التواصل بشكل يومى، وإذا كانت وزارة التنمية والمحافظات تحتاج للتعرف على المشكلات فعليها متابعة صفحات المواطنين أو عمل صفحات لتلقى الشكاوى، ساعتها سيكون هناك تقرير مجانى تتحرك بناء عليه، وتوفر على المسؤول الزيارات أو مغادرة مكتبه، حتى يكون قرار إقالة رؤساء الأحياء مقدمة وليس نهاية المطاف.