فى ذكرى ميلاد عميد الرواية العربية.. لماذا لم يكتب نجيب محفوظ عن الريف والصعيد؟

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 08:00 م
فى ذكرى ميلاد عميد الرواية العربية.. لماذا لم يكتب نجيب محفوظ عن الريف والصعيد؟ نجيب محفوظ
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وحده هو نجيب محفوظ، من استطاع أن يتعمق فى تفاصيل الحارة المصرية، ويسبر أغوار الحرافيش والفتوات، واستطاع أن ينافس بكلماته شاشات السينما، من روعة التعبير والتصوير.

وتمر اليوم الذكرى 108، على ميلاد الأديب العربى الوحيد الحائز على جائزة نوبل فى الآداب لعام 1988، والحبر الأعظم للرواية العربية، الأديب العالمى نجيب محفوظ، المولود فى حى الحسين بالجمالية فى 11 ديسمبر عام 1988.

كتب الراحل عن المدينة المصرية، كتب عن العمال والبسطاء والمهمشين، وجعلنا عبر واقعيته السحرية أن نخوض تجربة الحارة وحياة الفتونة، ومأساة الصعاليك والحرافيش، وخاض معنا رحلة للتاريخ الإنسانى تدور كلها من داخل الحارة المصرية التى ولد فيها وتأثر بها.

لكن يبقى الريف والصعيد، من الأماكن التى لم يذهب إليها نجيب محفوظ فى روايته، وظلJ تلك المناطق بعيدة تماما البعد عن أدبه، وهو الأمر الذى فسره الأديب العالمى الراحل خلال حديثه مع الناقد الكبير الراحل رجاء النقاش الذى نشر فى كتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ".

يقول الأديب العالمى فى حديثه: "لم أذهب إلى الريف مرة واحدة عندما كنت طفلا، أخذنى أقرباء والدى من أسرة (آل عفيفى) بالفيوم لقضاء الصيف هناك، وكانوا يملكون دوارًا كبيرًا، أمامه حديقة عنب، وبجانبه أرض فضاء واسعة كنت ألعب فيها كرة القدم، ورغم استمتاعى إلا أننى طلبت إعادتى إلى القاهرة، ولم يمض على إقامتى فى الفيوم أسبوع واحد، حاولوا إرضائى لأبقى ولكنني كنت شديد التصميم فأعادوني".

"كانت تلك هى تجربتى الوحيدة فى الريف، وخلال هذه التجربة لم أر الفلاحين ولم أتعمق فى تفاصيل حياتهم، وربما كان ذلك هو السبب القوى الذى جعلنى لا أتناول حياة الفلاح وقضاياه فى رواياتى، بعكس الطبقة العاملة المسحوقة فى المدينة والتى تناولتها بشكل مكثف، وإن كنت أعتقد أن المعاناة متشابهة فى الحالتين، والفرق الوحيد أن العامل او الموظف المسحوق فى المدينى لديه وعى أعمق من الفلاح.

"وإذا كنات لى تجربة واحدة فى الريف، فإننى لم أذهب للصعيد فى حياتى كلها، ولم أزر الأقصر أو أسوان أو أيا من الأماكن الأثرية المشهورة هناك مع أننى أسمع أنها مناطق جميلة ويأتى إليها السائحون من كل أنحاء العالم، ولكنه الكسل، ورغم عدم زيارتى للصعيد، فقد تعرفت عليه من خلال الأعمال الأدبية التى تناولته مثل رواية (دعاء الكروان) و(الأيام) لطه حسين، ومازالت معرفتى بالصعيد تتم من خلال القراءة والاستماع إلى الآخرين".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة