أكرم القصاص - علا الشافعي

مصر تنجو من الحرب الأهلية.. سيناريوهات سوداء كانت تنتظرنا.. "سوريا" و"العراق" و"اليمن" خير مثال على ذلك.. الدولة نجحت فى التحدى وكافحت الإرهاب ومضت فى عملية التنمية المستدامة

الأربعاء، 11 ديسمبر 2019 04:22 م
مصر تنجو من الحرب الأهلية.. سيناريوهات سوداء كانت تنتظرنا.. "سوريا" و"العراق" و"اليمن" خير مثال على ذلك.. الدولة نجحت فى التحدى وكافحت الإرهاب ومضت فى عملية التنمية المستدامة ثورة 30 يونيو -أرشيفية
كتبت ـ هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدى كبير خاضته مصر على مدار السنوات الماضية، معادلة صعبة ارادت ان تثبت من خلالها القيادة السياسية أنها قادرة على تعزيز منظومة السلام والأمن وفى الوقت نفسه تخطو بشكل سريع فى طريق التنمية المستدامة.

فى 2013 راهنت الجماعة الإرهابية ومريديها على ضياع هذا البلد وانهياره وأعلنوا صراحة رغبتهم فى الانتقام من الشعب الذى قال كلمته وخرج عن بكره ابيه للشوارع والميادين مطالبا برحيلهم عن سُدة الحكم.. توعدت الجماعة وخططت ودبرت ونفذت وكانت النتيجة عشرات العمليات الانتحارية التى وقعت فى مختلف محافظات مصر وراح ضحيتها مئات الأرواح الطاهرة من مواطنين بسطاء ورجال شرطة وجيش.

كانت مصر فى هذا التوقيت على شفا حرب أهلية وانقسام مدمر ما بين أنصار الجماعة الإرهابية ورافضيها، لولا أن قال الشعب كلمته من جديد وفوض قادته حينها لمواجهة الإرهاب.

تخيل السيناريوهات التى كانت تنتظر مصر وقتها وفخ الحرب الأهلية الذى كانت على شفا الوقوع فيه، كان أمرا طبيعيا ونتيجة معروفة بناء على الاحداث التى شهدتها الدول المحيطة بها مثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم خلال كلمته بمنتدى أسوان للسلام والتنمية والتى جاء فيها " تجربتنا فى مصر أتصور أن ما يحدث وحدث فيها هو صورة مصغرة للواقع الأفريقي الذى نعيشه،  ففى 2013 كانت مصر تواجه تحديات كبيرة جدا بما فيها حرب أهلية وإرهاب ولم يكن امامنا خيارات قوتها وسألنا أنفسنا على نواجه الارهاب ونتوقف عن التنمية ام نحقق التنمية ونتخلى عن مواجهة الارهاب وقررنا التحرك فى المسارين مجال التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن الأفريقية"..

إذا تأملنا أوضاع البلدان المحيطة نجدها مليئة بوقائع سوداء، يحكى تاريخها سلبيات الصراع الذى دخلت فيه وكانت نتيجته الآف الضحايا وانتهى تدخل أجنبى فى شئون تلك الدول، فالمنطقة العربية والأفريقية تعيش غالبية دولها وسط حروب أهلية متجذرة فيها بداية من سوريا والعراق واليمن والصومال وصولا إلى لبنان والسودان والجزائر .

سوريا تسقط فى حفرة الفتن:

حروب تهدأ وتيرتها وسرعان ما تعود من جديد فعلى سبيل المثال لم يعد معروف حقيقة الأطراف المتصارعة فى سوريا فى ظل تدخل قوى اقليمية ودولية فى المشهد ، قوى تحمل معها تناقضات ايدلوجية وسياسية جلية ما بين روسيا وقواعدها العسكرية وايران وميلشياتها الإرهابية وأخيرا النظام السورى نفسه الذى يرفع السلاح فى وجه ابناءه ، ويستخدم اسلحة محظورة ومحرمة دوليا واخيرا تركيا التى تتدخل فى الشأن السورى بحجة مواجهة الأكراد فى الشمال والولايات المتحدة الأمريكية التى تحاول هى الأخرى فرض سيطرتها بحجة حل الأزمة كل هذا يحدث فى الداخل بخلاف الإرهاب والطائفية والعرقية الذين تحيا فيهم الدولة ليل نهار.

العراق ومولد تنظيم داعش الإرهابى:

لا يمكن أن نتجاهل خلال حديثنا عن الحرب الأهلية التى شهدتها المنطقة العربية ، ما حدث فى العراق عام 2014 من نزاع مسلح تصاعدت وتيرته وتحول فى نهاية المطاف إلى حرب عسكرية طويلة ظهر معها تنظيم داعش الإرهابى معلنا قيام خلافة إسلامية جديدة وفارضا سيطرته على مناطق شمال العراق ومتخذا منها نقطة انطلاق وانتشار له فى الدول المجاورة وقبل هذا التاريخ شهدت العراق حروبا أهلية أخرى فى بدايات القرن التاسع عشر وستيناته وحتى بداية الالفية بين الأكراد العراقيين والحكومة هناك، ناهيك عن النزاع المسلح فى الجزء الشمالى من العراق الذى نشب فى 2017 والاضطرابات المسلحة التى يشنها تنظيم داعش الإرهابى منذ نشأته وحتى وقتنا هذا كل هذا وأكثر جعل البلد الغنى بالنفط والثورات المعدنية بؤرة خصبه للإرهاب ..

لبنان والنزاعات الطائفية:

اينما ذُكر مصطلح الحرب الأهلية ذكرت لبنان والتى شهدت حربا متعددة الأوجه متعددة الأوجه امتدت من 1975 وحتى عام 1990 وراح ضحيتها 120 ألف شخص ونزح معها ما يقرب من مليون لبنانى غير المشردين هذا بخلاف عدد القتلى الكبير الذى خلفته هذه الحرب التى تعد واحدة من أكثر الصراعات المدمرة التى شهدتها لبنان اواخر القرن العشرين . وفى تلك الفترة كثرت المعارك والاغتيالات والمذابح، وحتى الأن تدفع لبنان ضريبة تلك الحرب من استقرارها وامنها وحتى بنتيها التحتية التى تأثرت كثيرة وطالها الخراب من مختلف النواحى.

اليمن يودع سعادته وليبيا تدفع الثمن:

لم يعد معروفا باليمن السعيد، هجر سعادته وما اشتهر به من أراضى البن والنفط وانجر نحو حفرة الصراعات والحروب الأهلية ، هذا هو الحال الذى باتت تعيشه اليمن حاليا والتى نشبت فى 2015 ومستمرة حتى وقتنا هذا، ويقوده جماعة الحوثيين والجماعة الموالية للرئيس الراحل على عبد الله صالح ، وهو صراع كان ضحيته كالعادة الشعب اليمنى الذى بات يعانى من ويلات الحرب واثارها المدمرة لشتى اوجه الحياه من غذاء وصحة وتعليم واقتصاد وغيره.

هذا بخلاف ما يحدث فى ليبيا من صراع دائر بين اربعة أطراف كل منهم يسعى لفرض سيطرته على الدولة منذ 2011 وحتى وقتنا هذا مما اسفر عن ميلاد تنظيمات مسلحة عديدة خارج سيطرة الحكومة كل هذا وأكثر تحيا فيه الدول المجاورة ليل نهار ويدفع شعوبها الثمن لذلك فالأمر يتطلب الآن اليقظة لأى محاولة هدفها جر مصر إلى بؤرة الفتن والصراعات الداخلية والمضى قدما فى قطارة التنمية والانجازات التى بدأت منذ خمسة سنوات ومستمرة حتى الآن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة