أكرم القصاص - علا الشافعي

هند أبو سليم

وقفة الرجولة فى 2019

الخميس، 12 ديسمبر 2019 02:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عزيزى الرجل الذى يقف أمامى فى الطابور:
حين استأذنتك بأن أقف أمامك، إذ أنا هنا قبل وصولك بعشرين دقيقة وكنت فى انتظار عودة عمل النظام لكى يأخذوا طلبى..... نظرت لى بفوقية ورفض وفزع كأنى طالبت بتقديمك قربان للآلهة.... نظراتك الرافضة لفكرة أن - كيف تجرأت أن أطلب هكذا طلب - كأنك تعاقب فى كل النساء .... كأنك تجلد فى ذاتى المنادية الأولى لكلمة مساواة... كنت على وشك أن أخبرك أن معى خمسة أطفال (ابنتى وأصدقائها) يتضورون جوعاً بعد يومٍ طويل بين المدرسة التمارين و عيد ميلاد ابنتى... 
 
للحظة فتحت نظرتك الرافضة كل أبواب التاريخ فى حرب المساواة بين الرجل والمرأة.... وكيف يراها الرجل ويتعامل معها يومياً (مش عايزة مساواة!! اقفى زى أى راجل فى الطابور) وكم الرفض وعدم الاستيعاب فى أبسط مواقف يومه.
 
كيف أصبحنا فى زمنٍ نخلع عباءة الذكورة فيه من رجالنا.... و كيف وصل بنا الحال لما نحن عليه (حاجة تعر) ثم توقفت من اجل ان أتعمق قليلا فى البحث قبل أن يشن الهجوم عليا من الطرفين.... واكتشفت ان جذور المشكلة ليست بالمناداة أو تطبيق المساواة نفسها..... بل بما فعلته المساواة فى اشكال مجتمعاتنا (كله غرب وشرق) فالتأثير لم يتوقف على ما يسمى بالمجتمعات المضطهدة للمرأة  (وده تلاعب بالألفاظ يتقنه الغرب فى هجومه على الشرق) بل تجذر وتشعب فى المجتمعات الراضخة لقوة الميكنة و التكنولوجيا (الحضارة الحديثة يعنى).
ومن خلال البحث سقطت على الصاعقة أن مجتمع العلوم يعلم من ما يقرب خمسة وعشرون عاماً أن المساواة لم تقرب بين الجنسين بل على العكس وسعت الفجوة بينهما حتى وصلا لطرفى النقيض.
 
يعني: بدل ما المساواة تسد الفجوة الطبيعية بين الجنسين، هى بكل فجاجة زادتها اتساعاً عن معدلها التى خلقت به.
 
فحين اخذ من الذكور جزءا من مسئولياتهم وأعطت للمرأة من مبدأ المساواة... بهذا اسقطنا عنهم مهامهم كاباء وأبناء وأخوة و ازواج.
 
- أصبحت الامهات من يوصل الابناء المدرسة كل صباح.
- أصبحت الزوجة تتعامل مع النجار والسباك والسائق والكهربائى.
- أصبحت الام تسعى للتمارين و الدروس و مواعيد الأطباء.
- أصبح  للزوجة أدوار لذكور آخرين فى حياتها ( زميلى فى الشغل - انتيمى - ابن خالتى - مديرى - شريكى فى الشغل)
- أصبحت الزوجة لو تعطلت السيارة من الممكن أن تهاتف كثيرين غير زوجها لنجدتها.
 
وذات الحال للرجل..... أصبح لديه خيارات أخرى لعدم تفرغ شريكة حياته له أو للبيت.... فهى انطلقت لتمارس دورها فى المساواة ( مصيبة المصايب).
 
- والألعن مما سبق... اصبح الراجل اللى واقف فى الطابور هو منفذ العدالة ضد هذه المساواة الجاحدة.
 
تحذير: عك معلوماتى قادم:
 
ان الاختلاف بين الرجل والمرأة أساسه شقين... الشق الأول طريقة التفكير.... والشق الثانى جسدى.

الشق الأول: 

-المرأة شئتم أم أبيتم ( عجبكوا و الا معجبكوش) اهتمامها بشرى .... يعنى تهتم بالناس.... هكذا خلقت.... يعنى مهن كالتدريس والتمريض والطب( به جزء انسانى كبير) مهن انثوية بحتة... و اى مهنة تضمن احتكاك بشرى تجد المرأة تبدع بها
- الرجل شئتم أم أبيتم (عجبكوا والا عنه ما عجبكوا) اهتمامه مادى بحت ( مباني، سيارات، العاب معدنية)... يعنى مهن كالهندسة و الطب ( الجزء الماد)  مهن يتجلى ابداع الرجل بها.
 
لو سمحت، ترفق بى قبل أن توجه لى أقذع الألفاظ، أن وجود أحد الجنسين يبدع فى نصف الثانى الأخر ما هو الا الخروج عن القاعدة العامة (زها حديد: اشهر مهندسة عمارة فى التاريخ الحديث) و لكن مرة اخرى القاعدة العامة ان كل منهما خلق بميكانيزم تفكير ذو توجه مختلف عن الأخر.

الشق الثاني:

الجسدي... نحن مختلفين... كيف تطلب من الطاووس والحصان أن يتساوو؟ كيف تطلب من القرد والغزال أن يتساوو؟ هل من المعقول أن التمساح والنعامة متساوون؟ كيف تطلب من الرجل ان يحمل ويلد ( او يبيض.. مهو بنطلب معجزات)؟  
و النبى لما نطلب حاجة ...تكون منطقية و قابلة للتنفيذ بس علشان انا تعبت.
(لم اخلق من اجل ان احمل اكياس سعودي.... انا سسسست يا نااااااس.)

الخلاصة؛

حين رفض الرجل ان اقف امامه فى الطابور... كان خلفه شباب صغير السن ( جامعة) قالوا لى بأن اتفضل امامهم اخبرتهم عن الاطفال الخمسة ( و التانى كان مطرطق ودانه) فاستدار و قال: تفضلى امامي، و ردى كان:
انا لو معايا قبيلة اطفال و هيموتوا من الجوع دلوقتى هتطلب انت الأول...
ابوكوا رجالة فقدتوا الأهلية.
 
للعلم: حقوقى كامرأة ملهاش علاقة بأى شكل من الاشكال بالمساواة... دة اختلاط فى المفاهيم عند الناس..... كونى عايزة حقى مش معناه انى عايزة ابقى شبه حد تاني.
جتكوا نيلة مليتوا البلد رجالة و ستات.
 
اعزائي: اختراع المساواة اختراع فاشل، و تطبيقه ادى الى كوارث مجتمعية و نفسية على كلا الطرفين و على الأسرة ( نواة المجتمع زى ما كنا بناخد فى المدرسة) 
فليلتزم كل منا مكانه و يحترم مكان الأخر ... و الله هنعيش مرتاحين.

شكراً

"أسوء شكل لعدم المساواة هو ان نحاول المساواة بين أشياء غير متساوية."
المعلم الأول/ الفيلسوف/ أرسطو
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة