خالد الحميري : منظمات المجتمع المدني خربت البلاد العربية.. وجيش مصر الوحيد الذي نجى من مخطط التقسيم
عضو مؤسسة انجاز للتنمية في اليمن : توكل كرمان بعد تخريبها لليمن تريد التغيير من تركيا وقطر بالتغريد على تويتر
رسالتي لشباب مصر.. ثقوا في حكومتكم واصطفوا خلف جيش مصر لأنه خط الدفاع الأول عن الوطن العربي
أكد خالد الحميري، مسؤل الشباب في جمعية رعاية الشباب والطفولة ، عضو مؤسسة انجاز للتنمية في اليمن، أن الشباب في العالم العربي، تأثر بالمشاركة في فاعليات منتدى شباب العالم بمصر منذ انطلاقها على مدار 3 سنوات، موضحا أن تجربة غربته عن بلده اليمن، بسبب الخراب الذي حل بها وبشعبها، كانت الدافع الحقيقي وراء حرصه على المشاركة في منتدى شباب العالم للعام الثاني على التوالي، حيث شارك العام الماضي في النسخة الثانية من المنتدى 2018، من خلال نموذج محاكاة القمة العربية، وأنه تشرف بالكلمة أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي... وإلى نص الحوار
كيف شاركت في المنتدى العام الماضي؟
من خلال الموقع الرسمي للمنتدى، وأصدقائي الذين شاركوا من قبلي.
عملي كناشط يجعلني أبحث عن الفاعليات والأحداث المتعلقة بأمور الشباب، خاصة اللقاءات الدولية وورش العمل، لتبادل الخبرات واكتساب المهارات الجديدة.
هل أضاف منتدى شباب العالم إلى خبرات كناشط في مجال الشباب؟
بكل تأكيد، فالمشاركة في المنتديات والفاعليات الدولية لها دور كبير، إلا أن منتدى شباب العالم الذي يقام في مصر، له طابع خاص وامتيازات أوسع بكثير، حيث أنه يتضمن كافة الجوانب، سواء على الجانب السياسي والاقتصادي والفني والتقني والثقافي والمعرفي، حتى على مستوى الشباب، وأنا على المستوى الشخصي استفدت بشكل كبير جدا، فنحن كمشاركين في المنتدى أتيحت لنا فرصة عمل مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي نتبادل من خلالها المعلومات والخبرات، أما على المستوى الشخصي فإن منتدى شباب العالم قدمني إلى الشباب اليمني والعربي بشكل مبهر، منذ العام الماضي وهناك تواصل كبير بيني وبين الشباب في العالم العربي وأعجبوا كثيرا بفاعليات المنتدى وتأثروا بها، كما أن المشاركة في المنتدى أكسبتنا خبرات ممتازة، خاصة على مستوى اللقاءات مع الخبراء والمتخصصين، إلى جانب أن تعرفنا عن قرب على شباب البرنامج الرئاسي أعطانا خبرة عالية، وأستفدنا من نصائحهم على المستوى الشخصي ومجال العمل في المنظمات الشبابية، فالكلمة التي أليتها في نموذج محاكاة جامعة الدول العربية العام الماضي في النسخة الثانية من منتدى شباب العالم، لاقت صدى واسع بين الشباب اليمني ولامستهم عن قرب.
في رأيك كيف ترى الثورة اليمنية؟
للأسف الشديد أنا لا أطلق عليها مسمى ثورة إطلاقا، لكني أسميها " أزمة" الشباب العربي، على مستوى كافة الدول التي انزلقت في هذه الأحداث المؤسفة، لأن ما جرى في الدول العربية منذ 2011 كانت مخططات وضعت على أجندات أجنبية، ظاهرها كان أنطلاقها من بين الأوساط الشبابية، والباطن أنها كانت مدبرة عالميا وإعلاميا، فأنا لامست قبل اندلاع أحداث الأزمة في اليمن، أنه كانت هناك منظمات مدني محلية في اليمن، بالتعاون مع منظمات أجنبية دولية تدرب الشباب على برامج الديموقراطية وتنفيذ الحوكمة وغيرها،ىفكانت في البداية أمر مثير للشباب اليمني فخاضوا تجربة التعرض لهذه البرامج وأنا كنت واحد منهم، فتلقينا تدريبات على كيفية معارضة الحكومة وكيف ننشئ علم، وكيف ننشئ دولة من الصفر، وكأمهم رسمين خطة على المستوى القريب، بإنشاء دول صغيرة، وفي البداية كان الأمر جيد جدا، لكن كانت الحقيقة أن جميع برامج التدريب التي تعرضنا لها، ما هي غلا معوال هدم.
كيف تعرضت لتجربة برامج التدريب هذه؟
في البداية ترشحت ومعي بعض الشباب اليمني، لتلقي دورة تدريبة من جانب منظمة محلية، وكان أسم البرنامج التدريبي «التخطيط الاستراتيجي»، فكان الأسم له وقع جاذب لأننا سنستفيد على المستوى الشخصي، وكانوا يختارون من كدولة 2 شباب أو 3 على الأكثر، بدأ البرنامج التدريبي بالفعل على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر، وحصلنا على شهادات معتمدة من منظمة اليونسكو، ثم ترشحنا لدورة التخطيط الاستراتيجي، ظاهرها كيفية وضع الخطط، لكن باطنها تعلمنا فيها كيف نواجه المشاكل والأزمات في دولنا بمعارضة الحكومة، يعني تخيلي أن إحدى وسائل معارضة الحكومة كانت «كيف تحرق نفسك»، وكيف تخرج «عاري» وتقف أمام أي مبنى حكومي وتلفت الانتباه، كيف تتماسك لعمل اعتصامات داخل الشوارع والميادين، وكانوا يؤكدون علينا أنها وسائل للدفاع عن الحقوق، ولم نكن نعلم أننا كنا ننفذ أجندات أجنبية داخل دولنا، لكن كان الجزء الأهم في التدريب كان على تواصل أصحاب المصالح معنا بشكل سريع ولن تتصوره.
ماذا تعني بأصحاب المصالح؟
ضربوا لنا مثل على أنه إذا حدثت أزمة في الدقيق والخبز في أي بلد، فإننا سنخرج للشوارع ونرفع لافتات ونعتصم، وحينها ستتواصل معنا المنظمات الدولية، كما دربونا على أنه سيكون هناك تغطية إعلامية واسعة دون أي سعي منا، بمعنى أنه لا داعي أن نتواصل مع الإعلام إنما كل وسائل الإعلام الدولية هي من ستجري ورائك لتغطية الحدث أو الفاعلية أي كانت، وفي رأيي أنها كانت جميعها تدريبات خطيرة، لأنها جميعا كانت خارج الإطار الوطني .
ما هي الجنسيات الأخرى التي شاركت معكم في هذه البرامج التدريبية؟
كان معنا شباب من مصر، وسوريا، وليبيا، والعراق.
هل كانت البرامج التدريبية مجانية؟
لم نتكلف أي أموال، بل كنا نحصل على أموال مقابل المشاركة في الدورة أو البرنامج التدريبي، والأكثر من هذا فإنهم أفهمونا أن الدولة التي تمنع التواصل مع المنظمات الدولية، فهي دولة فاشلة ومستبدة، وكانت المشكلة الحقيقية أن تلك المنظمات استطاعت بالفعل تجنيد الكثير من الشباب العربي وإقناعه بخططهم، وانجروا خلفهم.
أين حصلت على هذه الدورات؟
في البداية حصلنا عليها عبر شبكة الانترنت، ثم بالسفر إلى الخارج، خاصة في أمريكا، ومنهم أخي الذي سافر بالفعل وتدرب على كيفية إنشاء دولة، وكانوا يعطونهم أموالا كثيرة ويسكنوهم في أفضل الفنادق، وللأسف لاتزال هذه المنظمات تعمل إلى الأن، وتجذب الشباب العربي، ومنها اليونسكو والفاو، وهذا أمر في غاية الخطورة، فلابد وأن تعلم الدولة بأهداف تلك المنظمات لتتعامل مع هذه المخططات، فعلى سبيل المثال، كان هناك منظمة تدعم الأمن الغذائي في الوطن العربي، بأرقام كبيرة، لكنها في المقابل تحصل على كل المعلومات الزراعية المتعلقة بالدولة التي تدعمها، وبالتالي يتمكنوا من وضع العراقيل وتصدير الأزمات للدولة التي جمعوا عنها المعلومات، حتى لا تتمكن حتى مجرد الاكتفاء الذاتي من أي منتج زراعي، وأرى أنه لابد لأي دولة أن تتواصل مع المنظمات التي تريد تقديم أي دعم، لتكون هذه الأموال تحت أعين ونظر الدولة، ولا تترك الشباب يتواصل منفردا مع تلك المنظات بدعوى أنها إحدى أليات الحرية والديموقراطية.
هل تأثرت بالبرامج التدريبية التي حصلت عليها من المنظمات الأجنبية؟
بالفعل اجتزت كافة المراحل داخل البرنامج التدريبي، لكن في نهاية المرحلة قبل الأخيرة، كان هناك اختبار يجب أن أجيب عليه، فكان على شكل أزمة مطروحه وكيف سأتعامل معها؟.. فأجبت بأنني سأتواصل مع الدولة، لذا استبعدوني في المرحلة قبل الأخيرة التي سبقت السفر.
ما هي أبرز الأسماء من الشباب اليمني الذي شارك في تلك الدورات؟
في الحقيقة كانت «توكل كرمان»، أحد أهم الشباب الذي تلقى التدريبات مع تلك المنظمات المشبوهة، فقدموا لها كل الدعم وسخروا لها كل المنظمات الدولية الحقوقية والتي تنادي بحقوق المرأة والديموقراطية وغيرها من الشعارات الزائفة، وكذلك قدموا لها الدعم الإعلامي الدولي، حتى أن جائزة نوبل التي حصلت عليها في 2012، كانت إحدى وسائل دعم لتوكل كرمان، لخدمة مخطط إسقاط اليمن.
كيف ترى اليمن الأن بعد 10 سنوات من ثورة الربيع العربي؟
ليست ثورة ولا ربيع ولا عربي، فبعد 10 سنوات، اليمن أصبحت خراب، فالغرض الأصلي مما يسمى ثورات الربيع العربي، هي تدمير الجيوش العربية، فكل المؤسسات العسكرية العربية كان الغرض منها حماية الأراضي العربية وضمان استقرارها، فقبل 2011 كان بالفعل هناك استقرار، فالمواطن اليمني إذا أراد السفر من صنعاء إلى صعدة أو حضرموت، بكل أمن وأمان، كان لدينا قوتنا وطعامنا، لكن بعد ما حدث من تدمير للمؤسسات العسكرية السورية والليبية واليمنية، فالحاصل هو دمار في كل البلدان العربية، فهناك حكومتين في ليبيا وسوريا واليمن.
بعد 10 سنوات من ثورات الخراب العربي.. كيف ينظر شباب اليمن إلى توكل كرمان؟
ندعوها للاستفاقة والنظر مليا لما وقع باليمن، لكن للأسف مازال شيطان منظمات المجتمع الدولي يسيطر عليها وغيرها من الشباب المغرر به بأسم الديموقراطية، والشباب اليمني صادق في حراكه نحو الإصلاح.
بعد كل ما جرى.. هل تقبل توكل كرمان على أرض اليمن؟
توكل كرمان تتنقل للعيش بين تركيا وقطر، وتدعي للتغيير في اليمن عبر تغريداتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وللأسف مازالت تحرك بعض الشباب.
هل تدعو توكل كرمان للعودة إلى اليمن مرة أخرى؟
اليمن تعيش مأساة حقيقية وتوكل كرمان كانت سببا فيها، فلا استقرار ولا أمن ولا أمان، ولا عيش ولا عمل ولا أي شئ، فلأوضاع آلت إلى وجود حكومتين، وبعد أن كان لليمن جيش واحد، أصبحات قوات متناحرة ومتحاربة على أرض اليمن التي كانت سعيد.
ماذا تشعر كمواطن يمني؟
كنت لا أشعر بقيمة وطني وأنا أعيش على أرض اليمن، لكن الأن بعد أن أصبحت مغتربا عن أرض وطني، أدركت حجم الكارثة التي آلامت بنا، فالأن أصبح طريق العودة إلى بلدي يستغرق 4 أيام، بينما غيري يصل إلى بلده في غضون ساعتين أو 3 بالطائرة، وأنا أبكي بلدي بحرقة، فلا أستطيع لا أنا ولا غيري ممن خرجوا من اليمن، العودة مرة أخرى إلى بلدنا.
هل تتواصل مع أهلك في اليمن.. وكيف يعيشون؟
هناك تواصل بيننا من خلال الانترنت، وهم في مأساة حقيقية، هل تدركين معنى الشعور بقد الأمل، كفقد كنا نرسم الأحلام ونحن طلبة في المدارس، فجأة أصبح اليمنيون يحملون السلاح لا القلم، وضاع مستقبل الشباب والأسر، وكذلك الدولة.
في رأيك.. كيف ترى وسائل التواصل الاجتماعي؟
الغرب استطاع الوصول إلى نهضته بالتعليم، لذا هم يعلمون كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، بينما شباب العرب بشكل عام، هبطت عليهم مواقع التواصل الاجتماعي من أعلى، فلم يكونوا مهيأين بالقدر الكافي للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لا علميا ولا ثقافيا، فاستخدموها كمعوال هدم وليس أداة بناء، فهذه الوسائل كانت موجهة بشكل كبير لإسقاط وتخريب الدول العربية وتفتيت المجتمع من الداخل، ففي هناك دولا مثل الصين وروسيا وضعوا حظرا على مواقع التواصل التجتماعي وشبكة الإنترنت لأنهم يعرفون الغرض منها، فمخطط الشرق الأوسط الجديد استخدم لتنفيذه اليتين، مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
كيف تقييم الأوضاع في الوطن العربي؟
أي جمهورية بعد انتهاء ما يسمى بالخلافة العثمانية، اقيمت دولا جمهورية ذات حكم ذاتي، لم يستطع الغرب التحكم فيها، من ضمنها مصر والعراق وسوريا واليمن، واستطاعوا تكوين جيوشا تعمل على دعم الاستقرار على أراضيها، مما أزعج دولا وقوى اجنبية، لذا كان المخطط هو إسقاط وتدمير تلك المؤسسات العسكرية الحامية للأراضي العربية ذات السيادة المستقلة، وأول جيش كان مستهدفا كان الجيش المصري، لكن المؤسسة العسكرية المصرية استطاعت بحنكتها الخروج من مخطط التقسيم مثل «الشعرة من العجين»، وجنب البلاد ويلات الانقسام والحروب والاقتتال.
في رأيك لماذا نجى الجيش المصري من السقوط في مخطط التقسيم؟
الجيوش العربية سقطت عندما تم تفكيك الجبهة الشعبية الداخلية للدول، وكذلك واجهت الجيوش العربية مخططات خارجية لم تكن في حساباها، بينما المؤسسة العسكرية المصرية، لديها جيش واعي والشعب المصري، يمتلك وعي كبير، ويثق في جيشه الوطني، وأكبر دليل هو ثورة 30 يونيو التي وقف فيها الشعب المصري في نفس صف جيش بلاده، وفطن إلى مخطط جماعة الإخوان، واستطاع إفشالها، فالجيش المصري هو خط الدفاع الأول عن الوطن العربي وهم خير أجناد الأرض، وهو على دراية كاملة بالمخططات الأجنبية ضد مصر والوطن العربي.
ماذا تنصح الشباب العربي؟
عليهم أن يثقوا في حكوماتهم، لأن المسؤلين في الأنظمة العربية هم الأدرى بما يحاك ضد أرضنا العربية، وأقول للشباب لا تسبقون أعماركم، فما يناسب الغرب قد لا يناسبنا كعرب بالضرورة، وما يفرضه الغرب من قوانين، فهي تناسبهم وتتماشى مع ثقافاتهم، ولا يمكن أن تتفق مع طبيعتنا العربية وثقافتنا المختلفة، فلا تنزلقوا في مخطط الحرية والديموقراطية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة