قال الدكتور هاني عازر، خبير الأنفاق العالمي وعضو المجلس الاستشاري الرئاسي، على هامش مشاركته في النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم المقام في شرم الشيخ، خلال الفترة من 14 إلى 17 ديسمبر،إنه من الأمور الهامة التي يشهدها منتدى شباب العالم هذا العام، الاهتمام بالتعليم الفني والتدريب المهني، مؤكداً على الحاجة إلى تشجيع الشباب للدخول في مجالات التعليم الفني المختلفة، لأنه كان السبب في قيام قوى اقتصادية كبرى مثل اليابان وألمانيا، موضحا فى حوارله مع "اليوم السابع" أن مصر تشهد طفرة كبرى على مستوى البنية التحتية، جعلتها بيئة خصبة لجذب الاستثمارات الأجنبية، بفضل الخطة التنموية التي أحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسي... وإلى نص الحوار
في البداية كيف ترى ما يحدث من تطوير للبنية التحتية في مصر خلال الخمس سنوات الأخيرة؟
البنية التحتيتة في مصر، تطورت بشكل مزهل وسريع وممتاز، وخطت خطوات كبيرة لم يكن أحد يتصور أن تصل إليها فى هذه الفترة القياسية، وهو ما نال إعجاب الأوربيين، خاصة أن السرعة في التنفيذ اقترنت بالجودة والاتقان، وهذا أحد أسس بناء دولة اقتصادية قوية تبني لمستقبل أبنائنا، خاصة أن البنية التحتية مهمة جداً لانه بدونها لا يوجد استثمار او اقتصاد أو تقدم أو أيدى عاملة، لذلك فإن التركيز عليها أمر مهم جداً لتطور مصر.
بعد الإنجازات التي حدثت في قطاع البنية التحتية في مصر.. لماذا لم تأتي الاستثمارات إلينا بالقدر الكافي الذي يرضي طموح الدولة؟
هناك العديد من الشركات الاستثمارية الكبرى في العالم، تسعى في الوقت الراهن للفوز باستثمارات جادة داخل مصر، خاصة أن كل مشروعات البنية التحتية أحدثت طفرة كبرى في الدولة، وهم الأن في مرحلة دراسة جادة للمناخ الاقتصادي والاستثماري في مصر، وأنا أراهن على أن الفترة الحالية هي الأنسب لجذب الاستثمارات الدولية، خاصة أن مصر هي الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي تشهد أستقرارا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا، لذا فإن الكثير من الاستثمارات الأوروبية والأسياوية وأمريكية تدرس بجدية استثمار مشروعات كبرى في مصر، وعلى الرغم من أن المستثمرين الأجانب لديهم رغبة في الاستثمار بمصر، إلا أنهم يحرصون دائما بدراسة كل ما يتعلق بدراسة المشروعات التي ينوون العمل بها في مصر، فضلاً عن آليات التمويل، كما أنهم على يقين بأن الوضع والمناخ في مصر، مهيأ جداً لاستقتبال الاستثمارات الأجنبية، فلا يوجد أي صعوبات في مصر، تعطل الاستثمار أو تعرقل المستثمرين، بالعكس إذا نظرنا في الإقليم سنجد أن الدولة الوحيدة التي على استعداد لاستقبال استثمارات أجنبية هي مصر، فهي البلد الوحيدة محط انظار المستثمرين من أوربا واسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لأنها ليس فقط بسبب موقعها الجغرافي والأمان، لكن أيضا لوجود ثروة شبابية كبيرة يتمتعون بالذكاء، فضلاً عن توفر البنية التحتية المطلوبة لعمل الاستثمارات ونجاحها، بالإضافة إلى أننا لابد ألا نغفل أن مصر هي البوابة الرئيسية لقارة أفريقيا، ففي ظل اهتمام العالم كله بأفريقيا والاستثمار بها، فإن مصر تمثل البوابة التى يستطيع الاستثمار الأجنبي أن ينفذ منه إلى القارة، لذلك هناك رغبة لدى الأجانب بأن يكون لهم في مصر مؤطى قدم للاستفادة من الثروة الشبابية والبنية التحتية، كما أن علاقاتها وجغرافيتها التي جعلتها البوابة الذهبية نحو أفريقيا، أضافت الكثير لدى المستثمرين وشجعتهم.
من وجهة نظرك.. متى ستجني مصر جدوى تطويرها لمشروعات البنية التحتية؟
لست خبيرا اقتصاديا، ومجالي متخصص في الهندسة فقط، لكني أتوقع خلال الخمس سنوات المقبلة، أن يكون هناك تقدم أكبر، فاليوم تشهد مصر، طفرة ملحوظه وظاهره للجميع، لكن هذا التقدم سينمو بشكل كبير خلال الخمس سنوات المقبلة.
من وجهة نظرك.. ماذا ينقصنا للوصول سريعا إلى الطموح في تنفيذ رؤية مصر 2030؟
لا يوجد ما ينقص مصر أو المصريين، بينما يلزمنا أن نثق في أنفسنا وكفائتنا وتنمية ذكائنا، ونحاول تنفيذ كل أفكارنا وابتكاراتنا، وإذا تعثرنا نقف سريعا ولا نظل نبكي ونتباكى على سقوطنا.
هل واجهتك أي صعوبات خلال إشرافك على تنفيذ مشوعات البنية التحتية في مصر؟.. ومارأيك فيما يشاع عن وجود روتين ؟
لم تواجهني أي صعوبات خلال تنفيذ المشروعات البنية التحتية في مصر، بالإضافة إلى أن الصعوبات القليلة التي كانت تواجهنا كان يتم حلها سريعا، فقد كان الجميع على وعي تام بأهمية المشروعات التي تنفذ، بالإضافة إلى أن عامل الوقت كان كالسيف على رقاب الجميع، فنحن جميعا نسابق عنصر الزمن، بالتكاتف والتعاون استطعنا ونستطيع التغلب على أي صعوبات أو عراقيل قد تواجهنا، لكن الثقة الكبيرة التي أولاها الرئيس عبد الفتاح السيسي في شباب مصر وشعبها الأصيل، كانت هي الدافع الأقوى في تنفيذ كافة المشروعات القومية من أنفاق وكباري وشبكة طرق عملاقة، في وقت قياسي وإتقان أبهر الأوروبيين، لذا فإن خطة الدولة والقيادة السياسية تعتمد في المقام الأول على سواعد الشباب المصري الذكي المحب لبلده ويطمح في رفعتها، فالجميع وعلى رأسهم الرئيس السيسي يصارعون الزمن للوصول بمصر إلى مصاف الدول الكبرى، وهو ما يعني أن رأس النظام يسير على الطريق الصحيح ومن خلفه كل الشعب المصري.
في كل تصريحاتك تشدد على أهمية التعليم الفني.. كيف ترى تعامل الدولة مع هذا الملف ولماذا؟
أهمية دعم التعليم الفني والمزدوج وتغيير الصورة الذهنية التي كانت مرتبطة به في المجتمع، فالتعليم الفني والمزدوج لا يمثل أي إهانة لأي شخص، على العكس ففي أوربا من الممكن أن تجد دكتورة متزوجة من عامل فني، لكن في الحقيقة لابد أن يكون الاهتمام وفق خطة واضحة، بحيث يكون خريجي التعليم الفني حاصلين على شهادات معترف بها، بمعنى أن الطالب أو التلميذ يجب أن يدرك أنه بعد انتهاء دراسته ماذا سيستفيد هو شخصيا، وكذلك المجتمع، وأرى أن هناك الكثير من المبادرات لنشر أهمية التعليم الفني في مصر، وأنا بصفة شخصية أرحب بأى شخص يشجع ويساعد في بناء الإنسان المصري وشبابنا، فأهلا به، بحيث تكون العملية التعليمية منظمة وتحت مظلة التعليم الفني ليكون لنا رؤية نعمل على الوصول إليها.
في رأيك ما هي أفضل الدول التي يمكن الاستفادة من خبراتها في مجال التعليم الفني ونقلها إلى مصر؟
هناك الكثير من دول العالم التي سبقتنا في الاهتمام بملف التعليم الفني والمزدوج، ومنها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، لإدراكهم أهمية هذا المجال الذي استطاع النهوض بهذه الدول، لدينا تجربة سابقة لنقل الخبرات الألمانية في التعليم الفني إلى مصر، وهي موجودة بالفعل، وأقرب مثال البرتوكول الذي تم بين مصر وألمانيا، وأثمر عن مشروع مدرسة «مبارك كول»، وهي كانت خطوة رائعة للاستفادة من التعليم الفني الألماني في مصر، عبر التعليم المزدوج بفكرة جديدة، من خلال الاستفادة من الخبرات الألمانية في هذا المجال، وأرى أن الدولة المصرية تتجه إلى تدعيم هذا التوجه مالياً، بتوفير المدارس ومشروعات للتعليم الفني، كما أن لدينا في وزارة التربية والتعليم نائب للوزير للتعليم الفني، وهو ما يعني أن هذا الملف أصبح على رأس اهتمامات الحكومة.
كمهتم بملف التعليم المزدوج.. كيف يمكن الاستفادة من نشر التعليم الفني بين الشباب؟
من المهم التفرقة بين التعليم الفني والتدريب المهني، فلابد أن يسير الأثنان معاً، وألا نكتفي بالتعليم الفني فقط، كنوع من الحصول على شهادة، لكن لابد من أن يعقبه تدريب مهني على مستوى جيد، وهو الخط الذي أصبحت مصر، تسير عليه في والوقت الحالي، كما أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحرص في كل لقاءاته مع أي مستثمر على مناقشة الكيفية التي يتم من خلالها تدريب شبابنا، ومنها إرسالهم في بعثات خارجية ليروا على أرض الواقع كل ما هو جديد بهذه المجالات، مثلما حدث في موضوع الانفاق والطاقة حينما تم إرسال شباب مصريين للتدريب في الخارج، ثم عادوا إلى مصر، وأرى أن هناك شركات أجنبية كثيرة تدعم هذا المجال حاليا، إلى جانب الشركات المصرية التي اتجهت مؤخرا إلى تدرب الشباب على التعليم الفني والتدريب المهني.
هناك قوى ظلامية تشيع روح الإحباط بين الشباب.. ما ردك على ما يشاع بأن شباب مصر كسول؟
ما رأيته فى المشروعات الكبرى التي يشارك في بنائها الشباب، ذكاء وطموح بل أنه يواصل الليل بالنهار ولا ينام، وكان يستغنى عن اجازاته من أجل تلبية طموحه، فالشباب لم يكن يريد ترك المشروع إلى أن يطمأن على أكتماله وانتهائه، ولم أرى أى كسل او تكاسل، وإنما رأيت ذكاء وطموح بدون أدنى أنانية، وفى كل مجتمع بالعالم هناك المختلفين، بينما ما يميز شباب مصر أنه طموح لكنه يحتاج إلى من يشجعه حتى يثق بنفسه.
في رأيك ماذا ينقص شباب مصر ليحقق طموحاته ويبني بلده؟
بكل تأكيد، شباب مصر والمصريين جميعا يحتاج إلى رفع سقف الطموح والذكاء، وأن نثق بأنفسنا ونحاول السير فى طريقنا دون توقف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة