يحتفل العالم الإسلامى اليوم الأحد الموافق 15 ديسمبر باليوم العالمى للإفتاء، والذى حددته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية بناء على توصية من المؤتمر العالمى الخامس لدور وهيئات الإفتاء الذى عقد فى القاهرة تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهى" وقد أوصت الأمانة العامة فى البيان الختامى بإطلاق اليوم العالمى للإفتاء يوم 15 ديسمبر من كل عام وهو ذكرى إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.
وقال الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، اصطلح الناس على تخصيص بعض الأيام فى دورة السنة لبعض الأحداث والأشياء المهمة فى حياتهم، كيوم لذوى الاحتياجات الخاصة، ويوم لليتيم، ويوم لمناهضة العنف.. وهكذا، وتخصيص يوم لمثل هذه الأحداث وتلك الأمور لا بأس به، لزيادة الوعى لدى الأفراد فى المجتمع، والمشاركة المجتمعيّة حول القضيّة المطروحة فى ذلك اليوم.
وأضاف فى تصريحات خاصة، أن أمر الفتوى أمر مهم يشغل بال المسلم، لما ينبنى عليها من صحّة الأفعال التى يفعلها الإنسان، وكونها موافقة للأحكام الشرعية، لأنّ وظيفة الفتوى تبيان الحكم الشرعى للسائل، بناء على إدراك الواقع المعيش، بعد فهم النص الشرعى على وجهه الصحيح..
وتابع: قد عمل الفقهاء الأوائل، رحمهم الله تعالى، على وضع أسس وضوابط وشروط الإفتاء فى المسائل المخصوصة، ووضعوا كذلك أحكاما شرعية وقواعد أصوليّة مترتبة على معرفة حال كلٍّ من المفتى والمستفتى، كـ«قاعدة تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان والمكان والأشخاص والأحوال»، و«قاعدة لا ينكر المختلف فيه»، و«قاعدة مذهب المستفتى مذهبُ مفتيه» إلى غير ذلك من القواعد المنثورة والمبثوثة فى كتب الفقه والأصول والقواعد، والفتوى لها مجالات عمل، فمنها ما يتعلق بالشأن الخاص، ومنها ما يتعلّق بالشأن العام، ومع تطوّر حركة المجتمعات والدول أصبح للفتوى مؤسسات رسمية تفصل فى المسائل الشرعية الخاصة والعامة، وعلى رأس هذه المؤسسات "دار الإفتاء المصرية".
من جانبه قال الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتى الجمهورية، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، يأتى هذه الاحتفال تزامنا مع الذكرى الرابعة لإنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم وهى المظلة الجامعة لكل دور الإفتاء فى العالم، ويشارك فى فاعليات يوم الافتاء العالمى جمع غفير من علماء العالم الإسلامى من أعضاء الأمانة العامة وسائر العلماء المعنيين بالفتوى ولفيف من قادة الفكر والرأى المهتمين بشأن تجديد الخطاب الديني.
وكشف، اختارت الأمانة العامة شعار (الفتوى حياة) عنوانًا لمناسبة هذا العام، وهذا العنوان يعبر عن معنى غاية فى الدقة والأهمية ألا وهو أن الفتوى إذا مورست بالشكل العلمى الصحيح، وخرجت من أهلها الذين هم أهل العلم والدراية بأمور الشريعة وصناعة الفتوى؛ فإنها تكون داعمة للاستقرار والأمن والحياة
وأضاف أن الاحتفال باليوم العالمى للفتوى جاء ثمرة لجهود جبارة ومتواصلة قامت بها غبر سنوات مؤسسة الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم منذ إنشائها، حيث حرصت المؤسسة على جمع المؤسسات العالمية الإفتائية على مستوى العالم تحت مظلتها لتوحيد الرؤية الإفتائية فى العالم وحمايتها من اختراقات الجماعات المتطرفة وتحريرها من براثن الرؤية المتشددة التى تحملها هذه الجماعات.
وكشف أن فعاليات إحياء هذا اليوم سيتضمن دعوة الإعلاميين والصحفيين وخطباء المساجد فى كل دولة للتعريف بمؤسستها الإفتائية ونشر مفاهيم الشعار الذى يتم تحديده، ونشر مقال رسمى يكتبه المفتى الرسمى فى كل دولة وعقد لقاءات مرئية ومسموعة متعلقة بهذا الشعار أو بالمؤسسة، عمل فيلم وثائقى لكل مؤسسة إفتائية على حدة للتعريف بها وبالخدمات الإفتائية التى تقدمها، وعمل أنشطة لزيادة الوعى والتحذير من الفتاوى المتطرفة والمغلوطة وإبراز المعايير الصحيحة للفتوى الشرعية المنضبطة.
بالإضافة إلى إقامة ندوات جماهيرية فى المساجد أو الأماكن العامة الذى يُتاح فيها ذلك، وتوزيع مطويات ونشرات تعريفية عن الفتوى وآداب المستفتى، و قد فعاليات علمية متصلة بشعار اليوم العالمى للإفتاء الذى تم تحديده، وتشجيع تبادل الزيارات العلمية بين دور الإفتاء فى شهر ديسمبر، وتنظيم قوافل إفتاء ميدانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة