تعرض مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى مدريد لخطر الفشل بعد أن أدت المفاوضات بين الدول المشاركة إلى المزيد من الانقسامات حول مواجهة الاحتباس الحرارى.
واعترض مندوبو الدول الغنية والدول العملاقة الناشئة وأفقر دول العالم على مشروع نص نهائى كشفت عنه تشيلى فى محاولة فاشلة لإيجاد حل مشترك.
وفى أعقاب عام شهد كوارث عنيفة مرتبطة بالمناخ مثل العواصف القاتلة والفيضانات وحرائق الغابات بالإضافة لإضرابات أسبوعية لملايين الشبان، فشلت المفاوضات فى مدريد أن تصل إلى معالجة تلك الأزمات، وفقا لصحيفة "لابانجورديا" الإسبانية.
وتم مد فترة انعقاد مؤتمر المناخ الـ25 لليوم الأحد، بعد أن كان مقررا اختتامها الجمعة الماضية ، وذلك بعد خلاف بين العديد من الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى والدول الجزرية الصغيرة من جانب، ودول ذات اقتصادات أكبر مثل الصين والهند واليابان والبرازيل وأستراليا من جانب آخر، إذ رفضت الأخيرة دعوات الأولى للتعهد بعمليات خفض أكثر طموحا للانبعاثات، العام المقبل.
وتعرض الفريق التشيلى ، بقيادة وزير البيئة ، كارولينا شميدت ، لانتقادات من قبل منظمات دولية مختلفة بسبب بطء المفاوضات التى تجريها تشيلى ، والذى اعتبره "خائب الأمل" من قبل خبراء دوليين، بالإضافة إلى ذلك ، كما من المتوقع حدوث مشكلات أيضًا فى الجلسة العامة للمفاوضات التى تجريها تشيلى ، لأن الوفد الوطنى لن يتصرف "بالجهد والإلحاح" الذى يستحقه المؤتمر، حسبما ذكرت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقالت كريستا ميكونين، وزيرة البيئة الفنلندية، التى تحدثت باسم الاتحاد الأوروبى فى الجلسة الأحدث من المحادثات أنه سيكون "من المستحيل أن ننصرف" دون الاتفاق على "رسالة قوية" حول الحاجة إلى مضاعفة التعهدات بخفض الانبعاثات العام المقبل، مضيفة أن "هذا شىء يتوقعونه منا فى خارج المؤتمر ونحتاج إلى أن نستمع لنداءاتهم".
وأكد محمد أدو، مدير مركز الأبحاث المعنى بالمناخ والطاقة "باور شيفت أفريكا"، أنه "فى الوقت الذى يصطف العلماء للتحذير بشأن العواقب المرعبة إذا استمرت الانبعاثات فى الزيادة، وينزل أطفال المدارس إلى الشوارع بالملايين، ما لدينا هنا فى مدريد خيانة لمستقبل الآلاف من الأطفال من دول مثل الهند".
وقال الخبير "من غير المقبول تماما أن يبتعد النص عن اتفاق باريس الذى أعطانا الكثير من الأمل فى المراجعة الطموحة ".
من جانبه ، صرحت جينيفر مورجان ، مديرة منظمة السلام الأخضر الدولية ، بأن "الرئاسة التشيلية لديها وظيفة تقوم بها ، وهى حماية سلامة اتفاق باريس وعدم السماح للجشع والسخرية بتدمير، ولكنها فى الحقيقة فشلت فى ذلك ".
بدوره، انتقد ألديم ميير، مدير السياسات والاستراتيجيات فى "اتحاد العلماء المهتمين"، المسودة، وقال: "أحضر مفاوضات المناخ تلك منذ بدايتها لأول مرة فى 1991، لكنى لم أر على الإطلاق الانفصال الكامل تقريبا الذى رأيناه هنا... فى مدريد بين ما يطلبه العلماء والناس فى العالم، وبين ما يقدمه مفاوضو المناخ، الكوكب يحترق ونافذتنا للخروج تصبح أصعب وأصعب كلما طال فشلنا فى التحرك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة