أكرم القصاص - علا الشافعي

ملاحظات على هامش جلسة " تعزيز التعاون من أجل المتوسط" بمنتدى شباب العالم.. كيف يصمت العالم على بلطجة أردوغان من قبرص إلى ليبيا؟ ومن يحمى الديكتاتور العثمانى وهو يخالف القانون الدولى بالاتفاق مع إخوان طرابلس؟

الأحد، 15 ديسمبر 2019 09:00 م
ملاحظات على هامش جلسة " تعزيز التعاون من أجل المتوسط" بمنتدى شباب العالم.. كيف يصمت العالم على بلطجة أردوغان من قبرص إلى ليبيا؟ ومن يحمى الديكتاتور العثمانى وهو يخالف القانون الدولى بالاتفاق مع إخوان طرابلس؟ منتدى شباب العالم
كريم عبد السلام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-

هل يتحقق أمن دول المتوسط في ظل التوجهات العدوانية للسلطان العثمانى المزيف؟

-

أردوغان ينتزع صمت أوربا أوربا بورقة اللاجئين والإرهابيين على أراضيه .. حتى متى ؟

-

نظام العثمانلى يروج أنه مدعوم من الإدارة الأمريكية بينما يسعى لتسويق نفسه " رجل المهام القذرة" في المنطقة

 

شهدنا اليوم جلسة "سبل تعزيز التعاون بين دول المتوسط " ضمن فعاليات منتدى شباب العالم المنعقد بمدينة السلام  شرم الشيخ ، وخلال الجلسة توالت الانتقادات للنظام التركى بقيادة أردوغان الذى يمارس سياسات البلطجة وتجاوز القوانين الدولية ، كما يدعى علنا مكافحة الإرهاب بينما نظامه من أكثر أنظمة العالم دعمل للجماعات الإرهابية ، فهو كان من أوائل المسئولين التنفيذيين الذين أقاموا معسكرات للإرهابيين على الأراضى التركية كما تولى تدريبهم ونقلهم إلى الأراضى السورية والعراقية لإقامة إمارة الإرهاب " داعش" ، التي أقام مع أمرائها علاقات إجرامية استطاع من خلالها شراء النفط العراقى والسورى المهرب بأبخس الأسعار عبر إبنه بلال ، فيما عرف إعلاميا بفضيحة شاحنات النفط 

 

الجلسة حضرها الرئيس السيسي و وزير الدفاع اللبنانى إلياس بو صعب و فوتيس فوتيو المفوض الرئاسى القبرصى للشئون الإنسانية والقبارصة المغتربين و صوفيا زاكاركي، نائب وزير التعليم باليونان وممثلين عن عديد من البلاد الأفريقية والأوربية المطلة على البحر المتوسط ، حيث استعرض المشاركون في الجلسة آفاق التعاون بين بلدان المتوسط وتوالت الاتهامات والانتقادات لممارسات الرئيس التركى الإخوانى رجب أردوغان ، وندد فوتيس فوتيو المفوض الرئاسى القبرصى ، بالاتفاقية البحرية بين تركيا وليبيا، مشددا على أن هذه الاتفاقية مخالفة للقانون الدولى لأنها تعطى حقا حصريا لأنقرة فى التنقيب بالمنطقة الاقتصادية الليبية ، كما اتهم فوتيس فوتيو تركيا باحتلال73  % من مساحة قبرص، كما يسعى أردوغان إلى توجيه المهاجرين من الجانب القبرصى الذى تحتله إلى دولة قبرص عضو الاتحاد الأوربي ، وهو ما يستلزم ردا فوريا من المجتمع الدولى، 

ومن جانبها اتهمت صوفيا زاكاركي، نائب وزير التعليم باليونان، تركيا أردوغان بأنها لا  تلتزم بالقانون الدولى ولا بالاتفاقات الموقعة بين البلدين وأن أردوغان يتعمد إغراق اليونان بالمهاجرين الأمر الذى يعتبر سياسات عدائية ومخالفة للقانون الدولى

مثل هذه الاتهامات وغيرها يقابلها المجتمع الدولى والقوى الكبرى المهيمنة على المؤسسات الأممية بصمت مريب ، يدفعنا إلى إعادة وضع النقاط على الحروف فيما يقوم به الإخوانى رجب أردوغان الذى يبطش بشعبه التركى ويزج بهم في السجون والمعتقلات ويطيح بجميع مواثيق حقوق الإنسان ، كما يمارس سياسة البلطجة ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة والابتزاز واستخدام الشعارات الدينية المتطرفة لإشعال الفتن في المنطقة العربية وجنوب أوربا ، فهو يهدد قبرص ويخترق مياهها الاقتصادية كما يطلق التصريحات العدائية تجاه اليونان ومصر ، بل يتبجح بأنه لن يكون هناك اتفاق للغاز في شرق المتوسط إلا إذا كان طرفا فيه ، وهو يظن الدول التي يتحدث عنها سواء مصر واليونان أو قبرص لقمة سائغة يمكن أن يعتدى على حقوقها بسهولة كما فعل واحتل شريطا حدوديا من الأراضى السورية

 

أردوغان ينتزع صمت الدول الأوربية الكبرى بورقتين أساسيتين ، الورقة الأولى هي اللاجئين الذين يحتفظ بهم على أراضيه ليس بقصد الإنسانية وإنما لابتزاز أوربا والتكسب من خلال هذه الورقة وإلا هدد بفتح الحدود وإطلاق اللاجئين باتجاه ألمانيا وفرنسا وساتئر الدول الأوربية الأخرى ، وبينهم بالطبع مجموعات الإرهابيين القتلة الذين يمثلون قنابل موقوتة يمكن أن تصيب الأمن الأوربي في مقتل ، أما الورقة الثانية فهى الديون الطائلة التي اقترضتها تركيا رسميا أو عبر مؤسسات القطاع الخاص من البنوك الأوربية والتي بلغت في بعض التقديرات نحو  300 مليار دولار وهو يلوح أحيانا بإسقاط هذه الديون من جانبه حال تعرض لعقوبات مؤثرة أو مقاطعة من الاتحاد الأوربي

 

بالتأكيد لن يستطيع المدعو أردوغان أن يهدد الأمن المصرى أو اليوناني إلا وسيواجه ردا على الأرض سيجعله يعرف حجمه جيدا ، لكن الملاحظ في هذا السياق هو صمت المجتمع الدولى والقوى الكبرى عن الممارسات العدوانية التي يقوم بها أردوغان ؟ فهل هو حقا يسدى الخدمات الأمنية لواشنطن ؟ وهل هو شرطي واشنطن في المنطقة بدلا من الدور الذى كان يلعبه شاه إيران قبل حكم  الخمينى وآيات الله ؟ إن أي تحرك عدائى في المنطقة العربية والبحر المتوسط وصولا إلى المضايق قى باب المندب أو هرمز أو جبل طارق لا يمكن أن تصمت عنه الأساطيل الأمريكية المنتشرة في المنطقة ، فهل نحن بصدد تسخين جديد للمنطقة يقوم به رجل المهام القذرة وعراب الإرهاب التركى؟

 

وقائع الأمور على الأرض تقول إن إسرائيل جزء من اتفاق شرق المتوسط مع مصر وقبرص واليونان ، ثم لبنان لاحقا والأراضى الفلسطينية التي تشير المؤشرات إلى تمتع كل منهما باحتياطات كبيرة من الغاز في المناطق الاقتصادية الخاصة بهما ، فكيف إذن تمنح واشنطن أردوغان الضوء الأخضر لتهديد المشروع الذى تستفيد منه تل أبيب استفادة كبيرة؟ أم أن أردوغان يبادر كعادته بالتهديد والعدوان اللفظى عسى أن يصل كما يتمنى إلى نقطة تفاوض يحصل من خلالها على بعض المكاسب خاصة وأنه من البلاد غير المتمتعة بأى مصادر للطاقة التقليدية وفاتورة النفط تكلف الموازنة التركية ما يقرب من خمسين مليار دولار سنويا

 

معادلات القوى أيضا تؤكد أن أردوغان لن يقدم على تنفيذ الاتفاقية الشائهة وغير القانونية التي أبرمها مع إخوان طرابلس في غيبة البرلمان ، وكأنها اتفاقية أعطى فيها من لا يملك إلى ما لا يستحق ، كما أنه لن يقدم على خطوة علنية ينزل فيها جنوزده على الأراضى الليبية في المناطق القليلة التي تسيطر عليها ميليشيات السراج ، لأنه بذلك كمن يعلن الحرب على مصر ويعتدى على أمنها القومى بصورة مباشرة ، بعد أن ظل يدعم جماعات الإخوان الإرهابية ومنصاتها الإعلامية وكذا خلاياها الإرهابية وميليشياتها داخل مصر بالأموال والسلاح

 

لسنا قلقين من أي نتائج لتصرفات أردوغان المتهورة في البحر المتوسط أو على حدود دول الجوار لمصر ، فالقوات المسلحة المصرية التي استطاعت حفظ الأمن داخليا وعلى الحدود الأربعة المستهدفة من الجهات المعادية ، تستطيع بحول الله وقوته أن ترد كيد المعتدين في نحورهم ، ولكن السؤال يظل معلقا بدون إجابة : من يوفر غطاء الحماية لعراب الإرهاب البلطجى أردوغان؟!










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة