عام 1974 ولدت طفلة أسماها والدها "نجاح" كان يتمنى لها النجاح فى حياتها، وأن تأخذ من اسمها نصيبا، إلا أنها عندما كبرت، وبدأ يشتد عودها، قررت أن تتغلب على الصعاب التى تواجهها وأسرتها بطريقتها الخاصة، الطريقة التى رأت فيها دربا سهلا للثراء، ومن شأنها إذا نجحت بها، تكوين ثروة طائلة، تؤمن لها مستقبلها، وتعوضها عن سنوات المعاناة التى عاشتها.
قررت "نجاح" أن تصبح "نشالة"، وأن تستغل مهارتها وخفة يدها، ونحولة جسدها فى تلك المهنة، خاصة بعد أن تعرفت على فتاة بعمرها، وعرضت عليها مشاركتها فى تلك الحرفة التى ادعت لها، أنها ستأكل من خلفها الشهد.
بدأت "نجاح" فى ممارسة مهنتها الجديدة، نجحت فى ارتكاب العديد من جرائم النشل، كانت تستغل التزاحم بوسائل المواصلات، والأسواق، وتستهدف السيدات والفتيات، حتى ذاع صيتها، وبدأ رجال المباحث فى رصدها، لتسقط فى قبضة ضباط مباحث مركز شرطة ناصر ببنى سويف، فى أول قضية تسجل بتاريخها الإجرامى، عندما بلغ عمرها 14 سنة.
خلال رحلة "نجاح" وتنقلها بين المحافظات، تم القبض عليها فى العديد من جرائم النشل والسرقة، حتى تعرفت على عاطل يدعى "أ.ح" بمحافظة الفيوم، التقت به وقررا استكمال المشوار سويا، رأته مناسبا لها، ورأى فيها وسيلة لتحقيق حلمه بالثراء.
قبل 25 عاما، أنجبت نجاح من زوجها طفلة، مرت السنوات وبدأت الابنة تكبر، فقرر والديها استغلالها فى ممارسة نشاطهما، خاصة أن "نجاح" الأم، أصبحت مرصودة من جانب رجال المباحث، ولجأت الأسرة إلى تكوين تشكيل عصابى مكون من ثلاثتهم، مستخدمين حيلة لارتكاب جرائمهم، حيث وزعوا المهام بينهم، بتولى الابنة اختلاق الحديث مع الضحية المستهدفة، ثم ادعاء تعرضها لوعكة صحية، وخلال محاولة الضحية مساعدتها، تظهر الأم لتقديم المساعدة لها وعرض نقلها إلى الطبيب، وخلال تنفيذ السيناريو المتفق عليه، يتم مغافلة الضحية، وسرقة مصوغاتها الذهبية، ومحتويات حقيبتها، فى الوقت الذى ينتظر الأب بسيارته الملاكى انتهاء زوجته وابنته من تنفيذ الخطة للهرب بهما.
ارتكب التشكيل العصابى العائلى العديد من جرائم النشل والسرقة، حتى تمكن الثلاثة من تكوين ثروة طائلة، وقرروا نقل نشاطهم إلى أحد الأحياء الراقية بمحافظة الجيزة، اشترى الأب فيلا فارهة بمدينة الشيخ زايد، للانطلاق منها لتنفيذ جرائمهم والعودة إليها مرة أخرى، و3 سيارات ملاكى حديثة، وأعلنوا عن انضمامهم للعائلات الثرية، وخلال السنوات الماضية تم القبض على "نجاح" الأم فى 35 قضية نشل وسرقة، بينما تم القبض على الابنة فى قضية نشل واحدة، وكان تاريخ الأب ملوثا بقضية مخدرات واحدة.
اتجهت الأسرة إلى المولات التجارية الشهيرة لممارسة نشاطها، بعدما أصبحت الابنة تبلغ من العمر 25 عاما، حتى تعددت البلاغات أمام الرائد كريم سمير رئيس مباحث قسم شرطة أول الشيخ زايد، عن تعرض عدد من الفتيات والسيدات للسرقة، كان أخرها تعرض ربة منزل لسرقة أسورتين ذهب، عقب افتعال المتهمة الصغيرة حديث معها.
بإجراء التحريات توصل الرائد كريم سمير ومعاونيه النقيبان طارق الحمزاوى، وإسلام شوق إلى هوية المتهمين، وعقب رصد تحركاتهم تم الحصول على إذن من النيابة لضبطهم.
وبإعداد عدة أكمنة، تمكن الرائد كريم سمير، والنقباء على أمجد، وعمر منصور، وأحمد بدوى، وأمناء شرطة وليد فاروق، وإسلام مصطفى، وخالد السيد، من القبض عليهم، وبمواجهتهم اعترفوا بصحة الاتهام المنسوب إليهم، وضبط بحوزتهم مبلغ مالى، كما تم التحفظ على 3 سيارات ملاكى تم شرائها من بيع المسروقات.
حرر محضر بالواقعة، وأمر اللواء محمود السبيلى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بإحالتهم إلى النيابة للتحقيق.