على مدار سنوات طويلة فشلت الحكومات المتعاقبة فى إعادة النيل لقدسيته والحفاظ على حرمته بسماحها بانتشار التعديات والمخالفات على طول مجرى النيل وتلويثه، رغم أن أجدادنا الفراعنة كانوا يقسموا أمام الألهة بأنهم لم يلوثوا النهر، كدليل على احترامهم لهذا النهر العظيم ، فهو أطول أنهار العالم حيث يبلغ طوله حوالي 6.650 كم، وتبلغ مساحته 3.349.000 كيلو متر تقريباً.
ووضعت الحكومة مخططا فنيا وهندسيا لتطوير كورنيش النيل بالقاهره الكبرى والمحافظات لإنشاء مشروع ممشى أهل مصر تنفيذا لتكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع مخطط متكامل للاستفادة من عمليات إزالة التعديات على مجرى النيل الرئيسى، وفرعيه واستخدامها فى مشروع لتطوير الواجهات النيلية على طول نهر النيل من مدينة أسوان وحتى القاهرة، وامتداد فرعى دمياط ورشيد، حيث يتم حاليا تطوير الكورنيش وانشاء كورنيش جديد بطول مسار النيل من كوبرى امبابة إلى كوبرى 15 مايو يتضمن إنشاء مرسى يخوت ولسان مشاة على النهر ومسرح مكشوف للحفلات الغنائية على النيل ومطاعم وكفيتريات وأماكن للجلوس ونوافيرر وبرجولات وتنتهى هذه المرحلة بعد 20 شهراً من نوفمبر 2019.
وأكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، أن مشروعات تطوير الوجهات النيلية هدفه تطهير المجرى النهرى والحد من ظاهرة انتشار الحشائش والإطماء وتوسعة وتهذيب المجرى الملاحى لنهر النيل للحفاظ على استيعابه لكميات المياه وتحسين تدفق سريان المياه فى فترة أقصى الاحتياجات لضمان وصولها الى مستخدميها، علاوة على مواجهة ومنع التعديات والعشوائيات والارتقاء حضاريًا بها بهدف الحفاظ على النيل من التعديات وإنشاء ممشى سياحى وترفيهى ومنتزه للمواطنين.
وأضاف عبد العاطى: "نهر النيل ليس ملكًا لأحد بل هو ملك لجميع المصريين، باعتبار أن أراضى النهر وجوانبه تمتلكها الدولة، ولن يسمح بالعودة إلى فوضى التعديات مرة أخرى، مشيراً إلى أن قانون الموارد المائية الجديد يسمح بتشديد عقوبة التعدى على النهر .
وأشار عبد العاطى، إلى أن دول العالم التى تملك أنهارًا حريصة على تعظيم الاستفادة منها سياحيًا والتعامل معه كمنتزه للمواطن مثلما نهر السين فى فرنسا، مؤكداً أن الحكومة حريصة على حسن إدارة مواردها، بما فيها المجرى الرئيسى للنهر، وأن مشروعات الممشى بالمحافظات سوف يصاحبها إنشاء مراسى ملاحية نهرية.
من جانبه أشار علاء خالد، رئيس قطاع تطوير وحماية نهر النيل، إلى أن مشروع ممشى أهل مصر من المشروعات الطموحة التى تخطط الوزارة لامتداده من حلوان حتى القناطر الخيرية بطول 40 كيلو مترا، وقد تم تنفيذ كيلو و600 متر بالبر الشرقى لنهر النيل من كوبرى قصر النيل حتى 15 مايو مرورا بكوبرى 6 أكتوبر، حيث تم انشاء مشروع ممشى اهل مصر بطول 260 متر فى القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية.
وحول حماية النهر من التلوث، أكد خالد، أن تكاتف جميع الوزارات مثل "الإسكان والبيئة والسياحة والداخلية" كفيل بحماية النيل من التلوث والتعديات، مشيراً إلى أنه لكل وزارة دور محدد ولا ننسى الدور الأهم للمواطن فى الحفاظ على نهر النيل وحمايته، وللتلوث مصادر كثيرة حيث تم القضاء على الكثير منها مثل الأقفاص السمكية والصرف الصناعى وورد النيل وصرف العائمات السياحية.
وأوضح خالد، أن هذه الأعمال لها مردود اقتصادى لأنها تحافظ على جوانب نهر النيل من الانهيارات، وبالتالى الحفاظ على مساحة الرقعة الزراعية من التآكل، وأيضا التجمعات السكنية القديمة الموجودة والمنشآت السياحية، كما أنها تمنع تماما التعديات على نهر النيل ولها مردود حضارى وبيئى لأنه يتم تطوير وجهات القرى، كما أن لها مردود اجتماعى أيضا لأن المشروع أتاح فى مرحلتيه الأولى والثانية مليونا و500 ألف يومية عمل، وأن 80% من هذه الأعمال نفذت فى محافظات الصعيد وهو ما سينعكس على جوانب نهر النيل وإظهاره بالمظهر الحضارى الذى يليق به وبالمصريين.
من جانبه قال المهندس شحته إبراهيم رئيس قطاع التوسع الأفقى والمشروعات بوزارة الرى أنه تم انشاء 4 مواقع كمراسي للاتوبيس النهرى بمحافظة الدقهلية للاتوبيس النهرى بمدينة المنصورة حيث تتمتع مدينة المنصورة بمرور نهر النيل بها بمسافة في حدود 10 كيلومتر وكان من الضروري استغلال هذه المسافة في النقل النهرى فقد كانت نواه المشروع منذ اكثر من خمس سنوات ومع ازدياد الكثافة السكانية المطردة مما اوجد حل لمحاولة تقليل التكدس المروري خاصة بمنطقة الكورنيش وكان مشروع المراسي حلا يمكن من خلالة سحب نسبة مقولة من التكدس المروري بمسار الكورنيش ذهابا وايابا بدءا من محافظة الدقهلية الى جامعة المنصورة وتقدر تلك المسافة بحوالي 6.00 كم .
وأوضح أن المشروع يهدف إلى الحفاظ على النهر وخلق مجال ترفيهى للمواطنين، اولهم مرسي محافظة الدقهلية وهو بجوار مبنى المحافظة مباشرة ثم التالى مرسى المدير وهو أمام شارع المدير وشارع بورسعيد وهو اكبر تكدس تجارى بالمنصورة ثم موقع شجرة الدر وهو بجوار حديقة شجرة الدر ويخدم اكبر تجمع صحي بالمنصورة حيث أنه يوجد جميع المستشفيات بجميع التخصصات بتلك المنطقة واخرهم مرسى جامعة المنصورة وهو اكثرهم كثافة طلابية خاصة بفترة الدراسة، وأن المسافات البينية بين كل مرسى والآخر تصل الى 2 كيلو متر بتكلفة حوالي 22 مليون جنيه لمنشآت المراسى وأكثر من 10 مليون للوحدات النهرية المستخدمة .
وأضاف إبراهيم أن الأعمال تمت بمستوى اكثر من حضاري نفذ لاول مرة بهذا المستوى بالجمهورية ويمكن أن يخدم جميع المحافظات التي تطل على نهر النيل بسحب نسبة من التكدس المروري بها .
وأضاف إبراهيم أنه جارى عمل مرسيين بالبر الغربي وهما بمدينة طلخا لربط جميع القرى التابعة لطلخا بالمنصورة سواء تجاريا او دراسيا او علاجيا حيث المنصورة بها اكبر صرح استشفاء سواء للكلى او الكبد او المستشفيات الجامعية والطوارئ، و التجهيز لاستكمال المنظومة لاستغلالها في السياحة الدينية الى مدن ميت غمر واجا وشربين والسفر ايضاً، وسيكون استغلالها في السياحة والترفيه في فترات توقف النقل بحسب العقود المبرمة مع الشركات المشغلة ومحافظة الدقهلية.
وأشار إبراهيم إلى أن الوزارة تنفذ حالياً تطوير وجهة النيل بابو الفدا بمحافظة االقاهرة بمساحة 2700 م2، ويتضمن المخطط حالياً مشروع ممشى اهل مصر بمدينة سوهاج – محافظة سوهاج بطول 650 م ، ومحافظة بنى سويف بطول 1500.
وفى السياق ذاته كشف الدكتور خالد عبد الحى رئيس المركز القومى لبحوث المياه أنه تم انشاء قاعدة بيانات بيانات جغرافية للمراسى الواقعة على نهر النيل وفرعيه، ومحطات المياه الواقعة على النيل وفرعيه، وقاعدة بيانات جغرافية للموانئ الواقعة على نهر النيل وفرعيه، وقاعدة بيانات جغرافية لمحطات الكهرباء الواقعة على نهر النيل وفرعيه، وقاعدة بيانات جغرافية لمحطات رصد مناسيب المياه والتصرفات الواقعة على نهر النيل وفرعيه، وقاعدة بيانات جغرافية لمحطات رصد نوعية المياه الواقعة على نهر النيل وفرعيه.
وأضاف عبد الحى أن هذا النظام يتميز بواجهة مستخدم سهلة وواضحة الاستخدام، مما يوفر الوقت والجهد فى استخراج أى بيانات ومعلومات بصورة سهلة ودقيقة كما يمكن تحليل هذه البيانات واستخراج تقارير نهائية مدعمة بخرائط رقمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة