بات المهاجم الصريح أو القناص عملة نادرة فى الكرة المصرية، وأصبحت الكرة المصرية تعانى بشدة بسبب غياب المهاجم القوى الذى يستطيع استغلال أنصاف الفرص وترجمتها إلى أهداف حقيقية فى شباك المنافسين، وألقت هذه الأزمة بظلالها على المنتخبات المصرية التى افتقرت بقوة إلى المهاجمين بينما راحت الأندية للبحث عن ضالتها فى اللاعبين الأجانب كحل مؤقت ومسكن للأزمة.
وعلى مدار التاريخ، شهدت الملاعب المصرية العديد من الأسماء الرنانة فى خط الهجوم، والذين سجلوا أهدافا لا تنسى أبرزهم على سبيل المثال حسام حسن نجم الاهلى ومنتخب مصر السابق، وعماد متعب نجم الأهلى والمنتخب السابق ، وعمرو زكى هداف الزمالك والمنتخب السابق وغيرهم من الأسماء التى حفرت أسمائها بأحرف من ذهب فى سجلات الكرة المصرية، إلا ان الأوضاع اختلفت حاليا وغاب المهاجم القناص عن الملاعب المصرية.
فى هذا الصدد، يقول مصطفى يونس نجم الأهلى الأسبق أن عدم وجود مهاجم قوى يقود الفراعنة سببه الرئيس اتحاد الكرة الذى وافق على ضم كل ناد لأربعة لاعبين أفارقة وهو ما قتل اللاعبين المصريين فى هذا المركز خاصة أن جميع الأندية تستسهل وتضم مهاجمين أفارقة وهو ما جعل مركز المهاجم يعانى من نقص حاد.
وطالب يونس اتحاد الكرة بالتراجع عن قرار زيادة اللاعبين الاجانب أو الأفارقة، لأنه قتل العديد من المواهب كما قطع الطريق على قطاعات الناشئين لمنح الفرصة للاعبين الواعدين.
بينما يرى أحمد بلال نجم الاهلى السابق أن اللعب بمهاجم وحيد يعتبر سببا رئيسيا في عدم ظهور العديد من المهاجمين الشباب ما أدى في النهاية لقلة العدد الذي نراه حاليا في الدوري بالإضافة لعدم رغبة المدربين في المجازفة.. وأضاف بلال أن المدربين فى مصر يحبون الاعتماد على المحترفين من إفريقيا بسبب قوتهم البدنية وسرعتهم وهذا عامل مساعد في اختفاء المهاجم المصري".
فيما أكد ضياء السيد مدرب منتخب مصر السابق أن طرق اللعب الحالية وخاصة فى منتخب مصر ظلمت المهاجمين ، موضحا أن الأزمة فى طرق اللعب الحديثة التى باتت لا تعتمد على المهاجم الصريح ولكن على المهاجم الوهمى بجانب الواجبات الجديدة للمهاجم وهى التحرك على الأطراف والنزول لوسط الملعب لمساعدة زملائه، كل ذلك أثر على وجود قناص أو هداف حقيقى فى مصر.
ومن جانبه، قال حلمي طولان المدير الفني لفريق انبى، أن الكرة المصرية تواجه أزمة كبيرة خلال المرحلة الحالية بسبب اعتماد معظم أندية الدوري الممتاز على مهاجمين أجانب.
وقال طولان إنه على الجهاز الفنى للمنتخب الوطني بقيادة حسام البدرى، إيجاد طريقة لعب تتناسب مع عدم وجود رأس حربة قوي مثل الطريقة التي يعتمد عليها ليفربول في وجود النجم محمد صلاح والتي تعتمد على اللا مركزية في تحرك رباعي خط الهجوم، موضحا أن مصطفى محمد يعتبر حالة استثنائية وخامة مبشرة لقيادة هجوم المنتخب فى الفترة المقبلة ولكنه يحتاج لمزيد من الخبرات حتى يحصد لقب مهاجم منتخب مصر الأول بعدما حصد لقب هداف بطولة أمم افريقيا تحت 23 سنة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة