«ولايات ميكرونيزيا» دولة آسيوية لا يتعدى سكانها حاجز الـ 113 ألف نسمة، وتتألف من 600 جزيرة، إلا أن أهميتها كانت ولا تزال استثنائية فى صراع موازين القوى بين الشرق والغرب، فوقوعها فى غرب المحيط الهادى شكل بحكم الجغرافيا عاملاً حوياً للأمن القومى الأمريكى، ونقطة تأمين حتمية بطبيعة الحال بالنسبة إلى الصين.
وبعد سلسلة من الاغراءات الأمريكية، استطاعت الصين مؤخراً أن تحصل على مكانة هامة لدى تلك الدولة المؤلفة من سلسلة جزر ذات أهمية استراتيجية فى غرب المحيط الهادى، بحسب تقرير نشرته شبكة يورو نيوز.
ويزور دافيد بانويلو، رئيس ولايات ميكرونيزيا الموحدة الصين هذا الأسبوع، حيث حاول الرئيس الصينى شي جين بينج وغيره من كبار المسؤولين تقديم عروض لصفقات التعاون الاقتصادى.
وتشترك كل من جزر ميكرونيزيا ومارشال وبالاو في اتفاق ارتباط حر مع الولايات المتحدة حيث يمنح واشنطن سيطرة عسكرية على أراضى البلاد والمياه الاقليمية والمجال الجوى مقابل الحصول على مئات الملايين من الدولارات فى صورة مساعدات وامتيازات اخرى. ولكن فى السنوات الأخيرة اتجهت جزر ميكرونيزيا بشكل متزايد إلى بكين للاستثمارات والمساعدات الاقتصادية.
ووفقا لخبراء تحدثوا لـ"يورو نيوز"، تضمن هذه البلدان، بالإضافة إلى جزر جوام ومارينا الشمالية للولايات المتحدة السيطرة على أكثر من 3 مليون ميل مربع غرب المحيط الهادى مما يدعم هيمنة واشنطن على المحيط.
ولكن من المقرر أن ينتهى سريان الاتفاقية وبرنامج تمويلها في الفترة 2023-2024، ونتائج المفاوضات لتمديدها غير مؤكدة.
وفي نفس السياق، قال جوناثان بريك، مدير برنامج جزر المحيط الهادئ في معهد لوي، وهو مركز أبحاث مقره سيدني: بدأت الصين تقوية علاقاتها مع جزر المحيط الهادى منذ عام 2006 وفازت بالعقود ومشاريع البنية التحتية الحكومية منذ ذلك الحين.
ووفقا للتقرير قامت الصين ببناء المكاتب الحكومية الرئيسية في ميكرونيزيا بالإضافة الى مساكن الرئيس ونائب الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس القضاة، واستاد رياضي، وعقد الرئيس الصيني قمة مع قادة ميكرونيزيا وسبع دول صغيرة أخرى لتقوية العلاقات الدبلوماسية قبل اجتماع آسيا والمحيط الهادى غينيا الجديدة في نوفمبر من العام الماضي.
وعلى الجانب الآخر، تحاول واشنطن عدم السماح للصين بالتوغل فى جزر ميكرونيزيا، حيث استضاف الرئيس ترامب قادة دول الاتفاق فى أول زيارة لهم على الإطلاق إلى البيت الأبيض فى مايو الماضى.
كما زار وزير الخارجية مايك بومبو ميكرونيزيا في أغسطس وأعلن خلال الزيارة عن بدء مفاوضات لتمديد الاتفاق وقال ان دول الاتفاق "تدعم الديمقراطية في وجه الجهود الصينية لإعادة رسم المحيط الهادئ".
وبالنسبة للصين قال المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع الصينية وعميد الإعلام والشؤون العامة في جامعة الاتصالات الصينية يانج يوجون أن المخاوف بشأن الطموح العسكرى للصين لا أساس لها.
وقال لشبكة ان.بي.سي نيوز على هامش منتدى للشؤون الدولية فى بكين، إن اتفاقات التعاون الصينية مع هذه الدول مبنية على المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل وستسعى دائما لتعزيز السلام والاستقرار فى المنطقة.
وهاجم وزير الخارجية الصينى وانج يي جهود واشنطن لتشويه سمعة الصين، قائلا إن الولايات المتحدة تشوه النظام الاجتماعي في الصين ومسارها التنموى وكذلك تعاونها مع الدول الأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة