لم يكن أكثر المتشائمين فى إسرائيل يتخيل أن تكون نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ستكون هو الجلوس فى منزله ، بعدما قضى 10 سنوات كاملة على كرسى رئيس الوزراء الإسرائيلى على مدار 3 ولايات متتالية بسبب اتهامه بالفساد المالى، الأمر الذى أدى إلى خروج مئات الألاف من الإسرائيليين فى مظاهرات على مدار أسبوعين.
وتظاهر الآلاف من الإسرائيليين، يومى السبت الماضى وقبله فى تل أبيب للمطالبة باستقالة "نتنياهو" وتجمع المتظاهرون فى ميدان هابيما بوسط تل أبيب، وهو يحملون لافتات "نتنياهو.. ارحل، إسرائيل الأهم".
مظاهرات فى تل ابيب ضد نتنياهو
ونظمت المظاهرات"حركة من أجل حكومة المساواة" الحقوقية، وذلك ردا على المظاهرات المؤيدة لنتنياهو التى جرت الثلاثاء الماضي في تل أبيب.
وتظاهر الآلاف في تل أبيب الثلاثاء الماضي دعما لرئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود، حيث زعموا أن الادعاء العام هدفوا إلى اتهامه بالفساد في محاولة للإطاحة به.
ولم يحضر نتنياهو المظاهرات على الرغم من أن كان هناك تقارير إعلامية تشير إلى احتمال مشاركته، كما لم يشارك أعضاء من الليكود أو الحكومة في هذه التظاهرات.
وكان المدعى العام الإسرائيلي أفيحاي مندلبليت قد وجه اتهامات رسمية إلى نتنياهو بالفساد في ثلاث قضايا يوم 21 نوفمبر الحالي، وهو ما اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي محاولة للانقلاب ضده.
وتتمثل الملفات المتهم فيها نتنياهو هى الاحتيال، وخيانة الأمانة والرشوة ، وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أنه للمرة الأول يتم فيها تقديم لائحة اتهام ضد رئيس وزراء صاحبها المستشار القانونى للحكومة .
ومتهم نتنياهو فى القضية المعروفة إعلامياً رقم 4000 ، التى تشير إلى أن نتنياهو قدم امتيازا لمالك موقع "والا"، شاؤول الوفتش، مقابل تغطية متعاطفة، لنتنياهو وزوجته سارة كنوع من أنواع الدعاية الانتخابية.
كما تم اتهام نتنياهو فى القضية رقم 1000، التى تتهم رئيس الحكومة نتنياهو ، بأنه حصل من رجال الأعمال ارنون ميلتشين وجيمس باكر على هدايا بقيمة مئات آلاف الشواكل عبارة عن سيجار فاخر وشمبانيا، ويرى محللون أن هذه التهم كفيله بسجنه لمدة لن تقل عن 5 سنوات، ولم يتبق من عملية التقاضى سوى مثوله أمام المحكمة .
وترتب على اتهام نتنياهو بالفساد إلى تعالى الأصوات التى تنادي بزعيم جديد لليكود، من خلال إجراء داخلية للحزب ، حيث يلتفت الليكود الأن حول وزير التعليم السابق جدعون ساعر والذى دعا "نتنياهو" إلى الاستقالة من منصبه بعد قرار تقديم لائحة اتهام ضده بتهم فساد.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن ساعر قوله: "حرى بنتنياهو أن يستقيل من منصبه"، مضيفاً: "لو كنت مكان نتنياهو لكنت استقلت ليس بسبب لوائح الاتهام المنسوبة إليه، لكن بسبب الطريق المسدود التي آلت إليها عملية تشكيل الحكومة وفشله في بلورة ائتلاف حكومي".
وأعرب ساعر، عن قدرته على تشكيل حكومة في الكنيست (البرلمان) الحالية، وجمع تواقيع 61 نائبا، إلا أنه أوضح أنه لن يقوم بذلك دون تفويض من جانب حزب "الليكود" .
فشل نتنياهو فى مفاوضات تشكيل الحكومة مرتين
وأخفق "نتنياهو" فى مناسبتين هذا العام فى تشكيل الحكومة الإسرائيلية المرة الأولى فى شهر إبريل الماضي، وتمخض عنها الدعوة لانتخابات مبكرة اجريت فى سبتمبر لما فاز فيها فشل للمرة الثانية من اقناع الأحزاب اليمنية من تشكيل ائتلاف يقوده .
وينص القانون على أنه في حالة عدم تشكيل حكومة وفق الإجراءات السابقة بموجب القانون ، يجوز لغالبية ،61 على الأقل، من أعضاء الكنيست أن يطلبوا ، كتابةً فى غضون 21 يوما، من الرئيس، تفويض المهمة لعضو في الكنيست، بما في ذلك عضو تم تكليفه بالمهمة في الجولات السابقة.