أكرم القصاص - علا الشافعي

لبنان على جمر الأزمات.. احتجاجات لرفض اختيار دياب رئيسا للحكومة.. حشود فى ساحة الشهداء وأعمال شغب.. الحريرى يناشد أنصاره التزام الهدوء.. ورئيس الوزراء المكلف: لن نكون حكومة مواجهة.. وتشكيل الحكومة خلال 6 أسابيع

الجمعة، 20 ديسمبر 2019 03:00 م
لبنان على جمر الأزمات.. احتجاجات لرفض اختيار دياب رئيسا للحكومة.. حشود فى ساحة الشهداء وأعمال شغب.. الحريرى يناشد أنصاره التزام الهدوء.. ورئيس الوزراء المكلف: لن نكون حكومة مواجهة.. وتشكيل الحكومة خلال 6 أسابيع الاحتجاجات تضرب لبنان
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

مازالت شوارع لبنان تنتفض احتجاج على قرار تكليف وزير التربية السابق حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة فى لبنان، فى الوقت الذى أعلن فيه رئيس الحكومة المكلف لوسائل إعلام ألمانية اليوم إنه سيعمل على تشكيل حكومة خلال ستة أسابيع للمساعدة على خروج البلد من أزمة اقتصادية وسياسية عميقة.

وأضاف: "الحكومات السابقة فى العقد الأخير استغرقت سنة لتشكيلها، وأنا أسعى لتأليف حكومة فى غضون أربعة أسابيع أو فى فترة لا تتجاوز ستة أسابيع".

ياتى هذا فى الوقت الذى انطلقت فيه المظاهرات منذ الساعات الأولى لإعلانه رئيسا لحكومة لبنان، حيث خرج المتظاهرون في ساحة الشهداء في بيروت رافضين قرار تكليفه؛ مستخدمين العوائق وصناديق النفايات والإطارات المشتعلة لقطع الأوتوسترادات وطرق السفر الدولية والشوارع الرئيسية، فى حين ازدادت أعداد المتظاهرين فى ساحتى الشهداء ورياض الصلح ومناطق متفرقة من وسط بيروت.

وكانت مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة قد جرت منذ صباح الخميس فى قصر بعبدا بين الرئيس ميشال عون وسعد الحريرى رئيس حكومة تصريف الأعمال وعدد من الفرقاء السياسيين للاستقرار على اسم رئيس الحكومة الجديد فى الوقت الذى أكد الحريرى عدم ترشحه أًو أى من كتلة المستقبل التى يرأسها.

وأعلن دياب رئيسا للحكومة حتى خرج المتظاهرون قاطعين طرقات بيروت، حيث تم قطع السير على أوتوستراد الناعمة بالاتجاهين، إضافة لقطع الطريق عند دوار السلام في طرابلس، وعند دوار المرج في الميناء، وكذلك عند دوار إيليا في صيدا

 

واستخدم المحتجون العوائق وصناديق النفايات والإطارات المشتعلة لقطع الأوتوسترادات وطرق السفر الدولية والشوارع الرئيسية، فى حين ازدادت أعداد المتظاهرين فى ساحتى الشهداء ورياض الصلح ومناطق متفرقة من وسط بيروت.

الحريرى يطلب التزام الهدوء

 

من جهته، طالب سعد الحريرى ـ الذى أعلن أمس عدم رغبته فى الترشح لرئاسة الحكومة ـ  جميع أنصاره وداعميه برفض أى دعوة للنزول إلى الشارع أو قطع الطرق، مشددا على أن الهدوء والمسئولية الوطنية تمثل أولوية فى الوقت الحالي، وأن الأزمة التى يواجهها لبنان تتسم بالخطورة الشديدة ولا تتحمل أى تلاعب فى الاستقرار.

ومن جانب آخر أفادت غرفة التحكم المروري بأن الطرقات المقطوعة إلى الشمال تشمل ساحة النور، والبداوي، ودير عمار، والمنية، العبدة، وحلبا، والبيرة.

كما أعلنت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام وصول محتجين على دراجات نارية أمام منزل دياب ليل الخميس، وهم يرددون شعارات رافضة لتكليفه، ومؤيدة للحريري، وتجمع المتظاهرون أمام منزله فى منطقة (تلة الخياط) ببيروت، ورددوا هتافات مناهضة له، وسط تواجد أمنى وعسكرى مكثف لمنع حدوث أية احتكاكات أو مصادمات، وأشار عدد من المتظاهرين إلى أنهم ليست لديهم مشكلة مع شخص الدكتور حسان دياب، وإنما الطريقة والمسار الذى اختير بمقتضاه، معتبرين أنه جرى فرضه بالقوة من قبل وزير الخارجية وحزب الله على الطائفة السنية وأبنائها، مستشهدين على صحة قولهم بأنه لم يجر اختياره سوى من 6 نواب سُنّة فقط، فى ظل امتناع بقية نواب الطائفة عن تسميته خلال الاستشارات النيابية الملزمة التى أجريت اليوم لتسمية رئيس الوزراء الجديد.

 

فيما أعلن رئيس الحكومة المكلف من أمام منزله اليوم وبعد كلمة له ألقاها من قصر بعبدا، أنه لا بد من معالجة الأمور، وأضاف قائلا: "نحن بحاجة إلى إرادة وإدارة والحكومة لن تكون حكومة مواجهة بأي شكل من الأشكال".

 

يذكر أن الرئيس اللبناني ميشال عون كان كلف، الخميس، حسان دياب برئاسة الحكومة في البلاد خلفاً للرئيس المستقيل سعد الحريري، وذلك بعد أن انتهت الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري بـ69 صوتاً لصالح دياب.

من هو حسان دياب؟

 

وكان  الرئيس اللبناني ميشال عون، قد كلف حسان دياب الذي وصف نفسه بـ"المستقل" برئاسة الحكومة في لبنان، فيما يمكن أن يطلق عليه حكومة "المشاورات النيابية" في لبنان والتي أجريت بإشراف الرئيس ميشال عون.

ويبلغ حسان دياب من العمر 60عاما، وهو ليس بعيدًا عن دوائر السياسة في لبنان، حيث شغل منصب وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي في 2013.

وقد عمل  أستاذا لهندسة الكهربائية وهندسة الحاسبات في كلية الهندسة والعمارة بالجامعة الأمريكية في بيروت.

اختيار دياب، جاء بعد إعلان رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، عدم ترشحه لشغل المنصب وربما امتناع كتلته التصويتية عن المشاركة فى المشاورات النيابية عن تسمية أحد المرشحين، في الوقت الذي أعلن فيه زعيم التيار الوطني الحر ووزير الخارجية في حكومة الحريري، جبران باسيل دعمه لترشيح حسان دياب.

تحديات أمام دياب

 

يواجه حسان دياب تحديات اقتصادية ضخمة، فضلا عن احتقان سياسي متنامي منذ بدء الاحتجاجات في 17 أكتوبر الماضي، لكنه يراهن على ما وصفه بـ"خطة الإنقاذ" التي تعهد فيها بمشاركة كافة الأطياف السياسية في لبنان.

 

وفي أول تعليق له بعد انتهاء المشاورات النيابية، فيما يمكن أن نطلق عليه "خطاب التكليف"، عبر حسان دياب عن تقديره والتزامه بمطالب المتظاهرين في بيروت ومدن لبنانية أخرى، مطالبًا ما أطلق عليه "الحراك الشعبي" بالمشاركة في تشكيل وزراء حكومته، في خطوة غير مسبوقة ربما في لبنان ما بعد 17 أكتوبر.

"الوضع لن يعود إلى ما قبل الحراك الشعبي" هكذا أعلنها دياب، في خطاب تكليفه برئاسة الحكومة الجديدة، في خطوة ربما تنبئ بالكثير حول أولويات الحكومة المقبلة.

 

في وسط العاصمة بيروت وفي ساحة رياض الصلح، وأمام مقر الحكومة اللبنانية، حيث لا يزال يعتصم المئات، يتطلع الكثيرون لردود الفعل حول التوافق السياسي حول حسان دياب الذي قد يكون أحد الحلول الوسط في الأزمة السياسية التي تشهدها لبنان.

 

ويطالب المتظاهرون بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة تكنوقراط لا تخضع لنظام المحاصصة السياسية، كما يطالبون بتحسين الأوضاع الاقتصادية والقضاء على الفساد، وهي تحديات ربما تؤرق عمل الحكومة الجديدة، التي سيحدد اختياراتها للوزراء خلال الفترة المقبلة شكل العلاقة بين حسان دياب والحراك الشعبي في لبنان.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة