تشهد محافظة الفيوم، صباح اليوم السبت، ظاهرة فلكية فريدة إذ تتعامد الشمس علي قدس الأقداس بمعبد قصر قارون، والتي تتكرر كل عام، بالتزامن مع تعامد الشمس علي معبد الكرنك بمحافظة الأقصر.
شهد الاحتفالية الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم واللواء خالد شلبي مساعد وزير الداخلية لشمال الصعيد واللواء عادل الطلحاوي مدير أمن الفيوم وسيد الشورة مدير عام آثار الفيوم وعدد من التنفيذيين.
معبد قصر قارون يبعد حوالى 65 كم عن مدينة الفيوم ويقع جنوب غرب بحيرة قارون ضمن التقسيم الجغرافى فى شمال غرب إقليم الفيوم بمركز يوسف الصديق، وتسمى المدينة بمدينة ديونيسيوس، وهى مدينة شيدت فى العصر البطلمى حوالى القرن الثالث قبل الميلاد وكانت تسمى ديونيسيوس نسبة إلى إله الخمر عند اليونانيين، فى منتصف المدينة شيد معبد للإله سوبك الإله المحلى لإقليم الفيوم، والذى كان يعبد فى صورة تمساح، شيد المعبد من الحجر الجيرى.
ومن جانبه، قال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن المعبد ليس له علاقة بقارون الذى ذكر فى القرآن، وهو ما ينوى إعلانه بالدليل للمرة الأولى اليوم حيث أن هناك دليلين على ذلك الأول دينى وهو ما ذكره الله فى سورة القصص "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ"، والثانى سبب تاريخى أن هذا القصر تم بناؤه فى العصر اليونانى الذى بدأ عام 332 قبل الميلاد، ويقال أنه أنشئ فى عام 260 قبل الميلاد وبعض الباحثين أكدوا ذلك بينما قارون كان من قوم موسى وسيدنا موسى عاش فى عصر الدولة الحديثة أى فى الفترة من 1550 قبل الميلاد إلى 1070 قبل الميلاد أى فرق الف سنة بين انشاء القصر وعهد قارون.
ولفت الشورة، إلى أن القصر خصص لعبادة الإله دينسيوس وهو إله الخمر والحب عند اليونان، وتم إضافة بعض الأشياء له فى العهد الرومانى وكان يأوى المسيحيين فى عهد الاضطهاد الرومانى للمسيحيين، وكلمة قصر جاءت بعد الفتح الإسلامى وكان المسمين يسمون المعبد قصر ولذلك أطلقوا على محافظة الأقصر هذا الاسم لضمها قصور كثيرة.
وعن ظاهرة تعامد الشمس على معبد قصر قارون، أكد الشورة، أنه اكتشفها الدكتور مجدى فكرى وبدأ الاحتفال بها 2010 وتتعامد الشمس لمدة 25 دقيقة حتى تدخل لمدخل المعبد ثم تتسرب من خلال محور المعبد لتضىء المقصورة الوسطى لقدس الأقداس والتى يفترض انها كانت تحتوى على المركب المقدس للإله سوبك لتنحرف يمينا لتنير المقصورة اليمنى والتى يفترض انها كانت تحتوى على تمثال الإله فيما تظل المقصورة اليسرى غارقة فى الظلام حيث كانت تحوى على مومياء للإله سوبك التمساح، والتى كانت يجب أن تبقى فى الظلام.
ولفت "الشورة"، إلى أن الاحتفالية تقام بالتعاون بين وزارات الآثار والثقافة والسياحة والشباب والرياضة ومحافظة الفيوم، وتأتى فى إطار الجهود الدائمة لتنشيط حركة السياحة والتعريف بما تزخر به المحافظة من إمكانيات سياحية وأثرية وثقافية وبيئية، وهى ثانى احتفالية تشهدها مناطق الاثار هذا العام بعد اقامة ماراثون الجرى لمسافة 100 كيلو متر من هرم هوارة بالفيوم إلى هرم سقارة فى الجيزة، والذى أقيم فى 15 نوفمبر الماضى.
وأضاف، أن الاكتشافات الأثرية الجديدة فى المحافظة ساهمت فى زيادة حركة السياحة ولعل أهمها فتح حجرة الدفن الملكية فى هرم سنوسرت الثانى باللاهون، مما ساهم فى تسليط الضوء على الأماكن الأثرية والسياحية بالمحافظة.