تسببت الظروف المناخية السائدة بمحافظة الأحساء في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية في حدوث «التجوية الملحية» بمباني التراث العمراني القديم، والتي يرجع بناؤها لمئات السنين والمعتمدة في البناء على الطين والجص، نظير ارتفاع منسوب المياه الجوفية السطحية -0.28 سم، والتي تتراوح ملوحتها بين 6045 - 79400 ملليجم/لتر، إضافة إلى وجود شبكات الصرف القريبة، مما يسبب تبلورا للأملاح وهجرتها وانتقالها من مكان لآخر بحسب صحيفة اليوم السعودية.
وأوضحت الباحثة بالجيولوجيا والآثار د.أماني حسين في دراسة حديثة، أن أهم مواد البناء المستخدمة في مباني التراث العمراني هما الحجر الجيري والطين، واللذان يحتويان على مادة كربونات الكالسيوم ومعادن الهاليت والجبس والكوارتز، والتي لها دور مهم في زيادة المحتوى الملحي.
وأشارت إلى أن الأحجار يتميز معظمها بارتفاع المسامية وقدرتها على امتصاص المياه، مع ارتفاع درجة الحرارة وطاقة التبخر، الأمر الذي ساعد في تنشيط عملية التجوية الملحية، ومن ثم تعرض مواد البناء للتدهور والتساقط.
وأوصت الدراسة بضرورة التركيز على دعم المباني العمرانية والأثرية باستخدام المواد العازلة للرطوبة والحرارة والتي لا تتأثر بالظروف المناخية المختلفة، وعدم التهاون في اختيار المواد العازلة ذات المواصفات العالمية وتناسب مناخ المنشأ، وضرورة الاهتمام بالملاحظة الدورية وعمل القياسات الحقلية ورصد كافة المتغيرات المؤثرة ومن ثم توثيق هذه البيانات والقياسات. وشددت على ضرورة تصريف المجاري المائية بعيداً عن أماكن مباني التراث العمراني الطينية، وتغطيتها بسقوف معدنية.
وذكرت الدراسة أن جميع المباني التي تمت دراستها ميدانيا يظهر بها الرشح والتزهر، ومع ارتفاع درجة الحرارة تتبخر السوائل وتتبلور الأملاح تدريجيا. وأدى تكرار العملية إلى تكوين طبقات ملحية على أسطح المباني التراثية تراوح سمكها بين أقل من 0.2 إلى 1.3سم وبألوان تتراوح بين الأبيض والأسود. كما أثبتت التحليلات المعملية وجود أملاح الكلوريدات والكبريتات معا، مما كان له أثر مدمر على سطح الحجر والتي كانت أهم مظاهرها التقشر وتساقط المحارة وظاهرة أعشاش النحل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة