تصعّد قوات الجيش السوري من وتيرة قصفه الجوي والمدفعي لمناطق في محافظة إدلب شمال غربي البلاد، وسط أنباء حول نية حكومة دمشق حسم المعركة الكبرى فى المحافظة خلال الأسابيع المقبلة، وسط تخوفات تركية على الجماعات المتشددة التى تتمركز فى محافظة إدلب.
فيما طهرت وحدات من الجيش السورى قرى ومزارع أم جلال وربيعة وخريبة وشعرة العجايز وبرنان وأم توينة بريف إدلب الجنوبى الشرقى من التنظيمات الإرهابية.
وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن وحدات من الجيش السورى خاضت منذ فجر اليوم الجمعة اشتباكات عنيفة مع إرهابيى تنظيم "جبهة النصرة" وإرهابيى ما يسمى "أجناد القوقاز" بريف إدلب الجنوبى الشرقى طهرت على أثرها عدد من القرى والمزارع التى تتمركز بها العناصر المتطرفة.
ولفتت الوكالة السورية إلى الاشتباكات نتج عنها القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحتهم، إضافة إلى تدمير عربات مزودة برشاشات ثقيلة للإرهابيين والقضاء على من بداخلها حاولت التقدم نحو نقاط الجيش السورى فى محور بلدة الربيعة والشعرة بريف إدلب الجنوبى.
أشارت وكالة "سانا" إلى أن البلدات والقرى المطهرة كانت تضم مقرات أساسية للتنظيمات الإرهابية كانت تتخذها منطلقاً لاعتداءاتها على المناطق الآمنة وإطلاق الصواريخ على سكان المناطق فى ريفى حلب الجنوبى الشرقى وحماة الشمالى ما أسفر عن وقوع شهداء وجرحى.
وتركز التصعيد على ريفى إدلب الجنوبى والجنوبى الشرقى، وقد شارك فيه الطيران الروسى وهو ما تسبب الخميس فى مقتل ثلاثة أشخاص فيما كانت الحصيلة الأكبر الثلاثاء حيث لقى 23 شخصا مصرعهم بينهم سبعة من عائلة واحدة في بلدة تلمنس، وسط أنباء عن نزوح جماعى بالآلاف صوب المناطق الأقل تضررا.
وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن 50 ألف شخص يفرون حاليا من إدلب إلى تركيا، منتقدا الدول الإسلامية على عدم دعمها خططه لإعادة توطين اللاجئين السوريين فى مناطق أخرى بشمال سوريا.
ولم يعلن أردوغان خلال كلمة له فى قمة ماليزيا حقيقة موقف بلاده من أى عملية عسكرية واسعة في شمال غرب سوريا، وتجاهل التصعيد الراهن فى إدلب، موجها سهام نقده إلى دول إسلامية وغربية لتحفظها على خططه فى شمال شرق سوريا.
ويسعى أردوغان إلى الحصول على دعم دولى لخططه بتوطين مليون سورى فى جزء من شمال شرق سوريا انتزعته القوات التركية ومسلحون سوريون موالون لها من وحدات حماية الشعب الكردية خلال توغل عبر الحدود فى أكتوبر الماضي.
وتعد إدلب المحافظة السورية الوحيدة التى بقيت خاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة والمتطرفة، وبالتالى فإن استعادتها بالنسبة إلى دمشق وحليفتها موسكو ستعنى حسم الحرب التى تجاوزت الثمانى سنوات مع تلك الجماعات، ليبقى الصراع محصورا فقط فى الجزء الشمالى الشرقى والذى لا يمكن حسمه عسكريا جراء وجود قوى عدة متدخلة فيه وفى مقدمتها الولايات المتحدة.
وتسيطر جبهة تحرير الشام (النصرة سابقا) على أكثر من نصف مساحة إدلب فيما باقى المساحة موزعة على فصائل معارضة وأخرى قريبة من تنظيم داعش التى تعاظم حضورها بشكل لافت فى الفترة الأخيرة، الأمر الذى يشكل عاملا إضافيا لتحرك موسكو ودمشق لحسم المعركة فى المحافظة.
وأكدت صحيفة الوطن القريبة من الحكومة السورية أن تكثيف الطيران الحربى السورى الروسى من غاراته على مواقع المسلحين فى إدلب يأتى تمهيدا على ما يبدو لمعركة إدلب الكبرى.
وذكرت الصحيفة السورية أن الجيش يمهد ناريا لمعركة إدلب الكبرى، التي اقتربت كما يبدو ساعتها، بعدما حشد لها ما حشد من عدد وعتاد قبل أيام، لتكون معركة حاسمة لتحرير المحافظة وأريافها إذا ما أزفت ساعتها.
ونقلت الصحيفة عن مصدر ميدانى قوله إن الجيش السورى مستعد أيما استعداد لتحرير إدلب وأريافها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة