بحسب عدد من التقارير والدراسات تمر اليوم الـ138، على انعقاد أول مجلس نيابى فى مصر، إذ عقد فى 23 ديسمبر عام 1881، فى عهد الخديو توفيق.
لكن ربما لم يكن هذا التاريخ سالف الذكر، هو تاريخ انعقاد أول مجلسى نيابى فعلى فى تاريخ البلاد، إذ شكل الخديو إسماعيل أول مجلس نيابى مصرى، وإن كان بغير سلطات تشريعية جادة، سنة 1866.
وعلى الرغم من اتهام الكثيرين الثورة العرابية بالتسبب فى احتلال بريطانيا لمصر، ووصم الزعيم الراحل أحمد عرابى بالخيانة وتوريط البلاد فى شر الاحتلال، إلا أنه يبدو أن الثورة العرابية لم تكن كذلك، فبحسب المؤرخ الراحل عبد الرحمن الرافعى فى كتابه "الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى"، فإنه بعد أن قاد أحمد عرابى، مظاهرة عسكرية فى 9 سبتمبر عام 1881، وقدموا للخديو مطالبهم، وكانت قوام هذه المطالب سقوط وزارة رياض باشا وتأليف مجلس النواب وزيادة عدد الجيش، فاضطر الخديو إلى النزول على حكمهم، واستقالت وزارة رياض، ثم عهد الخديو إلى شريف باشا تأليف الوزارة تحقيقا لإرادة العرابيين، فألف شريف وزارته الدستورية، ودعا إلى إنشاء مجلس نيابى (كامل السلطة)، فاستجاب له الخديو وامر بإجراء الانتخابات العامة، وانتخب مالمجلس، وافتتحه الخدي وفى ديسمبر 1881، وكان افتتاحه يوما مشهودا فى تاريخ الحركة القومية، أخذ يضطلع بمهمته، تتعلق به الآمال وترنو إليه الأبصار، وعرض شريف باشا على المجلس الدستور الذى كان وضعه سنة 1879، ليقر ما رآه فى شأنه، أى أنه جعل من المجلس "جمعية تأسيسية" تضع الدستور وتقره، وبذلك نالت البلاد مجلس نيابيا تتمل فيه سلطته الدستورية والتشريعية، لأول مرة.
وبحسب "الرافعى" كانت الأمور تسير بشكل جيد، وانتصرت الثورة على طول الخط، قبل أن تتدخل القوى الاستعمارية وتنتحلان لأنفسهما التدخل فى شئون البلاد، وكان أول مظهر لهذه التدخل مذكرة 7 يناير 1882، التى قدمتها الدولنا وحيث عارضا تخويل مجلس النواب حق تقرير الميزانية، بحجة أن تقريرها يمس حقوق الدائنين أو ينال منها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة