يستمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى سياساته العدوانية ضد المنطقة العربية، سواء من خلال عدوانه على سوريا أو محاولاته التدخل فى الشأن الليبى، أو ممارساته العدوانية فى منطقة شرق المتوسط، حيث تكشف تصريحاته النازية حجم أطماع أردوغان فى المنطقة، فى الوقت الذى تبرر فيه قناة الجزيرة تلك السياسات العدوانية.
فى هذا السياق أكد مساعد العنزى، الكاتب الكويتى، أن تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العدوانية لا تنطلى إلا على أنصاره فقط، مشيرا إلى أن تركيا على صعيد العلاقات الخارجية بدأت تنحصر بشكل كبير خاصة فى محيطها الإقليمى .
وقال الكاتب الكويتى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن علاقات تركيا متوترة مع دول الاتحاد الأوروبى ومع مصر واليونان ودول الخليج باستثناء قطر ، مشيرا إلى أن السياسة التركية الخارجية تعيش حالة من حالات التخبط الشديد بسبب ممارسات أردوغان.
ولفت مساعد العنزى، إلى أن هناك عدم ثقة فى السياسة التركية وذلك مع الدول المحيطة بها بسبب تصريحات أردوغان، موضحا أن الرئيس التركى يحاول أن يصدر مشاكله الداخلية إلى الخارج وأن يخدع الداخل من خلال النفوذ الخارجى للهروب من الأزمات التى تحاصر أنقرة.
فيما أكد الإعلامى السعودى محمد الشقاء، أن هناك عدة أسباب تدفع قناة الجزيرة القطرية لتبرير محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للتدخل فى الشؤون الليبية، خاصة بعد إعلان أردوغان استعداده لإرسال جنود إلى ليبيا.
وقال الإعلامى السعودى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إن هناك مصالح مشتركة بين تركيا وقطر لمواصلة تدمير ما بقي من ليبيا ورجالاتها الأوفياء الذين يدافعون عن عروبة وأرض وكرامة ليبيا.
وتابع محمد الشقاء: من دمر وزعزع ليبيا في البداية سنجد أنها قطر الحليفة اليوم لتركيا التي تقوم بذات الدور والذى تدعمه آلة الحرب الإعلامية الجزيرة.
بدوره أكدت داليا زيادة، مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، أن تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان العدوانية ستتزايد كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية التركية، قائلة: سنرى المزيد من هذه التصرفات الاستعمارية الجنونية من جانب أردوغان كلما اقترب موعد الانتخابات العامة والانتخابات الرئاسية في تركيا، والتى من المفترض أن تتم فى 2023 مع توقعات بعقدها فى 2022.
وأضافت مدير المركز المصرى للدراسات الديمقراطية الحرة، لـ"اليوم السابع"، أن أجندة أردوغان وبرنامجه السياسي قائم أساساً على فكرة استعادة مجد تركيا القديم، واستعادة الحكم العثماني لدول الشرق الأوسط، خصوصاً أن تركيا تشعر بالغربة في محيطها الأوروبى، والقارة الأوروبية بالكامل ترفض ضم تركيا إليها كدولة أوروبية، خصوصاً فى ظل حكم أردوغان الإخواني الهوية.
وأشارت إلى أن أردوغان يعوض عن فشله الاقتصادي في الداخل التركي وفشله الإقليمي في عمل شراكات مفيدة لبلاده في أوروبا وحوض المتوسط، بالعمل على تضخيم أجندته الاستعمارية وافتعال أزمات ومشكلات في منطقة الشرق الأوسط، مستهدفاً الدول العربية المستضعفة جراء ما مرت به من حروب أهلية عقب ثورات الربيع العربي.
واستطردت داليا زيادة: نسي أردوغان أن العصر العثماني قد أنتهى وأن العالم اليوم يحكمه قانون دولي ومواثيق دولية تمنعه من اتخاذ مثل هذه الإجراءات فيما يخص ليبيا أو سوريا، لأن في تدخله العسكري والسياسي في هذه الدول اعتداء على سيادة والأمن القومي لكل الدول المجاورة، وهذا أمر لن تقبل به هذه الدول ولن يقبل به القانون الدولي، وستكون نهاية أردوغان نهاية درامية، ربما تشبه نهاية صدام حسين لو استمر على هذا النحو.