يترأس الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك، اليوم الثلاثاء، قداس عيد الميلاد المجيد بكاتدرائية السيدة العذراء للكاثوليك بمدينة نصلا، وفى رسالته الرعوية لعيد الميلاد المجيد التى حملت عنوان " لا تخافوا، هآنذا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، ولد لكم اليوم مخلص هو المسيح الرب".
وقال بطريرك الكاثوليك إن ميلاد المسيح ليس مجرد احتفال طقسى أو عادة لتقليد مسيحي، إنما هى فرح عظيم لاستقبال ميلاد يسوع فى قلوبنا وفى حياتنا.
وتحت عنوان لا تخافوا قال البطريرك: هناك فرق شاسع بين مخافة الله بمعنى احترام قدسية حضوره في حياتي، وبين الخوف منه بناءً على تصورات سلبيّة غير حقيقية عنه، كما لو كان خصمًا للإنسان وكأن رفعة الله لا تقوم إلاّ على الحطّ من قيمة الإنسان وكرامته. وكم من الفلاسفة عبروا عن هذا الفكر المشّوه، وهذا الخطر الذي يهددنا دومًا. وقد يدفع الخوف من الله إلى نوعين من التطرف. فإمَّا أن ينكر الإنسان وجود الله على الصعيد النّظريّ أو على الصعيد الحياتيّ فيعيش كما لو كان الله غير موجود بالمرة. أمَّا التطرف الثاني فهو عيش العلاقة مع الله كنوع من العبوديّة خوفًا من غضبه وبالتالي من عقابه، مما يدفع البعض إلى التعصب ورفض الآخر ظنًا منه أنَّه يدافع عن حقوق الله، بينما هو لا يستخدم أساليبه.
وأوضح البطريرك: هناك تمييز بين الغني والكريم والجوّاد فإذا كان الغنى هو مَن يمتلك الكثير، والكريم هو من يعطي مما يمتلك، فالجواد هو يعطي ذاته «هكذا أحب الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16)
وتساءل بطريرك الكاثوليك: الله يعطي ذاته لكي يخلصنا. مماذا يخلصنا ؟ يخلصنا من الخوف غير المبرر منه، إذ نكتشف عمق محبته للبشر، ولأننا نصبح أبناءه، ويخلصنا من سلطان الشر وطغيانه، لأننا بنعمة روحه القدوس نهزم الشر بالخير «لا تدع الشر يغلبك بل أغلب الشر بالخير» (رو ٢١:١٢) فنكون أداة للسلام ونزرع الحب والغفران حيث الحقد والكراهية (صلاة القديس فرنسيس الأسيزي).
وأشار بطريرك الكاثوليك إن هذا الفرح الذى صنعه ميلاد المسيح ليس حكرًا على أقليّة ولا على نسل معين من البشر، لأنَّه مقدَّم لجميع الناس دون استثناء.
وأضاف: كم نحنُ في حاجة إلى أن نعيد اكتشاف قوة وجمال هذه البشرى وهذا الفرح، فان الله يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحقّ يبلغون، وهو يريد أن يمتلئ بيته في وليمة الخلاص. فكم من النفوس تموت جوعًا ويسوع هو خبز الحياة، وكم من النفوس تموت من الظلمة ويسوع هو نور العالم، وكم من النفوس تموت من العزلة، والله يقول نعيمي أن أكون بين بنى البشر.
وختم البطريرك كلمته بالصلاة قائلا: نرفع صلاتنا متحدين مع قداسة البابا فرنسيس الذي يجول على مثال معلمه يسوع يصنع خيرًا وينشر الفرح في قلوب الأكثر احتياجا، ليمنحه الرب الصحة والقوة.
نتحد فى الصلاة مع أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الكاثوليك الذين ملأ لقاءهم، فى اجتماعهم الدورى بالقاهرة نهاية الشهر الماضى حول موضوع "الإعلام فى خدمة الإنجيل"، قلوبنا بالفرح والبهجة. ليمنح الرب بلادنا السلام والفرح والأمان.
نصلى من أجل وطننا الغالى مصر، ومن أجل سيادة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي وكل المعاونين له فى خدمة الوطن، طالبين لهم الصحة والعون لمواصلة العمل من أجل كرامة وسعادة كل المصريين.
نصلى ونهنئ كل الذين يحتفلون بعيد ميلاد الرب يسوع من اليوم وكل الأيام المقبلة، متمنيين أن يغمر فرح المسيح قلب كل إنسان.