يحتفل المصريون كل عام بقدوم رأس الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، لمرقده بجامع مولانا الحسين بحى الجمالية، حيث يتم الاحتفال بتلك المناسبة لمدة أسبوع، ويتوافد الآلاف من كافة محافظات الجمهورية على منطقة الجمالية.
وتختتم تلك الاحتفالات يوم الثلاثاء الأخير من شهر ربيع الآخر، والذى يوافق 24 ديسمبر الجارى.
حيب بدأ أتباع الطرق الصوفية فى نصب خيام الخدمات فى الأزقة والحارات الملاصقة للمسجد، وتقديم الطعام للزوار، ويتم نحر الذبائح وإقامة الموائد خدمة للزائرين، وسط انتشار بائعى الحلوى.
كما تزين مسجد الإمام الحسين بالأنوار، وأقامت المشيخة العامة للطرق الصوفية سرادق كبير بجانب المسجد تقام فيه الفعاليات الدينية، بالإضافة لسرادق للطريقة الصديقية الشاذلية وشيخها الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كما أقامت روضة النعيم لشيخها الحبيب على الجفرى سرادق كبير بجوار المسجد يعقد فيه حلقات العلم.
بينما انتشرت الخدمات الأمنية لتأمين الزوار وانتشار سيارات الاسعاف والمطافى، كما تزين ضريح الإمام الحسين، وشددت إدارة المسجد على عدم تناول الطعام داخل المسجد مع المرور لمنع أى طقوس مخالفة لحرمة المسجد.
ويقوم نقيب المنشدين الشيخ محمود التهامى بإحياء الليلة الكبيرة يوم الثلاثاء، فيما يحيى عميد المنشدين الشيخ ياسين التهامى الليلة الختامية يوم الأربعاء المقبل.
ويذكر أنه قد ورد فى البخارى أن "رأس الحسين حمل إلى ابن زياد، فجعل الرأس فى طست وأخذ يضربه بقضيب كان فى يده، فقام إليه أنس بن مالك رضى الله عنه، وقال: "لقد كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم"، ولكن السؤال أين تستقر الرأس الشريف؟.
بداية حادثة استقار الرأس الشريف، لا تقل غرابة عن كثير من الحوادث فى التاريخ الإسلامى، التى يتعدد فيها الكلام ولا يمكن الوصول إلى نتيجة واحدة، فقد كثرت واختلفت فى ذلك أقوال المؤرخين فى المكان الذى دفنت فيه الرأس الشريف، ونرصد بعضها كالتالى:..
فى المدينة المنورة
ذهب فريق من الدارسين ومنهم ابن دحية فى (العلم المشهور) أن الرأس دفن بالمدينة كما ذكره الزبير بن بكار بأنه فى البقيع إلى جانب أمه فاطمة الزهراء، كما روى فى تذكرة الخواص لـ سبط ابن الجوزى، فعندما وصل المدينة كان عمرو بن سعيد بن العاص واليا عليها، فوضعه بين يديه وأخذ بأرنبة أنفه ثم أمر به، فكفن ودفن عند أمه فاطمة.
فى سوريا
وذهب جمهور من المؤرخين منهم "تاريخ المراقد.. الحسين وأهل بيته وأنصاره" للدكتور محمد صادق، إلى أن الرأس الشريف قد دفن فى دمشق بعد وصوله إليها من كربلاء، إلا أنهم اختلفوا فى تحديد المكان الذى دفن فيه، فمنهم من قال إنه دفن فى حائط بدمشق، ومنهم من قال فى دار الإمارة، ومنهم من قال فى المقبرة العامة لدفن المسلمين، وهناك قول بدفنه فى داخل باب الفراديس، وذلك المكان سمى بـ (مسجد الرأس)، وقولاً آخر إنه فى جامع دمشق، وسمى المكان بـ(رأس الحسين).
فى مصر
ويعتقد معظم المصريين أن الرأس الشريف قد حظيت به القاهرة، وذكر فى كيفية نقله إليها قولان: الأول: وهو ما ذكره الشعرانى من أن زينب بنت على نقلته إلى مصر ودفنته فيه، الثانى: أن الرأس نقله الفاطميون من باب الفراديس فى دمشق إلى (عسقلان)، ومنها حمل إلى (القاهرة) من طريق البحر.
فى النجف
ونقلت مجموعة من الأخبار عن الإمام الصادق أن الرأس الشريف دفن فى الغرى.
فى كربلاء
اشتهر هذا القول عند فريق كبير من علماء المسلمين من الفريقين، فمن أهل السنة ما ذهب اليه الشبراوى، والقزوينى، وأبو ريحان البيرونى، حيث يقول: فى العشرين من صفر رُدَّ الرأس إلى جثته فدفن معها.
فى الأرض المحتلة
قامت طائفة البهرة الداودية الشيعية بزيارة مقبرة "تاريخية" فى مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، بمركز "بارزيلاى" الطبى الذى يعالج أساسًا مصابى الصراع، معتقدين أن الرأس الشريف للإمام الحسين بن على بن أبى طالب حفيد النبى محمد تستقر فى هذا المكان، ويتفق المسلمون سنة وشيعة على مقتل الإمام الحسين على يد بنى أمية، لكنهم يختلفون فى الموضع الذى استقرت فيه "الرأس الشريفة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة