القارئ محمد عبد الفتاح السرورى يكتب : تأثير انتشار الكاميرات والمحمول على كتابة السيناريو

الأربعاء، 25 ديسمبر 2019 04:00 م
القارئ محمد عبد الفتاح السرورى  يكتب : تأثير انتشار الكاميرات والمحمول على كتابة السيناريو كاميرات مراقبة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المعروف أن الكثير من (الحركة) فى السيناريو يخضع لفكرة عدم المراقبة مثل دخول شخص إلى مكانٍ أوخروجه منه .. التواجد فى مكان .. أو إنكار ذلك .. كان كل ذلك فى مضى أمراً متاحاً ولكن الآن ومع انتشار الكاميرات وأجهزة المحمول فى كل مكان تقريباً فإنه أصبح من المستحيل أن ينكرَ شخص أنه كان موجوداً فى مكان ما لأن وسيلة الإثبات أو النفي أصبحت متاحة بالفعل .. وهذا يعنى أنه وبالضرورة فإن كُتاب السيناريو سوف يجدون أنفسهم أمام معضلة لم تكن موجودة من قبل ألا وهى التحايل على وجود الكاميرا – أو الموبايل – لأن بناء الحدث وبالتبعية القصة بأكلمها فى بعض الأحيان يكون قائم على فكرة الفعل فى الخفاء ولكن وجود الوسيلة الفاضحة للفعل أو القول فإنه يستلزم بالضرورة التحايل على ذلك ولكن كيف وقد أضحت الكاميرات فى كل مكان والمحمول – بما يحتوي من خاصيات جديدة مثل الماسنجر والواتس آب قد أمست فى يد الجميع ؟ .. بعض الأفلام مؤخراً بدأت تنتبه لهذا الأمر ولكن السؤال ماذا بشأن المستقبل لقد ألقت التقنية الحديثة بظلالها على حرفية كتابة السيناريو وليس فقط على تنفيذ الفيلم – كما كان يحدث حتى وقت قريب – الكتابة نفسها تأثرت .. وبناء السيناريو – فى تكوينه – لابد أن يتغير وإلا فسوف يجد كٌتاب السيناريو أنفسهم أمام انفصال تامٍ عن الواقع .. لأن الواقع أن كل شىءأصبح – أون لاين – حتى مرور الناس العاديين فى الشوارع .. وبناءً على ذلك فى الإجابة القديمة الشهيرة – أنها كانت عند الخياطة أو دكتور الأسنان أو حتى عند صاحبتها – أو حتى الإجابات الحديثة – ازدحام المواصلات -  لن تعد تصلح لا مع الزوج – ولا مع الزوجة ولا مع الضابط ولا المُحقق لأنه من السهل التيقن وبسهولة من صدق أو كذب الادعاء.... والأمثلة كثيرة ...

حتى وقت قريب لم يكن التليفون الأرضى منتشراً فى كثير من البيوت المصرية وعليه فإن بناء الحدث كان قائم على ضرورة – النزول – المواصلات – الوقت .. ألخ ) ولكن الآن كل هذا أضحى مخصوماً من البناء الدرامى – الحدث-  لأن الموبايل فى يد الجميع  .. وأيضاً الأمثلة كثيرة ..

المطاردات ... التواجد – فرضية عدم التواجد – المقابلات – إنكار المقابلات .. ألخ .. كل هذه المعطيات تأثرت بالفعل .. وهنا يطرح السؤال نفسه .. ما هو شكل ونمط الأفلام فى المستقبل.. إذا كانت الصخرة التى يبنى عليها السيناريو – جهل أطراف عديدة بالحدث مثلاً –  هذه الصخرة قد تحطمت بالفعل على يد طفل صغير يمسك بجهازه المحمول فى أضيق شارع .. إنها حقاً معضلة ... الموضوع مشكلة بالفعل .. لأن الكاميرات فى كل مكان حتى على سلالم العمارات وأمام الشقق بل وفى بعض السيارات .. وعملية أخفاء الوجه – للهروب من المسئولية – ليست حلاً لأن اخفاء الوجه فى حد ذاته يجعل من صاحبه محل شبهة بالضرورة .. وهكذا .. فكيف سيتصرف كتاب السيناريو  فى الحدث ؟ .. فالحدث جلل ... أليس كذلك.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة