حوالى شهر تقريبا مرعلى إطلاق القمر الصناعى المصرى "طيبة 1"، والذى تم إطلاقه الثلاثاء 26 نوفمبر الجارى، وذلك بعد عقد قائد منصة الإطلاق مع كل الفنيين اجتماع يسمى "اجتماع ما قبل الإطلاق"، ومن خلاله قرر جميع الفنيين جاهزيتهم للانطلاق فى ذلك الوقت، وعن وضع القمر حاليا، قال الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن القمر الصناعى المصرى طيبة .1 وصل واستقر فى المدار الخاص به على ارتفاع حوالى 36 ألف كيلومتر من سطح الأرض.
وأضاف الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن القمر مستقر حاليا فى مداره وتم الاتصال به من محطات التحكم للتأكد من جاهزيته ومدى كفاءة وعمل أجهزته، لافتا إلى أن محطات التحكم التى تتابع القمر موجودة فى 4 نقاط حول العالم منها فى أمريكا وأستراليا وجنوب أفريقيا بالإضافة إلى المحطات الموجودة فى مصر .
وأشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إلى أن القمر رد بإشارات يتم تحليلها لمدة شهرين للتأكد من سلامة أجهزته الوظيفية، مؤكدا أنه لا توجد أية مشاكل فى القمر حتى الآن وكل أجهزتة سليمه والهوائيات الخاصة بالقمر توجهت حاليا نحو الأرض دون أية مشاكل ومتوقع أن يخضع القمر لاختبارات فى مدة تتراوح بين شهرين لثلاثة أشهر قبل البدء فى تشغيله فعليا.
وأشار الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، إلى أنه من المتوقع بعد 3 شهور من إطلاق القمر الصناعى أن نتلقى منه الاتصالات، مضيفا أنه سيؤمن للمواطنين اتصالات وخدمات إنترنت مستمرة 24 ساعة فى اليوم دون انقطاع فى جميع أنحاء مصر.
وأكد الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن الحكومة المصرية ستتولى عملية الإدارة والتحكم فى القمر الصناعى "طيبة -1 " بعد إطلاقة وتشغيله لتقديم خدمات الاتصالات للمؤسسات الحكومية، كما ستقوم الشركة الوطنية المصرية بتقديم خدمة الاتصالات الفضائية للأغراض التجارية.
وفى نفس السياق، أكد المهندس طارق شامخ نائب الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات السابق، أن القمر الصناعى المصرى طيبة .1 استقر بالفعل فى مداره النهائى وهو حاليا فى مرحلة الاختبار.
وأضاف نائب الرئيس التنفيذى للشركة المصرية للاتصالات السابق، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أنه من المتوقع أن يدخل الخدمة بعد فترة تتراوح بين 3 لـ 6 شهور، وبعد انتهاء الاختبارات لتتسلم الحكومة المصرية بعد ذلك إدارة القمر .
وبإطلاق القمر المصرى " طيبة -1 " دخلت مصر عالم الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الاتصالات، بما يمثل نقلة كبيرة فى مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويساهم فى دعم جهود التنمية الشاملة والتى تنفذها الدولة على كل شبر من أرض مصر وفقاً لخطة علمية دقيقة تحقق الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية والصناعية والبشرية لتوفير حياة كريمة للمواطن المصرى ووضع مصر فى المكانة التى تستحقها إقليمياً ودولياً.
وكانت الشركة قد سبق وأن انتهت من عمليات اختبار أنظمة القمر الصناعى قبل عملية الإطلاق، للتأكد من سلامتها وعدم تأثرها بعملية الشحن، كما تم اختبار التواؤم الميكانيكى والكهربى بين القمر وقاعدة الإطلاق المخصصة، كذلك الانتهاء من ملء خزانات الوقود التى ستمكن القمر من البقاء فى الموقع المدارى المخصص له لمدة خمسة عشر عاماً، حيث سيعمل القمر على توفير خدمات الإنترنت عريض النطاق للأفراد والشركات بمصر وبعض دول شمال أفريقيا ودول حوض النيل.
,القمر بدأ رحلته من لحظة اطلاقة من مركبة الاطلاق إلى مداره النهائى، والذى يقع على ارتفاع 35786 كم فوق سطح البحر فى رحلة استغرقت عدة أيام غير متتالية وفى فترة لم تتجاوز الأسبوع ، بعد أن تم اطلاقه على ارتفاع 950 كم تقريبا وبسرعة 9.1 كم/ث إلى مدار مؤقت يطلق عليه "المدار الانتقالى للمدار المتزامن مع الأرض" أو (Geostationary Transfer Orbit) وهو مدار بيضاوى يلامس المدار المتزامن فى نقطة واحدة.
والقمر احتاج إلى أربع دفعات من محركه الخاص فى توقيتات محددة وأماكن معينة وفى سرعات محددة تسمح للقمر تعديل مساره إلى الاتجاه المطلوب وتأتى أوامر تعديل المسار من محطة التحكم المركزية فى تولوز والتى تتحكم فى القمر أثناء مروره بالمدار المؤقت إلى أن استقر فى مداره النهائى على الارتفاع المطلوب "35786 كم فوق سطح البحر"، واستخدام عدة هوائيات فى مناطق متفرقة على سطح الكرة الأرضية حتى تكون على اتصال دائم بالقمر.
وأول دفعة لتعديل المسار كانت مستهدفة يوم 27 نوفمبر تلتها دفعات تعديل للمسار أيام 29 و30 من نوفمبر، وأخر دفعة كانت يوم 2 ديسمبر 2019، ثم تبدأ مرحلة استقرار القمر فى موقعه المدارى 35.5 شرق، والتى أخذت بضعة أيام، ثم تبدأ مدة الاختبار لمدة شهر تقريبا ويتم تشغيل القمر من قبل وكالة الفضاء المصرية بشكل كامل بعد نجاح الاختبارات.