أكرم القصاص - علا الشافعي

الكوكب فى خطر.. ارتفاع قياسى لحرارة ألاسكا بـ1.3 درجة ونفوق جماعى للطيور

الجمعة، 27 ديسمبر 2019 10:28 ص
الكوكب فى خطر.. ارتفاع قياسى لحرارة ألاسكا بـ1.3 درجة ونفوق جماعى للطيور ألاسكا - أرشيفية
كتب محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المتوقع أن تختتم ألاسكا عام 2019 بارتفاع قياسى فى متوسط درجات الحرارة، بعد عام من تطرف فى الأحوال المناخية، بين صيف شديد الحرارة، وانتشار حرائق الغابات، إلى تلاشى الجليد البحرى وأمطار شتوية، بينما كانت الثلوج الكثيفة هى المعتادة ذات يوم فى هذا الموقع على الكرة الأرضية، حيث عانت الحياة البرية أيضًا من حالة فوضى مناخية بالولاية الأمريكية.

وشهدت المنطقة نفوق جماعى للطيور البحرية، وكافحت الثدييات البحرية للتصدى لتأثير الاضطرابات البيئية، فيما يقول الباحثون إن هذا الاضطراب هو جزء من نمط ارتفاع الحرارة السريع الذى تشهده ألاسكا، وهى من بين الأكثر تأثرًا بتغير المناخ بسبب قربها من القطب الشمالى، بضعف معدل الكوكب ككل.

وقال ريك ثومان العالم بمركز ألاسكا للتقييمات والسياسات المعنية بالمناخ بجامعة ألاسكا: "هل سيكون كل عام دافئًا مثل هذا؟ لا.. لكن الاتجاه فى تصاعد"، وذلك حسب ما نقلته سكاى نيوز عن وكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الجمعة.

ألاسكا
ألاسكا

كان عام 2016 هو العام الأكثر دفئا فى ألاسكا، عندما بلغ متوسط درجات الحرارة السنوية ما يزيد قليلا عن صفر، وكانت هذه هى المرة الأولى التى يرتفع فيها المؤشر فوق درجة التجمد، وفقًا لما ذكرته الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى.

وفى عام 2019، بلغ المتوسط على مستوى الولاية خلال شهر نوفمبر 1.3 درجة مئوية وهى الأعلى هذا العام، وهو ما يفوق درجات الحرارة المسجلة على مدى قرن تقريبًا منذ أن بدأ حفظ السجلات.

ويشار إلى أن دراسة حديثة، كانت قد كشفت فى مطلع شهر ديسمبر الجارى، أن المنطقة القطبية الشمالية قد ارتفعت درجة حرارتها فى العقد الماضى تقريبًا مثل الأرض بأكملها فى آخر 137 عامًا، وتدعى ورقة البحث أن درجة حرارة القطب الشمالى قد ارتفعت بمقدار 1.35 درجة فهرنهايت (0.75 درجة مئوية) فى 10 سنوات، بينما ارتفعت درجة حرارة الأرض ككل بنحو 1.44 درجة فهرنهايت (0.8 درجة مئوية) منذ بداية الثمانينيات من القرن التاسع عشر.

تتنبأ الورقة البحثية الجديدة، التى كتبها 15 خبيراً دولياً، بآثار ارتفاع متوسط ​​درجات الحرارة العالمية بمقدار 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) - وهى علامة فارقة كانت متوقعة باتفاقية باريس، وقال المؤلف الرئيسى للبحث إريك بوست، أستاذ البيئة بجامعة كاليفورنيا فى ديفيس: "العديد من التغييرات التى حدثت خلال العقد الماضى دراماتيكية لدرجة أنها تجعلك تتساءل عما سيحدثه العقد المقبل للاحترار، فإذا لم ندخل بالفعل فى منطقة القطب الشمالى الجديدة، فنحن بالتأكيد على مقربة من الكارثة".

ويقول الباحثون إنه مع اقتراب الأرض من عتبة الاحترار الخطرة البالغة 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية)، فإن القطب الشمالى والقطب الجنوبى قد يصلان إلى 7.2 درجة فهرنهايت و 3.6 درجة فهرنهايت، مما يعنى ارتفاع درجات الحرارة السنوية و ارتفاع بنسبة 12.6 درجة فهرنهايت و 5.4 درجة فهرنهايت على التوالى فى الشتاء، وتوضح الدراسة ما الذى يمكن أن يعنيه 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية) للاحترار العالمى بالنسبة لخطوط العرض العالية، إذ يعنى ارتفاع فى درجات الحرارة يصل إلى 12.6 درجة فهرنهايت (7 درجات مئوية) للاحترار فى القطب الشمالى و 5.4 درجة فهرنهايت (3 درجات مئوية) فى القطب الجنوبى خلال بعض أشهر السنة.

وكتب الباحثون أن مثل هذا الحدث الهام سيكون له خسارة كارثية للجليد الأرضى فى المنطقة القطبية الشمالية، لكن آثاره لن تكون محلية فى القطب الشمالى، فيما حذر البروفيسور مايكل مان من جامعة ولاية بنسلفانيا من الدراسة: "ما يحدث فى القطب الشمالى لا يبقى فى القطب الشمالى".

سيؤثر الانصهار السريع للجليد الأرضى فى القطب الشمالى على خط العرض فى نصف الكرة الشمالى، أو الفضاء بين الدائرة القطبية الشمالية ومنطقة مدار السرطان - التى تغطى كل أوروبا وأمريكا الشمالية تقريبًا ومساحات شاسعة من آسيا، وسوف تشمل العواقب فقدان الغطاء النباتى وموجات الحر القاتلة والتهديدات للحياة البرية والطقس القاسى وفقدان "سبل العيش البشرية التقليدية".

وقام فريق من 15 باحثًا من جميع أنحاء العالم بتجميع التقرير، الذى نُشر فى مجلة Science Advances ، جنبا إلى جنب متخصصون فى مجالات الحياة والعلوم السياسية والاجتماعية وعلوم الأرض.

فى حين ظلت درجات الحرارة فى القطب الجنوبى مستقرة إلى حد ما مقارنة بالقطب الشمالى، يتوقع الباحثون أن يؤدى فقدان الجليد الأرضى فى كل من المناطق القطبية الشمالية والجنوبية إلى ارتفاع منسوب مياه البحر بمقدار ثلاثة أمتار، كما يحذرون من أن التعاون الدولى سيكون مفتاح التكيف مع التغيرات المتوقعة، فى حين أن التدابير الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون تعتبر "حاسمة" أيضًا لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة.

يعتقد البروفيسور بوست أن الأرض ستصل إلى 3.6 درجة فهرنهايت (2 درجة مئوية)، وهو ما يمثل توقعًا لاتفاقية باريس، لكن المنطقة القطبية الشمالية موجودة بالفعل خلال بعض أشهر السنة، وقد تصل درجة الحرارة إلى درجتين مئويتين على أساس سنوى فى أقرب وقت قبل 25 سنة من بقية الكوكب.

يبلغ متوسط ​​درجة الحرارة العالمية الآن حوالى 1.98 درجة فهرنهايت (1.1 درجة مئوية) أعلى من فترة ما قبل الصناعة، وفقًا لبيان صادر عن الأمم المتحدة هذا الأسبوع، فإننا لا نقترب من المسار الصحيح لتحقيق هدف اتفاقية باريس.

وقال أمين المنظمة (WMO): "إذا لم نتخذ إجراءً عاجلاً بشأن المناخ الآن، فإننا نتجه إلى زيادة درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات مئوية [5.4 درجة فهرنهايت] بحلول نهاية القر، مع المزيد من التأثيرات الضارة على رفاهية الإنسان".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة