على الرغم من طرد عناصر تنظيم داعش الإرهابى من معاقله فى العراق وسوريا والتوقعات بضعف وانتهاء التنظيم بعد مقتل أبو بكر البغدادى على يد القوات الأمريكية فى سوريا أكتوبر الماضى، غير أن صحيفة واشنطن بوست كشفت أنه عبر أجزاء كثيرة من الأراضى الشاسعة التى كان يسيطر عليها تنظيم داعش فى العراق وسوريا، يسعى التنظيم الإرهابى إلى إعادة تأكيد وجوده إذ تنتظر خلاياه النائمة أوامر بالهجوم. مضيفة أن الاشهر المقبلة ستحدد ما إذا كان التنظيم أصيب بالشلل القاتل أم يستعد للعودة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين وأكراد أن مئات وربما آلالاف من عناصر داعش شقوا طريقهم إلى منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة تمتد على الحدود المتنازع عليها بين إقليم كردستان والعراق. وتوضح أن منطقة من الوديان النهرية الكثيفة بالنباتات، تقع خارج حدود القوات الكردية والعراقية بسبب الخلافات التاريخية حول من الذى يجب أن يسيطر عليها، تجذب أكبر تجمع معروف لمقاتلى داعش منذ أن فقدوا السيطرة على آخر معاقلهم.
وفى الأسابيع الأخيرة، صعدت هذه العناصر من هجماتها، مركزة على منطقة شمال شرق العراق فى محافظة ديالى بالقرب من الحدود مع إيران ونفذوا كمائن ليلة وأطلقوا قذائف الهاون. وتوفر الأعشاب الطويلة فى المنطقة غطاء للقناصة الذين يتسللون على نقاط التفتيش. وتشير إلى أن إهمال الحكومة والمظالم طويلة الأمد تعزز قدراً من التعاطف بين السكان المحليين تجاه هذه العناصر.
وقال الرائد آرام دروانى، قائد قوات البيشمركة الكردية فى المنطقة: "لديهم خطط عسكرية جيدة، ويهاجمون عندما لا تتوقعهم، ويشكلون تهديدًا حقيقيًا على حياة الناس". وتقول الصحيفة إن المقاتلين المسلحين الذين فروا من ساحة المعركة يتجمعون فى أماكن غير خاضعة للحكم مثل الاراضى الواقعة بين المناطق التى تسيطر عليها القوات الكردية والعراقية، فيما يختبى آخرون فيما يسمى بالخلايا النائمة فى مدن مثل الرقة فة سوريا، فى انتظار اوامر بالهجوم.
ومع ذلك، فإنه وفقا لمسئولين عسكريين أمريكيين فإنه حتى الآن يعد ذلك صراعا للبقاء على قيد الحياة فى اعقاب الهزيمة الهائلة التى لحقت بالتنظيم أكثر من كونها عودة للظهور.