"فتاوى مضلة للسلفيين"، هى سلسلة تكشف أخطاء الفتاوى التى يصدرها قيادات التيار السلفى، وكيف ردت عليها المؤسسات الدينية الرسمية فى مصر سواء الأزهر أو دار الإفتاء ،على تلك الفتاوى الشاذة واليوم نستعرض فتوى مضلة للسلفيين، هى تحريمهم للاحتفال بالكريسماس ،وذلك مناسبة اقتراب نهاية العام، وبداية السنة الجديدة .
وكانت أبرز تلك الفتاوى هى فتوى الداعية السلفى حسين مطاوع، الذى قال فى تصريحات له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك": إذا كنا نقول بدعية الاحتفال بالمولد النبوي وننكر على من يحتفل به لمخالفة ذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم وفعل صحابته والتابعين من بعده فكيف بمن يشارك المسيحيين احتفالهم بميلاد المسيح، فالمسلم الذي يقر بهذا الاحتفال لا يخلو من حالتين أن يعلم أن هذا الاحتفال محرم وهذا لا عذر له فلا يجوز له أن يهنئهم ولو على سبيل المجاملة".
وتابع الداعية السلفى: بل قد يخرجه ذلك من الملة إن اعتقد صحة هذه العقيدة ، فإن أعيادنا حق جاء بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لكن عيدهم هذا باطل لأنهم يحتفلون فيه بميلاد المسيح أو أن يكون جاهلا بالحكم الشرعي وعليه فالواجب عدم كتمان الحق عنه وتعليمه فإن أصر بعد البيان فإنه يلحق بصاحب الحالة الأولى ".
دار الإفتاء ردت على هذه الفتوى الشاذة، بتأكيدها بأن الاحتفال بالكريسماس ليس حراما، حيث قالت إن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر، والأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: ﴿وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ [مريم: 33]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ﴾ [الصافات: 79]، وقال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: ﴿سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾ [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ .
وتابعت دار الإفتاء فى فتواها: إذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه، وقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يومًا -يعني: عاشوراء-، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرًا لله، فقال: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ» فصامه وأمر بصيامه. فلم يعدَّ هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكًا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام، وبناءً عليه: فاحتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو: أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ».
واستطردت: هذا عن احتفال المسلمين بهذه الذكرى، أما تهنئة غير المسلمين من المواطنين الذين يعايشهم المسلم بما يحتفلون به؛ سواء في هذه المناسبة أو في غيرها؛ فلا مانع منها شرعًا، خاصة إذا كان بينهم وبين المسلمين صلة رحم أو قرابة أو جوار أو زمالة أو غير ذلك من العلاقات الإنسانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة