سجلت أسعار الذهب عالميا ومحليا أعلى مستوى له فى أكثر من شهرين، وذلك بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ فى أسعار الدولار على المستوى العالمى، وكذلك ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة، واللجوء إلى الملاذات الآمنة وعلى رأسها المعدن الأصفر، الأمر الذى انعكس على أداء الذهب عالميا، مسجلا ارتفاعات ملحوظة على مدار الأيام الثلاثة الماضة، إذ حقق المعدن النفيس ارتفاعا بنسبة 1.7 % لتكسر أوقية الذهب حاجز الـ 1500 دولارا.
ارتفاع أسعار الذهب بدأ من يوم الثلاثاء الماضى وصعد لمدة ثلاثة أيام متصلة فى مصر، متأثرًا بالتحرك الملحوظ فى أسعار أوقية الذهب، حيث سجل الذهب فى مصر زيادة بلغت 15 جنيها للجرام، منذ بدء موجة الارتفاع، فى حين أن أوقية الذهب ارتفعت من 1484 دولار خلال تعاملات يوم الاثنين 23 ديسمبر إلى 1511 دولار حاليا، وسجل المعدن زيادة ملحوظة يومى الأربعاء والخميس والجمعة بسوق الصاغة.
وقال إيهاب واصف نائب رئيس شعبة المعادن الثمينة، لليوم السابع، إن أسعار الذهب فى أعلى مستوياتها في قرابة شهرين، إذ تلقى المعدن الأصفر الدعم من بيانات اقتصادية ضعيفة من الولايات المتحدة ومخاوف بشأن اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف أن الضبابية بشأن التوافق الصيني الأمريكي تلقى بظلالها على الأسواق، مما رفع الطلب على المعدن النفيس ليصعد الي 1511 دولار، ويضاف إلى المخاوف أن انكمش اقتصاد كندا على خلاف المتوقع بنسبة 0.1 % في أكتوبر، مسجلا أول انخفاض شهرى منذ فبراير، لأسباب من بينها إضراب بقطاع السيارات الأميركي مما أثر سلبا على التصنيع، وهو ما انعكس على أسعار الذهب.
وأوضح واصف ، أن هناك ارتفاع ملحوظ فى أداء الدولار وكذلك ابتعاد المستثمرين عن المخاطرة، والاقبال على شراء الملاذات الآمنة، الأمر الذى رفع الطلب على المعدن النفيس بصورة ملحوظة، ، مضيفا: "يُعتبر الذهب بديلا استثماريا في أوقات الضبابية السياسية والمالية، وعلى جبهة التجارة، يترقب المستثمرون المزيد من التطورات بشأن اتفاق المرحلة واحد بين أكبر اقتصادين في العالم".
وبحسب "واصف" فإن التنبؤ بسعر مستقبلى للذهب ضرب من المستحيل، خاصة وأن سعر الذهب مرتبط بعدة عوامل أخرى تتغير بشكل سريع جدا، منها أسعار العملات بالأسواق العالمية، وكذلك مرتبط بالبيانات ومؤشرات الاقتصاد لدى الدول ذات الاقتصاديات الكبرى، ومرتبط بعوامل العرض والطلب ليس لصغار المستهليكن، لكنها ترتبط بطلب المستثمرين.
وفى سياق آخر يرى نادى نجيب عضو بشعبة الذهب، أن مبيعات الذهب فى مصر لا تزال ضعيفة، ومع حدوث زيادة فى الأسعار فإن المبيعات تتراجع بشكل أكبر، لافتا إلى التعويل على احتفالات رأس السنة من أجل زيادة فى المبيعات نتيجة الاقبال على شراء الهدايا.
وخلال الأشهر الماضية، ومع التصعيد الواضح من أمريكا والصين، وفرض رسوم جمركية على بضائع بمليارات الدولارات، ارتفع الطلب على المعدن النفيس عالميا بشكل غير مسبوق، لتحقق أوقية الذهب أعلى معدلاتها فى أكثر من 6 سنوات، لكن الأسعار تراجعت بشكل طفيف مع الاتجاه لجنى الأرباح، وكذلك بسبب بعض التصريحات الإيجابية عن التقارب بين أمريكا والصين.
وهنا فى مصر يرتبط سعر الذهب فى مصر بشكل مباشر بسعر أوقية الذهب عالميا، ومن ثم فإن التغيرات فى أسعار الأوقية، توثر على سوق الصاغة الذى يستجيب مباشرة لهذا التغير، كما أن أوقية الذهب تتأثر بشكل سريع بالمتغيرات التى تشهدها الأسواق فى العالم الناتجة عن الاضطرابات والحروب التجارية، وكذلك مؤشرات النمو العالمية، وفق رأفت امين أحد التجار بسوق الصاغة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة