أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 ديسمبر 1948.. جنازة هائلة للنقراشى باشا.. وقاتله يراوغ ثم يكشف دور حسن البنا مرشد الإخوان فى الجريمة

الأحد، 29 ديسمبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 29 ديسمبر 1948.. جنازة هائلة للنقراشى باشا.. وقاتله يراوغ ثم يكشف دور حسن البنا مرشد الإخوان فى الجريمة جنازه النقراشى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت جنازة «النقراشى باشا»، رئيس الوزراء هائلة يوم 29 ديسمبر، مثل هذا اليوم، 1948، وكانت التحقيقات تتواصل مع قاتله «عبدالمجيد أحمد حسن»، عضو جماعة الإخوان، وطالب الطب البيطرى بجامعة فؤاد الأول..«راجع ذات يوم 28 ديسمبر 2019».
 
يكشف عبدالرحمن الرافعى، فى الجزء الثالث من كتابه «فى أعقاب الثورة المصرية، ثورة 1919»، أن التحقيقات التى بدأها النائب العام فور ارتكاب الجريمة تبين منها، أن «عبدالمجيد» كان مطلوبا اعتقاله منذ بضعة أيام ضمن آخرين، ورفض«النقراشى»، قائلا: لا أحب التوسع فى الاعتقال، إننى والد، وأقدر أثر هذه الاعتقالات فى نفوس الآباء والأمهات».. يضيف «الرافعى»: «كان والد الجانى موظفا بوزارة الداخلية ومات، فقرر النقراشى تعليم ابنه بالمجان».
 
رواغ المتهم فى التحقيقات لأيام، وفقا لكتاب «قضية مقتل النقراشى باشا» سلسلة «المحاكمات التاريخية الكبرى، يناير 1950» للكاتب الصحفى لطفى عثمان، مؤكدا أن القاتل بدأ أول اعترافاته الصحيحة يوم 14 يناير 1949، عقب بيان حسن البنا باستنكار الجريمة.. كشف فى الاعترافات أنه اشترك معه خمسة آخرون من الجماعة هم، محمد مالك يوسف محمد، موظف بمطار ألماظة، 25 سنة، وعاطف عطية حلمى، طالب بكلية الطب، 25 سنة، وكمال سيد القزاز تاجر موبيليات، 26 سنة،وعبدالعزيز أحمد البقلى، ترزى أفرنجى، 26 سنة، والشيخ سيد سابق، 35 سنة، وهو من العلماء.
 
بعد أيام من رفع الدعوى العمومية على المتهمين الستة، طلب عبدالمجيد من النائب العام تكملة اعترافاته، ليكشف عن تسعة متهمين آخرين هم: السيد فايز عبد المطلب، مهندس ومقاول مبانى وعمره 29 سنة، ومحمد صلاح الدين عبدالمعطى، موظف بوزارة الدفاع وعمره 30 سنة، وشفيق إبراهيم أنس موظف بوزارة الزراعة وعمره 21 سنة، ومحمود كامل السيد طالب بكلية الحقوق وعمره 23 سنة وعبدالحليم محمد أحمد طالب بكلية الآداب وعمره 24 سنة ومحمود حلمى فرج موظف بوزارة الداخلية وعمره 27 سنة، ومحمد أحمد على، موظف بقسم المبانى بالأشغال وعمره 25 سنة، وجلال الدين يس طالب بكلية التجارة وعمره 24 سنة، ومحمد نايل محمود إبراهيم طالب بكلية الهندسة وعمره 20 سنة.
 
أمام المحكمة كشف القاتل عن أسرار دور حسن البنا فى التنظيم الخاص..قال، إنه فى أواخر سنة 1945 أوائل 1946، تحدث معه عضو بالجماعة اسمه «أحمد حجازى، عن دعوة الإخوان، وأنه لا ينقصها لتصير شبيهة بـ«الدعوة المحمدية» إلا استعمال السلاح، وأن الإخوان لم ينسوا هذا الباب، وسيقومون بتنفيذه، وعرض عليه الانضمام معهم فى هذا «التنظيم»، فسأله «عبدالمجيد»: هل هذا أمر صادر من المركز العام؟، فقال نعم..يؤكد «عبدالمجيد»: «على هذا الأساس وافقت».. يكشف نوعية الأعضاء، قائلا: «مقصور على الذين يثبت أنهم مخلصون لدعوة الإخوان تمامًا، والتدقيق فى سير كل عضو اجتماعيًّا، وأخلاقيًّا ويثبت فى جدول أعمال الفرد اليومية من حيث تلاوة القرآن، والمأثورات الدينية، والألعاب الرياضية، ودراسات فى الوطنية والدينية، ودراسات خاصة باستعمال السلاح، وأخرى فى القانون والإسعافات الأولية، والامتحانات فى هذه الدراسات».
 
يضيف «عبدالمجيد»: «وقع علينا الكشف الطبى وهو خاص بسعة الصدر، والحالة العصبية، والبول، وفى أوائل صيف 1946 ضرب لنا أحمد حجازى موعدًا فى مسجد قيسون قبل صلاة المغرب، فحضرت وباقى المجموعة وقصدنا ومعنا حجازى إلى منزل بالصليبة، وهناك قابلنا عند الباب شخصا اسمه عبد الرحمن السندى وصعدنا إلى الطابق الثانى، ودخلنا غرفة مظلمة ثم أدخلنا غرفة أخرى فردًا فردًا، وكان فى الغرفة شخص ملثم تلقينا عنه «البيعة» وعرفته من صوته وحجمه، وهيئته العامة، إذ كان ملتحيًا، إنه الأستاذ صالح عشماوى، وكيل الجماعة  ومدير جريدتها. وأحب أن أقول إن هذا النظام الخاص، وذكر فى هذه «البيعة» أن رمز الإنسان هو المصحف والمسدس، ووضعا أمام ذلك الشخص الذى قال له إن هذه هى الوسيلة الوحيدة لنصرة الإسلام، ويجب عليه الطاعة، ويقسم العضو على ذلك، والذى يفشى سرًّا من أسرار هذا «النظام»جزاؤه الموت فى أى مكان مهما يحتمى بأى شىء،وقال لى «السندى» إن هذا الشخص «صالح عشماوى» هو الصلة بيننا وبين الأستاذ حسن البنا، وأراد بذلك أن يثبت أن هذا النظام خاضع للنظام العام».
 
يؤكد: «كان الشيخ حسن البنا، هو الذى يوجه نظام الجماعة الخاص، ويحضر إلى شعبتنا فى بعض الأحيان، ويلقى علينا محاضرات.. أذكر أنه عقد اجتماعا لمجموعتنا، وتحدثنا خلاله عما ستتخذه الجمعية إزاء حلها، فقال أحدهم يجب مهاجمة منزل النقراشى باشا، لكى نصل إليه، وأجاب محمد مالك بأن الأستاذ حسن البنا غير موافق وأنه لا يريد أن يضحى بأكثر من فرد واحد فى هذا الحادث، لأن باقى أفراد النظام الخاص سيكلفون بأعمال أخرى».
 
يذكر: «أطلعنى النائب العام فى أحد أيام التحقيق على بيان نشره الأستاذ حسن البنا نفى فيه أنه يعلم شيئًا عن هذه الجريمة «قتل النقراشى»، وأنه يبرأ منها ومن مرتكبيها مستندًا فى ذلك إلى أحاديث وآيات، فعجبت كل العجب.. كما أنى علمت أن هيئة كبار العلماء أصدرت بيانًا عن هذا الحادث، فاطلعت عليه، وعقب ذلك، أردت أن أعلن جميع أفراد النظام الخاص، بأنه قد غرر بنا جميعًا ولست أنا وحدى، وأن نفس التأثير الذى كان واقعًا علىّ كان أيضًا واقعًا عليهم».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة